“جريمة البئر” تؤجج الغضب في جنديرس.. ما التفاصيل
شهدت مدينة جنديرس شمال غربي حلب، توترًا بين أهالي المنطقة بعد مقتل فتى كردي يبلغ من العمر 16 عامًا، وإخراج جثته من البئر، مساء الأربعاء 13 من آذار.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخبر، وحمّل بعضهم تهمة القتل لفصائل “الجيش الوطني” الموجودة في المنطقة، مرفقين ذلك بتسجيل مصور لتجمع، قالوا إنه مظاهرة ضد الانتهاكات التي يتعرض له الكرد في المنطقة.
اضطرت الشرطة العسكرية لإصدار بيان، الخميس، بعد أن ظهرت تكهنات مختلفة، وبعض المنشورات المضللة والاستفزازية حول الحادثة المأساوية، حسب ما ورد فيه.
وبحسب التحقيقات الأولية التي ذكرها البيان، فإن المتهم قتل الفتى بطعنه في رقبته بمنطقة مهجورة، وألقاه في بئر ماء على طريق قرية تل سلور.
وفور علم والد المتهم بالحادث، تقدم إلى مقر الشرطة العسكرية وأبلغها بأن نجله قتل المتوفى وسلم ابنه إلى الشرطة العسكرية، التي أخذت إفادة مفصلة من والد المتهم، وما زالت التحقيقات في الحادث قائمة، حسب البيان.
توجهت عنب بلدي بالسؤال للشرطة العسكرية حول المزيد من التفاصيل، وقالت إن الحادثة لا تخص الشرطة العسكرية، كون المتهم والضحية، كلاهما مدنيان ولا يتبعون لأي فصيل، لكن والد المتهم سلم ابنه بعد معرفته بالحادثة للشرطة العسكرية، التي سلمته بدورها للشرطة المدنية.
تفاصيل الجريمة
الشرطة المدنية أوضحت، لعنب بلدي، إن الخبر جرى تداول بطريقة سياسية أكثر، بينما هي جريمة قتل بدوافع شخصية.
وتحدثت الشرطة عن التفاصيل، وهي أن المتهم (18 عامًا)، وهو من مدينة سجار شرقي إدلب، مقيم مع عائلته في جنديرس منذ حوالي ست سنوات، وكان يعمل في فرن لوالد الفتى القتيل (16 عامًا)، منذ ثلاث سنوات.
ولاحقًا طرد المتهم من الفرن بسبب مشاكل منها سوء أمانة وافتعال مشاكل مع الزبائن، مما دفعه للحقد على العائلة.
بعد تقريب الأسبوع من طرده، تحدث المتهم مع الضحية حول أنبوب دخان الدراجة النارية (شكمان) العائدة له، وطلب منه أن يأتي ليأخذه، ثم استدرجه لأرض زراعية تبعد حوالي كيلومتر، جنوب جنديرس، على طريق قرية تل سلور، ظهر يوم الأربعاء.
وكان المكان مهجورًا ويحوي على غرفتين فقط وبئر مياه عرضه ثلاثة أمتار، وطوله 30 مترًا، ودخل الشابان إلى أحد الغرف، ثم تشاجرا حول العمل وسبيل إعادة المتهم، وبعد الشجار طعن المتهم الفتى عدة مرات في رقبته، ثم رماه في البئر.
أخذ المتهم هاتف الطفل ودراجته النارية، وعاد إلى عائلته وأخبرهم عن الجريمة، بعدها توجه والده لحركة “نور الدين الزنكي” (فصيل ضمن “الجيش الوطني”) لتسليمه، وبدوره سلمه للشرطة العسكرية.
وصل المتهم إلى مركز الشرطة الساعة 5 مساء، حسب الشرطة المدنية، ولم يتم انتشال الفتى من البئر حتى 8 مساء، يوم الأربعاء.
وبحسب الشرطة، كانت علاقة الفتى والمتهم جيدة لهذا السبب سهل استدراجه، وأراد الانتقام منه لأنه كان طرفًا بطرده، كما اعترف المتهم أمام الشرطة.
وحاليًا انتهى التحقيق معه وجرت إحالته للقضاء ليصدر الحكم بحقه، حسب الشرطة المدنية.
تكثر عمليات القتل والاعتداء في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” (الذراع العسكرية للحكومة “المؤقتة”)، التي تسيطر على ريف حلب شمال غربي سوريا.
وتحدث الانتهاكات من أطراف عسكرية ومدنية، بسبب الفلتان الأمني، وانتشار السلاح في المنطقة، دون وجود ضبط لها.
اقرأ أيضًا: منظمات تعتبر نتائج التحقيقات بقضية الناشطة هبة “رواية هزلية”
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :