نشرت وكالة “رويترز” الأمريكية، نتائج تحقيق الأمم المتحدة بما يخص حادثة مقتل مراسلها عصام عبد الله، في لبنان، في 13 من تشرين الثاني 2023.
وخلصت نتائج التحقيق التي أجرتها “قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان” (يونيفيل)، أن دبابة إسرائيلية هي من أطلقت قذيفتين من عيار 120 ملم على مجموعة من الصحفيين، الذين يمكن التعرف عليهم “بوضوح”.
وقال التقرير (لا يتم نشرها عادة) المؤلف من سبع صفحات، والذي انتهى في 27 شباط الماضي، واطلعت عليه الوكالة، إن المنطقة الواقعة بالقرب من الخط الأزرق، لم تشهد أي تبادل لإطلاق النار حينها لمدة 40 دقيقة، قبل أن تطلق دبابة “ميركافا” الإسرائيلية القذيفتين.
وأضاف أن إطلاق النار على المدنيين، والصحفيين، يشكل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والقانون الدولي.
من أجل التحقيق، أرسل فريقًا لزيارة الموقع في 14 أكتوبر، وتلقت أيضًا مساهمات من القوات المسلحة اللبنانية ومن شاهد لم يذكر اسمه كان حاضرًا على التل عندما وقعت الضربات.
تدعم نتائج تحقيق “يونيفيل” التحقيق الاستقصائي الذي أجرته وكالة “رويترز”، في 7 من كانون الأول 2023، وخلص لمسؤولية إسرائيل عن مقتل عصام عبدالله.
قال التحقيق إن طاقم دبابة إسرائيلية أطلق قذيفتين في تتابع سريع خلال تصوير قصف عبر الحدود، بالقرب من منطقة عيتا الشعب جنوبي لبنان.
وتحدثت الوكالة مع أكثر من 30 مسؤولًا حكوميًا وأمنيًا وخبراء عسكريين، واستعانت بصور للأقمار الصناعية وصور فوتوغرافية ولقطات تسجيلية من ثماني وسائل إعلام في المنطقة.
اعتمدت في تحقيقها على ثلاثة أدلة وصفتها بـ”الحاسمة”، الأول هو زعنفة ذيل القذيفة، ومقطع مسجل لم ينشر قدمته هيئة الإذاعة الإيطالية يظهر إطلاق القذيفة الثانية، بالإضافة إلى صوت إطلاق النيران الذي رصدته وسائل الإعلام في المنطقة.
بموجب القرار 1701 الذي تم تبنيه عام 2006 لإنهاء الحرب بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله اللبناني، نشرت قوات “حفظ السلام” التابعة للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار على طول خط ترسيم الحدود الذي يبلغ طوله 120 كيلومترا، أو الخط الأزرق، بين إسرائيل ولبنان. |
إسرائيل لا تقدم نتائجها
ردًا على سؤال حول تقرير “يونيفيل”، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نير دينار، إن “حزب الله” هاجم الجيش الإسرائيلي بالقرب من بلدة هانيتا الإسرائيلية في 13 من تشرين الأول. ورد الجيش بنيران المدفعية والدبابات لإزالة التهديد، وتلقى بعد ذلك تقريرًا يفيد بأن الصحفيين أصيبوا.
وقال دينار، إن الجيش الإسرائيلي يستنكر وقوع أي إصابات في صفوف الأطراف غير المتورطة، إذ لا يطلق النار عمدًا على المدنيين، بما في ذلك الصحفيين.
واعتبر جيش الدفاع الإسرائيلي أن حرية الصحافة ذات أهمية قصوى مع توضيح أن التواجد في منطقة حرب أمرًا خطيرًا، وتابع أن آلية تقصي الحقائق والتقييم التابعة لهيئة الأركان العامة، المسؤولة عن مراجعة الأحداث الاستثنائية، ستواصل التحقيق في الحادث.
وفي اليوم التالي لمقتل الصحفي، قال الجيش، إنه يملك بالفعل صورًا للحادث ويجري التحقيق فيها، لكنه لم ينشر تقريرًا عن النتائج التي توصل إليها حتى الآن.
وطلب تقرير “يونيفيل”، من الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق في الحادث ومراجعة كاملة لإجراءاته، إضافة لمشاركتهم نتائجها.
ورد في التقرير نفسه، أن القوات أرسلت رسالة واستبيانًا إلى الجيش الإسرائيلي تطلب المساعدة، وجاء الرد على الرسالة فقط دون الاستبيان.
ودعت رئيسة تحرير “رويترز”، أليساندرا جالوني، إسرائيل لتوضيح كيفية وقوع الهجوم الذي أودى بحياة عبد الله (37 عاما) ومحاسبة المسؤولين عنه.
وقال شخصان مطلعان على الأمر إن تقرير “يونيفيل” أُرسل إلى الأمم المتحدة في نيويورك في 28 من شباط، وتمت مشاركته مع الجيشين اللبناني والإسرائيلي، حسب الوكالة.
مطالبات سابقة
وكانت أكثر من 120 منظمة ووسيلة إعلام، بالإضافة لشخصيات عامة، طالبت عبر كتابين رسميين، بإجراء تحقيق مستقل بمقتل الصحفي والمصور اللبناني، عصام عبدالله.
وقالت صحيفة “النهار” اللبنانية، في 28 من شباط، إن الكتابين رفعا إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، والمديرة العامة لـ”يونسكو”، أودري أزولاي.
وأدت ضربات إسرائيلية إلى مقتل عبدالله، وستة صحفيين آخرين في 13 من تشرين الأول 2023.
ووفق الصحيفة، طالب الموقعون بإجراء تحقيق مستقل عبر خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان، ونشر تقرير يحدد مسؤولية مقتل المصور.
وتضمن الكتابان، تحقيقات منفصلة، أجرتها منظمات “العفو الدولية” و”مراسلون بلا حدود”، بالإضافة لتحقيق وكالة “رويترز”.