“حنيني” التمر بالسمن.. طبق غني يفضله الحسكاويون في رمضان
الحسكة – ريتا أحمد
“الحنيني” إحدى الأكلات الشهية التي يفضلها أهالي محافظة الحسكة خلال شهر رمضان، خاصة خلال وجبة السحور، وتتكون من التمر والسمن العربي، ما يمنحها طعمًا خاصًا وغنيًا بالمكونات الطبيعية.
تحتل العادات الغذائية والوجبات المختلفة في رمضان مكانة متقدمة بتراث وتقاليد سكان محافظة الحسكة، ويُخصص بعضها لوجبة السحور، فيما يُقدم بعضها على موائد الإفطار.
بسمة عبد السميع (45 عامًا)، ربة منزل من سكان مدينة الحسكة، قالت لعنب بلدي، إن “الحنيني” تؤكل على السحور، لما تمنحه من الطاقة والقوة اللازمة لتحمل فترة الصيام.
وأشارت بسمة إلى أن هذا الطبق له جذور قديمة جدًا، إذ كان سكان المنطقة في الماضي يحضّرونه باستخدام التمر والسمن العربي فقط، وفي الفترة الأخيرة تم إضافة البيض إليه لتحقيق توازن في درجة الحلاوة الموجودة في التمر، وتؤكل هذه الوجبة مع الخبز.
وروت السيدة ناجية المحمود (55 عامًا) قصة عن عدة أطعمة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تقاليد مدينة الحسكة خلال شهر رمضان، ومن بينها طبق “الحنيني” الذي يعود أصله إلى الأجداد، ويستمر الأبناء في الاحتفاظ بهذه العادة الغذائية، ويحرصون على تقديمها خلال فترة السحور.
أشارت ناجية إلى أن طهو “الحنيني” أمر سهل، إذ يُقلى التمر بالسمن العربي ويُترك ليبرد، ثم يُقدم، وذكرت أن كل عائلة تعتمد على تحضير الكمية اللازمة لاستهلاكها، ويتم إعادة تحضيرها في اليوم التالي.
ويعود اسم “الحنيني” إلى الراحة والسهولة واللطافة، وتعتبر طعامًا داعمًا للصائم، ومألوفًا ومريحًا خلال شهر رمضان.
وأضافت ناجية أن محافظة الحسكة تتميز بعاداتها وتقاليدها الرمضانية الفريدة الممتدة عبر الأجيال، بما في ذلك الأكلات الخاصة بشهر رمضان.
وفي العشر الأواخر من رمضان، تبدأ الاستعدادات لاحتفالات عيد الفطر، ويتم شراء الثياب الجديدة والسكاكر والحاجات اللازمة للاحتفال، بما في ذلك تحضير “الكليجة” الشهية التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد في المنطقة.
وفي جولة لمراسلة عنب بلدي في أسواق مدينة القامشلي، رصدت أسعار التمر، إذ تبدأ من 30 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وترتفع حسب نوعيته وجودته.
وأما سعر كيلو السمن العربي الذي تحضّر به أكلة “الحنيني” فيبلغ 90 ألف ليرة سورية لسمن البقر، أما سعر سمن الغنم فيصل إلى 130 ألفًا.
وبحسب شاهر محمود (33 عامًا) وهو من سكان مدينة القامشلي، فإن “الحنيني” لم تعد تحضّر بالسمن العربي كما في السابق، ففي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، باتت النساء يعتمدن على السمن النباتي أو الزبدة في عملية تحضير الأكلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :