“قرة رمضان”.. طقس يفتقده أهالي دير الزور

  • 2024/03/12
  • 2:16 م
عزومة في ريف دير الزور بمناسبة "قرة رمضان" - 13 نيسان 2021 (خاص عنب بلدي)

عزومة في ريف دير الزور بمناسبة "قرة رمضان" - 13 نيسان 2021 (خاص عنب بلدي)

اعتاد أهالي محافظة دير الزور، الواقعة على ضفتي نهر الفرات، على الترحيب بأول يوم رمضان، أو ما يطلقون عليه “قرة رمضان”، بطريقة مختلفة عن بقية المحافظات، ما يعكس بيئتهم المجتمعية الخاصة.

ويرحب الأهالي بـ”قرة رمضان” عادة، عن طريق مأدبات الطعام التي تجمع الأقارب على سفرة واحدة، وتقام في منزل الجد، وإذا كانت العائلة مقتدرة، تدعو الجيران والأصدقاء.

وكان الفقير بدوره يوزع تمرًا ولبنًا في أول يوم من رمضان، على الأقارب والأصدقاء.

اختفت “قرة رمضان”

صارت “قرة رمضان” وغيرها من الطقوس الرمضانية، عادات شبه منقرضة، ومحدودة بين فئات من المجتمع، إذ إن أكثر من 90% من الأهالي تخلوا عن هذه العادة، بحسب عدنان أبو عرنة.

وقال عدنان، المنحدر من قرية الطيانة بريف دير الزور الشرقي، لعنب بلدي، إن الظروف المادية للسوريين بشكل عام وأهالي دير الزور بشكل خاص، لم تعد تسمح لهم باستقبال رمضان كما في السابق، بالتحضير لموائد إفطار تجمع العوائل مع بعضها.

محمد الشاكر، من ريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن متوسط تكلفة وجبتي الفطور والسحور للعائلة الواحدة، 150 ألف ليرة سورية يوميًا، مشيرًا إلى أن الوجبة تحتوي على أساسيات لا يمكن التنازل عنها في رمضان.

وعلى الرغم من تغيير محمد قائمة الوجبات الأساسية لتتناسب مع راتبه، الذي لا يتجاوز الـ70 دولارًا أمريكيًا، وديونه المتراكمة، لا يستطيع أن يترك أطفاله الثلاثة يحلمون بحلويات رمضان.

“حسرة رمضان”

أول يوم في رمضان لم يعد “قرة بل حسرة”، في عين بيان، المقيمة في مدينة دير الزور، والبالغة من العمر 45 عامًا.

وقالت بيان (تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إن رمضان جاء دون طقوسه، فلا تنوع في موائد الطعام، والطبخة تكون على قدر الراتب، والعزائم اقتصرت على فئة من الناس، وإرسال “سكبة” للجيران، أصبح يثقل المواطن.

وأضافت أن هذا الرمضان هو الأصعب بالنسبة لها، فـ”قرة رمضان” التي يجتمع فيها الأهل والأقارب لم تستطع أن تعيشها، بعد أن سافر جميع أولادها، قبل أشهر، للعمل في أربيل، على أمل تحسين الدخل.

السبب في الأسعار

ارتفاع الأسعار الذي تشهده سوريا بشكل عام، يمنع أهالي دير الزور من استقبال رمضان بالطريقة المعتادة، فالعصائر يتراوح سعر الليتر منها، بين خمسة آلاف و15 ألف ليرة.

والتمور التي تعتبر من أساسيات المائدة الرمضانية، تختلف أسعارها حسب الجودة، إذ يبلغ سعر التمر العراقي والإيراني بين 15 و20 ألف ليرة، وهما من أرخص أنواع التمور، بينما يصل سعر تمر “المجهول” إلى 125 ألفًا للكيلو.

وسعر كيلو العدس، الذي يعد من أساسيات سفرة رمضان، 25 ألفًا، ويختلف سعر الأرز حسب نوعه، متراوحًا بين عشرة آلاف و35 ألفًا.

واللحم الذي يعد أساسيًا في عزائم أهالي دير الزور بيوم “قرة رمضان”، يصل سعره إلى 160 ألفًا للكيلو، بينما كيلو الدجاج بلغ 37 ألف ليرة.

اللحام ساهر العطية، قال لعنب بلدي، إنه في السابق كان يجهز حوالي 30 ذبيحة، من أجل “قرة رمضان”، بينما اليوم تشهد حركة البيع تراجعًا ملحوظًا، و”بتنا نبيع اللحمة بالغرام والأوقية”.

يصل الحد الأدنى للأجور في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” إلى حوالي 70 دولارًا بعد آخر زيادة، وحوالي 20 دولارًا في مناطق سيطرة النظام.

ويقابل الدولار 13850 ليرة سورية، حسب سعر الصرف في السوق السوداء.

مقالات متعلقة

  1. سقى الله رمضان.. هل تغيّر أم تغيرنا نحن؟
  2. “الصيام” ليس ما يعاني منه أهالي دير الزور في رمضان
  3. رمضان يعالج خلافات عائلية في إدلب
  4. رمضان سوري في أورفة التركية.. الشاكرية والثرود حاضران

مجتمع

المزيد من مجتمع