مشروع إغاثي بإطار استثماري
“غرين مول” سوق تجاري جديد في حي الأنصاري بحلب
عنب بلدي – حلب
“لإبعاد الناس عن ذل السؤال وحفظ كرامتهم”، أنشات جمعية “أبرار حلب” سوقًا تجاريًا، داخل حي الأنصاري الشرقي في المدينة، أطلقت عليه اسم “غرين مول“، في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه أحياء مدينة حلب المحررة.
فكرة إنشاء السوق، الذي فتح أبوابه منذ أسبوعين، جاءت لتخفيف وطأة الحالة الاقتصادية السيئة لأهالي الحي، بحسب القائمين على السوق. واعتبر مدير الجمعية، غياث أبو العبادلة، أن السوق “أفضل من حمل الكيس الأسود” الذي يضم الحصة الغذائية، “ولكي لا يتحكم الذين يصطادون أصحاب هذه الحصص ويشترونها بمبالغ زهيدة، بحكم حاجتهم إلى سلع أخرى غير موجودة فيها”.
وعزا أبو العبادلة، إطلاق تسمية “مول” على السوق التجاري، “لإسعاد الناس وكأساس للبناء عليه”، مشيرًا “إذا قورن بالمولات في مناطق أخرى، فهو يعتبر سوقًا صغيرًا، إلا أن الداخل إليه يشعر بالحياة بوجود الإضاءة والتكنولوجيا التي يعمل بها”.
مشروع إغاثي بإطار استثماري
هيأت الجمعية طابقًا في مبنى شبه مدمر، استأجرته ضمن مشاريعها الصغيرة، لإنشاء السوق التي قدرت أن عمره سيكون سنتين. وأوضح أبو العبادلة لعنب بلدي، أن إنشاء السوق يصب في إطار “منع مظاهر الاستغلال من قبل بعض الجمعيات، أو مجالس الأحياء، أو حتى الداعمين الذين يوفرون الحصص الغذائية للأهالي”، مشيرًا إلى أنهم يصطفون في طوابير على مراكز الإغاثة، “التي تعاني من شح المواد، وأصيب العاملون فيها بالملل من التعامل مع الأهالي”.
بطاقات يستفيد منها مستحقو الحصص
بلغ رأس المال المبدئي للمشروع 30 ألف دولار، وارتفع إلى 50 ألفًا بعد مساهمة بعض الأشخاص والهيئات، ومن ضمنهم رابطة المرأة السورية، بحسب “أبو العبادلة”.
القائمون على السوق، وصفوا الإقبال بـ “الجيد”، إذ يحصل الأهالي على بطاقات بمبالغ مختلفة حسب عدد أفراد الأسرة، تمكنهم من شراء المواد الغذائية بما يناسب احتياجاتهم.
وأوضح مدير الجمعية أن قرابة مئتي عائلة في المدينة، حصلوا على بطاقات، وجميعهم مسجلون في الجمعية، لافتًا إلى أن أكثر من 70% صرفوا بطاقاتهم بشكل كامل، بينما صرف 20% جزءًا منها، إذ تمنح الجمعية أحيانًا بطاقات على قسمين.
ويفتح “غرين مول” أبوابه لحاملي البطاقات وغيرهم من الأهالي، وقال أبو العبادلة إنه لا يحوي مواد إغاثية، وإنما جميع السلع فيه مشتراة بغرض بيعها للأهالي من خلال البطاقات التي تمنحها الجمعية وداعميها.
“لم يكن هناك مول بحجمه قبل الثورة“
محمد المخزوم، من سكان حي الأنصاري، اعتبر أن السوق التجاري “جيد”، ويحتوي سلعًا غذائية أرخص من بعض البقاليات في الحي، إلا أنه وبنفس الوقت يبيع سلعًا بسعر أغلى من المحال التجارية.
وأوضح المخزوم لعنب بلدي، أنه اشترى 2 كيلوغرام من السمنة بسعر 1050 ليرة، بينما تباع داخل أحد المحال في الحي بـ 900 ليرة سورية، إلا أنه وجد فرقًا بسعر مشروب الطاقة، الذي اشتراه من السوق بـ 175 ليرة، بينما يباع خارجه بمئتي ليرة.
أما أحمد حلاق، وهو شاب من الحي ذاته، فوصف السوق أنه “مشروع لا بأس به، إذ أعاد الحياة والحركة للحي”، لافتًا “قبل الثورة لم يكن هناك بحجم هذا المول في الأحياء العادية بحلب”.
واعتبر حلاق أن الطريقة التي انتهجتها الجمعية “أفضل من أن توزع حصصًا ويبيعها الأهالي بألفي ليرة، في الوقت الذي تساوي أكثر من عشرة آلاف، ليستفيدوا من ثمنها بشراء حاجات أخرى”.
وكانت منظمة “بنفسج”، التي تقدم خدماتها في مدينة إدلب، رعت مشروعًا مشابهًا، تحت مسمى “بيت الخير”، الذي بدأته في شباط الماضي، ويعتمد على صرف قسائم النقاط الموزعة مسبقًا على المستفيدين من أهالي المدينة.
وتعتبر “أبرار حلب”، جمعية خيرية إغاثية غير ربحية، تعنى بالشؤون الإنسانية والإغاثية، انطلاقًا من تكريم الله للإنسان ورفع المستوى المعيشي والصحي، بحسب القائمين عليها، وتدير مشاريع عديدة منها: مدارس أبرار حلب، ومؤسسة السعد لتنمية الطفل، ومؤسسة اَمنة لرعاية الأيتام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :