تدمر “المنكوبة” تحت وطأة التدمير.. نزوح وغارات وإعلام “مغيّب”

  • 2016/03/13
  • 3:28 ص

عنب بلدي – خاص

خمسة آلاف مواطن بقوا في كبرى مدن الريف الحمصي، تدمر، بعد نزوح معظم أهلها، منذ سيطرة تنظيم “الدولة” عليها قبل عشرة أشهر، واستهدافها المستمر من الطيران الحربي والمروحي، ما حدا بناشطيها إعلانها “منطقة منكوبة”.

عضو تنسيقية الثورة في تدمر، ثائر الناصر، قال إن الإعلام الثوري “غافل” عما يجري في تدمر، من قتل يومي ونزوح نحو 97% من سكانها بشكل تدريجي، غداة سيطرة التنظيم.

وأشار الثائر، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن عدد سكان تدمر بلغ قبيل سيطرة التنظيم، نحو 170 ألف مواطن، 50 ألفًا منهم نازحون إليها، إلا أن معظمهم نزح عنها، قسم كبير نحو مدينة الرقة، وريف دير الزور، وآخرون إلى تركيا ومناطق سيطرة النظام.

وتحصي تنسيقية تدمر القصف اليومي والضحايا المدنيين في المدينة، وأوضح الثائر “منذ مطلع الشهر الحالي سقط ستة شهداء فقط، بسبب غياب المدنيين داخل الأحياء، حيث يشن الطيران الحربي نحو 20 غارة يوميًا على منازل المدنيين”.

كذلك فإن أضرارًا بسيطة لحقت بالمدينة الأثرية من جهتها الجنوبية الملاصقة لمنطقة البساتين، جراء استهدافها شبه اليومي بالقنابل العنقودية، بحسب الثائر.

تدمر “منطقة منكوبة”

وأعلنت التنسيقية، أن تدمر أصبحت “منطقة منكوبة”، في بيان صدر عنها، الخميس 10 آذار، بثلاث لغات (العربية، الروسية، والإنكليزية)، وقالت في بيانها إنه “تم توثيق ما لا يقل عن 400 غارة جوية خلال أسبوع واحد، و بمعدل 55 غارة في اليوم الواحد على أحياء المدينة، بالتزامن مع القصف بشكل متقطع بالبراميل والأسطوانات المتفجرة”.

وأشارت إلى أن الحملات “الهمجية” الممنهجة جاءت تحت ذريعة قتال تنظيم “الدولة”، و الذي بدوره لم يتأثر حتى اللحظة بتلك الضربات والعمليات، وكان ومايزال أغلب ضحايا عمليات القصف تلك، هم ممن تبقى من أهل المدينة، والذين لا يتجاوزون ربع سكانها الأصليين.

وطالبت تنسيقية المدينة المجتمع الدولي، بتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية لحماية المدينة، ومن تبقى من سكانها وآثارها وتاريخها، و إيقاف آلة القتل والتدمير الروسية والسورية المستمرة على المدينة منذ عدة أشهر، كما طالبت الدول العربية والإسلامية ودول الجوار السوري، لا سيما تركيا والأردن، بتحمل مسؤولياتهم تجاه أهالي مدينة تدمر المهجرين منها وحمايتهم ورعايتهم والكف عن إهمالهم، ودعت المعارضة السورية، المتمثلة بالائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه تدمر وسكانها في الداخل و الخارج.

موقع بالميرا مونيتور

وأطلقت التنسيقية، مطلع العام، موقع “بالميرا مونيتور”، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على تدمر “المنسية” على جميع الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، والتعريف بها بشكل أكبر، وحصر التشتت الإعلامي، ونشر كل ما يتعلق بالمدينة من كافة النواحي، وفقًا للثائر.

وأوضح ناصر الثائر أن الوضع الميداني في المدينة هو الأسوأ منذ أعوام، وقال “لا مدارس تعمل، ولا مشافي سوى مشفى ميداني واحد.. تدمر بلا كهرباء ولا اتصالات، والماء يأتينا عن طريق الآبار البدائية، أما الإنترنت فهو ممنوع من قبل داعش”.

انتقادات للإعلام

وانتقد ناصر الثائر، الإعلام الثوري “المغيب” عن أحداث تدمر، وقال “الإعلام الثوري يقوم بتوثيق خرق الهدن في المناطق المشمولة بها، وترك المناطق التي يسيطر عليها داعش، وكأن المدنيين هم الذين اختاروا التنظيم ليحكمهم، وتركوا مجالًا للروس والنظام بالاستفراد في بعض المناطق مثل تدمر وغيرها جوًا وبرًا”.

“أصبح استهداف تدمر روتينيًا بالنسبة للإعلام، ولو كان الأمر يتعلق بداعش فيما لو قامت بجلد مواطن فقط، لرأينا عشرات التقارير والأخبار”، بهذه العبارة أنهى ناصر الثائر حديثه لعنب بلدي، معاتبًا “إعلام الثورة” وطريقة تعاطيه مع واقع مدينته.

دخل تنظيم “الدولة” تدمر في أيار 2015، بعد طرد قوات النظام السوري منها، وفي إطار توسعه في ريف حمص الشرقي، واعتبرت المدينة الأثرية أكبر مراكزه في المحافظة.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة