تأهيل سوق الخضراوات في إدلب.. أصحاب “البسطات” متخوفون
يأمل عبد اللطيف أن تؤدي عملية إعادة تأهيل سوق الخضراوات في إدلب إلى حل مشكلات أصحاب المحال التي سببت لهم خسائر فادحة عند إنشاء السوق عام 2023، فبعد افتتاح المحال حينها تعذّر وصول الزبائن إليها بسبب انتشار “البسطات” على مداخل السوق، وعدم وجود إنارة كافية داخله، وانتشار الأوساخ والروائح الكريهة.
وقال عبد اللطيف الكشك (40 عامًا) وهو صاحب محل خضار في السوق، إنه خسر 25 ألف ليرة تركية (الدولار يقابل 32 ليرة تركية) في تجارة الخضراوات، معتبرًا أن سبب الخسارة يعود بشكل رئيس لوجود بسطات منتشرة حول السوق وعلى مداخله.
تعود المشكلة إلى عام 2023، فبعد إنشاء السوق قدّم أصحاب المحال شكاوى عدة لبلدية إدلب من أجل إزالة العوائق أمام دخول الزبائن، لتستجيب البلدية مؤخرًا وتعمل على إعادة تأهيله.
ويبلغ عدد المحال في السوق والمحال المنشأة في ساحة السوق 100 محل، إلا أن أصحاب هذه المحال اضطروا لإغلاقها بسبب خسائر متكررة تعرضوا لها إثر عدم وصول الزبائن، وفضّل معظمهم البيع على بسطات خضار أمام سوق الخضراوات لتعويض الخسائر.
ويعتقد أصحاب المحال في سوق الخضراوات أن إعادة التأهيل لن تكون ذات نتائج إيجابية، إلا في حال حل مشكلة البسطات والعربات العشوائية، وافتتاح أسواق بديلة في مناطق أخرى من المدينة كسوق ساحة “الحسين” وسوق دوار “الكستنا” ونقل أصحاب “البسطات” والعربات إليها.
ويفضل المواطنون في إدلب شراء الخضراوات من “البسطات” على مداخل السوق لأن أسعارها أقل من المحال، كما يتعذر دخول المواطنين إلى المناطق المسقوفة من السوق بسبب الرائحة الكريهة، وعدم العناية بنظافة المكان، وعدم وجود إنارة كافية.
أصحاب “البسطات” حائرون
يشعر أصحاب البسطات في إدلب بقلق شديد في حال منعهم من بيع الخضراوات أمام السوق، وانقطاع أرزاقهم بعد انتهاء علمية تأهيله وسط غياب حلول بديلة.
محمد معتوق (41 عامًا) صاحب “بسطة” خضار أمام السوق ويعمل في تجارة الخضراوات منذ عشرة أعوام، لم يستطع الحصول على محل في السوق رغم تقديمه الطلب للبلدية مرارًا، وقوبلت جميع طلباته بالرفض.
وقال محمد لعنب بلدي إنه لا يملك أي حل للعمل في حال لم يحصل على محل من البلدية سواء في السوق أو في سوق بديل آخر، مشيرًا إلى أنه مستمر بالبيع على البسطة رغم العقوبات التي ربما يتعرض لها.
وتنفذ البلدية في إدلب إجراءات صارمة للحد من انتشار العربات، وتبدأ بمصادرة الميزان على العربة أو “البسطة”، وثم الإنذار، وفي حال التكرار تصادر العربة والبضاعة التي عليها، وتحيل البائع للجهة المختصة وتعتبره مخالفًا.
مقترح: أسواق جديدة لـ”البسطات”
انتشار البطالة في المدينة وتوقف العديد من المهن، أجبرت مواطنين للبحث عن حلول لتأمين لقمة العيش، واضطر عدد كبير منهم للعمل في بيع الخضراوات، ما أدى إلى عدم قدرة الأسواق على استيعاب الباعة، وانتشار “البسطات” بكثرة أمام الأسواق وبين الأحياء.
أوضح البائع محمد أن باعة الخضراوات يحاولون التعايش مع الواقع الاقتصادي الصعب، وبالكاد يحصل صاحب “البسطة” على مردود يؤمن أبسط احتياجاته، ويحاول تحسين دخله من خلال تقديم طلب للحصول على محل داخل السوق، إلا أن المحال غير كافية لأعداد الباعة.
ويرى محمد أن الحل يكمن في تنفيذ البلدية وعودها بافتتاح المزيد من الأسواق البديلة في أماكن متفرقة بالمدينة، ما يساعد في تخفيف الضغط وكثرة الباعة في سوق الخضراوات.
إعادة تأهيل
مستشار وزير الإدارة المحلية، ظافر العمر، قال لعنب بلدي إن الجهة الراعية والممولة لإعادة تأهيل سوق الخضراوات هي الإدارة المحلية، أما الجهة المنفذة فهي الإدارة العامة للإسكان.
وأوضح أن مشروع إعادة تأهيل السوق يهدف إلى تفعيل القسم الداخلي وتخفيف الازدحام الخارجي للحصول على مظهر عام جيد، وإزالة مخالفات قديمة ضمن السوق ناتجة عن بناء محال جديدة أدت إلى إغلاق بعض المداخل الرئيسة، وحاجة البناء للترميم بعد الزلزال وتضرر بعض العناصر الإنشائية، ما يهدد أمن وسلامة المارة وأصحاب المحال.
وذكر العمر أن المشروع سوف يساعد في تأهيل 70% من المحال غير المستخدمة سابقًا، وإجراء صيانة شاملة لشبكة الصرف الصحي، وتزويد المشروع بشبكة مياه حلوة رئيسية، وتحويل مكبات القمامة إلى الأماكن المخصصة، وتوحيد الشمسيات المحيطية على كامل واجهات السوق، ووضع شبكة إنارة داخلية.
وأضاف العمر أن علمية إعادة التأهيل تتضمن إضافة مداخل جديدة للسوق، ما يزيد من حيوية الحركة، وزيادة عدد المحال الفعالة، وبالتالي تأمين فرص عمل جديدة لحوالي 100 عائلة.
وتتضمن إعادة التأهيل إضافة 10 محال و”كراجين” ضمن الشوارع المحيطة، ويتّسعان لما يقارب 35 سيارة، لافتًا إلى المشروع ينتهي خلال أيام، أما “الكراجات” والمحال الجديدة فمن المتوقع أن تنتهي قبل حلول عيد الفطر.
ويسكن شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، 4.1 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :