أزمة الخبز تشتد في رأس العين.. البدائل مكلفة
تستمر أزمة الخبز للأسبوع الثالث في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، وبات تأمين السلعة الأساسية للسكان حملًا ثقيلًا عليهم خاصة في شهر رمضان، حيث تفاقمت الأزمة مع ارتفاع الطلب.
وتشهد الأسواق طلبًا متزايدًا على الخبز وسط نقص للسلعة، ما دفع بالأهالي إلى البحث عن بدائل تسد احتياجاتهم، لكن حتى البدائل مرتفعة الثمن، إذ لا تتجاوز أجرة العامل دولارين أمريكيين لليوم الواحد (ما يعادل 30 ألف ليرة سورية).
عشرة أضعاف
تباع ربطة الخبز على “البسطات” وعبر باعة متجولين بأسعار وصلت إلى 17 ألف ليرة سورية للربطة الواحدة (عشرة أرغفة بوزن 1100 غرام)، بزيادة أكثر من عشرة أضعاف عن سعرها في الفرن.
ولا تزال الربطة تباع في الفرن بسعر نحو 1500 ليرة سورية، لكن الكميات التي ينتجها أقل من المطلوب نتيجة قلة كميات الطحين.
ويبلغ الإنتاج الطبيعي للفرن في الأيام العادية 30 ألف ربطة يوميًا، وتغطي المدينة والريف بشكل كامل، لكن في الوقت الحالي تراجع الإنتاج إلى حوالي 15 ألف ربطة يوميًا.
أربعة بدائل مكلفة
رصدت عنب بلدي أسعار عدة أنواع من الخبز تحضرها المخابز الصغيرة في رأس العين، وتشمل أربعة أنواع هي المشروح والصمون والصاج والتنور.
ويباع الخبز المشروح بسعر 3000 ليرة سورية للرغيف الكبير و1500 ليرة سورية للرغيف الصغير، وبالنسبة للصمون فلا يوجد طلب كبير عليه، ويبلغ سعر القطعة 2500 ليرة سورية.
ويبلغ سعر رغيف خبز الصاج 2000 ليرة سورية، وبالنسبة لخبز التنور فيبلغ سعر الرغيف الكبير 3500 ليرة سورية، و2500 ليرة سورية للرغيف الصغير.
في منزل القرية
رغم وجود أربعة أنواع من الخبز بديلة عن خبز الفرن إلا أن أسعارها لا تتناسب مع القدرة الشرائية للسكان، لذلك لجأ بعضهم إلى بدائل أخرى من خلال تحضيره في المنزل أو الاستعانة في أهل الريف لتأمين الخبز لهم عن طريق خبزه على الصاج أو التنور.
ماهر علي من سكان رأس العين، قال لعنب بلدي إن عائلته المكونة من تسعة أشخاص لا تستطيع شراء الخبز يوميًا من “البسطات” بسبب ارتفاع الأسعار، ما دفعهم للانتقال إلى قريته المبروكة مؤقتًا حيث يتوفر الطحين بكميات كافية.
وأضاف ماهر أن العائلة تحضر الخبز يوميًا في منزل والده باستخدام التنور والصاج، وهو حل مؤقت على الأقل لضمان توفير الخبز خلال شهر رمضان.
وطالب بضرورة وفاء الجهات المعنية بالتزاماتها مع السكان، بعد أن وعدت الأهالي بحل مشكلة أزمة الخبز قبل رمضان، لكن الأمر تفاقم.
من جانبها عائشة عقاب من رأس العين قالت لعنب بلدي، إنها لجأت إلى شراء الخبز قبل الإفطار من الأفران الصغيرة، وذلك بسعر 3000 ليرة سورية للرغيف المشروح.
وأضافت أن عائلتها التي تتألف من سبعة أشخاص، تحتاج إلى 60 ألف ليرة سورية يوميًا لتكفي احتياجاتهم من الإفطار والسحور، فيما كانت تحتاج سابقًا إلى 6500 ليرة سورية.
وأشارت إلى أنها حاولت شراء الطحين، لكنها واجهت صعوبة في الحصول عليه بسبب شراء السكان لكل الكميات المتاحة في السوق.
وعود بتأمين الطحين
يعود سبب انخفاض الكميات التي ينتجها الفرن الآلي الوحيد في رأس العين عملية الجرد التي تجريها “إدارة الكوارث والطوارئ التركية” (AFAD) لكميات الطحين الداخلة إلى المدينة كل عام في شهر شباط، وفق تقرير سابق أعدته عنب بلدي.
ويدخل الطحين إلى رأس العين شهريًا بشكل مجاني، وتبلغ الكميات الداخلة 600 طن، لكن الفرن الآلي قلل من كميات إنتاج الخبز حاليًا للحفاظ على احتياطي الطحين الذي يبلغ 40 طنًا.
المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي إن المجلس يشتري الطحين يوميًا بهدف توفير الخبز لسكان المدينة بكميات متوسطة.
وأوضح أن الفرن الآلي لم يتوقف عن العمل تمامًا خلال هذه الفترة، لكن نقص كميات الطحين أدى إلى نقص في الإنتاجية وبالتالي نقص في الخبز في المدينة والريف.
وأشار إلى أن المجلس المحلي سيعمل على شراء كميات أكبر من الطحين، بهدف استمرار توفير الخبز للمواطنين، حتى ترسل منظمة “AFAD” الطحين إلى مدينة رأس العين، ما يسهم بعودة الفرن الآلي إلى الإنتاجية السابقة التي تصل إلى 30 ألف ربطة يوميًا، وتغذي المنطقة بأكملها.
وذكر ملكي أن منظمة “AFAD” أعلمت المجلس المحلي بأنها ستقوم بأرسال الطحين خلال فترة قريبة لتأمين مادة الخبز للسكان، لكن دون تحديد مدتها بدقة.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها غالبية سكان منطقة رأس العين والمناطق الشمالية والشمال الشرقي في سوريا، وهي تشكّل مصدرًا رئيسًا للدخل في هذه المناطق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :