تصريف العملات يرفع الأسعار
أهالٍ يشترون مشتقات الحليب بالأوقية في رأس العين
عنب بلدي – رأس العين
وصلت أسعار الألبان والأجبان إلى أرقام غير مسبوقة في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، وصارت بعيدة عن متناول معظم العائلات خاصة خلال شهر رمضان، مواصلة ارتفاعها التدريجي رغم غنى المنطقة بالثروة الحيوانية.
وبحسب رصد عنب بلدي لأسعار مشتقات الحليب في رأس العين، بلغ سعر كيلوغرام حليب الغنم 17 ألف ليرة سورية، وحليب البقر 13 ألف ليرة، وحليب الماعز 10 آلاف ليرة سورية.
وبلغ سعر كيلو الجبن 45 ألف ليرة، واللبنة 27 ألفًا، والسمن العربي 150 ألف ليرة، والجبن “المشلل” 52 ألف ليرة.
وتعد هذه الأسعار مرتفعة، إذ تتراوح أجور المياومة في رأس العين بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا).
وتختلف الأجور حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
بالأوقية
رغم توفر المراعي بعد الأمطار هذا العام، ووصول أعداد الأغنام إلى 137 ألف رأس، فإن ذلك لم يخفّض أسعار مشتقات الحليب.
ليلة حمود، وهي أم لثلاثة أطفال، قالت لعنب بلدي، إنها مستاءة من عدم قدرتها على شراء الأجبان والألبان بالكمية المطلوبة، خاصة خلال شهر رمضان الحالي.
وأوضحت أنها اشترت نصف كيلو من الحليب و300 غرام من الجبن لتحضير وجبة السحور، وهي نصف الكمية التي تستهلكها العائلة في اليوم.
وذكرت أنها اشترت في رمضان عام 2023 أكثر من 20 كيلو من الجبن، وتستخدم يوميًا كيلوغرامين من الحليب لتحضير الحلويات ووجبات السحور والإفطار.
وطالبت السيدة المحال التجارية بوضع أسعار مقبولة للأجبان والألبان، لأنها من المواد الأساسية لمعظم العائلات.
من جانبه، فادي الصوفي، العامل في ورشة حدادة برأس العين، قال إنها المرة الأولى التي يشتري فيها مشتقات الحليب بالغرامات، واشترى لسحور اليوم الأول من رمضان 250 غرامًا من الجبن.
وذكر لعنب بلدي أن أجرته اليومية في ورشة الحدادة لا تتجاوز 45 ألف ليرة سورية (ما يعادل ثلاثة دولارات)، وهذا المبلغ لا يؤمّن معظم احتياجات عائلته.
فرق التصريف
عن أسباب ارتفاع الأسعار، تحدثت عنب بلدي مع تجار وأصحاب محال ومديرية التموين في رأس العين، وأرجعوا ذلك إلى أن المربين يبيعونه أو يحسبونه بالدولار الأمريكي، ثم يبيعه البائع بالليرة السورية.
وتوجد ثلاث عملات متداولة في مدينة رأس العين، ما يعقّد معاملات الأهالي التجارية.
وتعد الليرة السورية العملة المتداولة، والعملة الثانية هي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
ويعادل كل دولار أمريكي 14400 ألف ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 32 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.
وقال يزن الظاهر، وهو صاحب محل تجاري، إن مربي الثروة الحيوانية رفعوا سعر مشتقات الألبان خلال الأشهر السبعة الماضية أربع مرات، بحجة قلة الأرباح وانخفاض الليرة السورية والتركية.
وأوضح أنه اشترى قبل دخول شهر رمضان 40 كيلوغرامًا من الجبن و30 كيلو من اللبنة، ولم يبع سوى ستة كيلوغرامات من الجبن وكيلوغرامين من اللبنة.
وأضاف أنه سيعيد الكمية المتبقية بسبب صعوبة تصريفها في السوق وقلة الطلب عليها، وتكلفة الحفاظ عليها، وحاجتها لثلاجة تعمل على مدار الساعة.
بدوره، قال نائب مدير التموين في المجلس المحلي برأس العين، محمد القاضي، إن عدم وجود عملة مستقرة وتعامل السكان بالليرة السورية أدى إلى حالة من عدم الاستقرار للمنتجات في السوق.
وأوضح أن مديرية الضابطة وحماية المستهلك تجري جولات مستمرة على المحال التجارية لضبط الأسعار، لكن بسبب التعامل بالليرة السورية، فإن الأسعار تظل متغيرة على مدار الساعة.
وأشار إلى أن مديرية الضابطة وحماية المستهلك ستعمل بشكل مكثف خلال شهر رمضان على وضع أسعار مناسبة مع أسعار صرف العملات.
وتعد تربية الأغنام في رأس العين وأرياف المنطقة الشرقية من سوريا أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، وتشكل سلالة “العواس” الجزء الأكبر من الأغنام في رأس العين، إلى جانب وجود أنواع مهجنة مثل “الحمداني” و”الحموي”.
ووفقًا لإحصائيات مديرية الزراعة في رأس العين، فإن نحو 2750 عائلة من أصل نحو 18 ألف عائلة في الريف والمدينة، تعتمد بشكل أساسي على تربية المواشي كوسيلة رئيسة للعيش.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :