طارق أبو زياد- إدلب
أقامت منظمة “بردى” للإغاثة والتنمية حفلًا تكريميًا لأبناء الشهداء في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الغربي، الخميس 10 آذار.
وأقيم الحفل في أحد مساجد المدينة، وتخللته بعض المسابقات والهدايا للأطفال، وتوزيع الحلوى عليهم، في خطوة لإدخال الفرحة إلى قلوبهم، بعد أن حرمتهم الحرب من وجود آبائهم.
أبو مصطفى الحموي، المسؤول عن الحفل، تحدث لعنب بلدي عن سبب إقامته “كانت بداية الفكرة في توزيع منح مالية على ذوي الشهداء، دون وجود أي فعالية أو احتفال، ولكن بعد المناقشة مع أعضاء المنظمة تم اقتراح فكرة إقامة حفل تكريمي لأبناء الشهداء”.
واعتبر الحموي أن إدخال الفرحة إلى قلوب الأيتام لن يحدث لو وزعت المنح دون أي نشاط، لذلك وضعت خطة بسيطة لإقامة الحفل، وتابع “بعد كلمة تقديم الحفل، طرحت بعض الأسئلة على الأطفال، ليتم بعدها توزيع الهدايا، وتم شراء قالب كاتو كبير، ما رسم الابتسامة على وجوه أبناء الشهداء، فهذا أقل ما يمكننا تقديمه لهم”.
وكانت الغاية الأساسية للمنظمة هي توزيع منح مالية على عوائل الشهداء، قدرها 50 دولارًا أمريكيًا لكل عائلة، وتم هذا الأمر في نهاية الاحتفال، وفقًا لـ”أبو مصطفى”.
أرملة أحد الشهداء، وتدعى أم دياب، عبّرت عن فرحتها بالاحتفالية، وشعرت بأنها المرة الأولى التي تشعر فيها أن زوجها لم يُنسَ، وأن هناك أشخاصًا يقدرون حجم التضحية التي قام بها الشهداء.
ورأت أم دياب أن “الحفل كان ممتعًا جدًا، والفعاليات رائعة.. لم أستطع أن أقاوم نفسي، وبكيت حين رأيت الفرحة في وجوه أبنائي، ولا أعلم هل هي حزن على ما فقدوه، أم فرحة على اللحظة التي يمرون بها. أشكر منظمة بردى على ماقامت به، فمنذ زمن بعيد لم أرَ أبنائي وهم يضحكون”.
إحدى الأرامل التي حضرت الحفل، عبرت عن خيبتها لعدم حصولها على المنحة المالية، وقالت لعنب بلدي، إنه “على القائمين بالحفل، لو أرادوا توزيع منح مالية على أسماء محددة، عدم دعوة عائلات الشهداء. أنا من مدينة معرة النعمان، ولم أحصل على المنحة المالية، بحجة أنها أتت لأسماء معينة”.
ولتوضيح هذه الإشكالية، أوضح أبو مصطفى أن “الجهة الداعمة قدمت هذه المبالغ لـ 50 عائلة، ولم يكن باستطاعتنا توزيع أي مبلغ لغير المخصص لهم، ولكننا قمنا بعمل الحفل بشكل عام للسبب الذي ذكرته آنفًا”.
محمد الطبشي، النازح من مدينة حماة، وأحد حضور الحفل، رأى أن المبالغ المقدمة لعائلات الشهداء بسيطة جدًا، مردفًا أن “المنحة المالية لا تكفي عشرة أيام من الشهر، وهي لا تأتيهم بشكل دوري”.
ولفت الطبشي إلى أن بعض العائلات لم تستلم أي منحة منذ حوالي ستة أشهر، معتبرًا أنه “هذا أمر معيب بحق المنظمات الراعية للشهداء، وأتمنى لو أنهم يخصصون رواتب ثابتة وكافية لهم، مع إحصائهم في كل بلدة، دون تمييز أحد عن أحد”.
تحاول المنظمات الخيرية والإنسانية في المناطق المحررة، تأمين جزء يسير من احتياجات العوائل المنكوبة جراء الحرب المستمرة منذ نحو خمسة أعوام، في ظل صعوبات عدة تشكو منها هذه المنظمات، لا سيما شح الدعم الدولي لها.