أصحاب الحالات الصحية الخاصة.. كيف يصومون
د. أكرم خولاني
مع اقتراب شهر رمضان تتكرر تساؤلات كثيرين من أصحاب الحالات الصحية الخاصة، كالحمل والإرضاع والأمراض المزمنة، عن إمكانية صيامهم، ونكرر الجواب بأنه ليست هناك قاعدة ثابتة لكل الحالات، وإنما يختلف قرار إمكانية الصوم من عدمه من مريض لآخر، والقاعدة الأساسية تقول “إن القول الفصل في صيام المريض أو عدمه يكون لدى الطبيب المسلم المعالج”، لذا ننصح كل شخص لديه وضع صحي خاص أن يراجع طبيبه قبل رمضان لمناقشة إمكانية صيامه أو إفطاره، ولأخذ تعليمات تناول الأدوية في حال تقرر الصيام، وبالنسبة لأشيع الحالات التي يمكن أن تتأثر بالصيام نعطي بعض الملاحظات:
مرضى السكري:
يختلف قرار الصيام أو الإفطار من مريض لآخر وفقًا لطبيعة حالته والأدوية المستخدمة للعلاج، فالمرضى الذين يعالجون بالحبوب الفموية أو يأخذون جرعة واحدة أو جرعتين من حقن الأنسولين يوميًا يمكنهم الصيام على أن يراجعوا أطباءهم قبيل بدء رمضان لتعديل كميات الجرعات ومواعيدها، بينما المرضى الذين يأخذون عدة حقن من الأنسولين يوميًا فهؤلاء لا يمكنهم الصيام لأنه يسبب خطرًا مؤكدًا على صحتهم.
مرضى القرحة الهضمية:
إذا عولجت القرحة وشفيت يمكن للمريض الصيام كغيره من الناس، ولكن إذا كانت القرحة حادة (آلام شديدة عند الجوع)، أو حدثت انتكاسة حادة في قرحة مزمنة، أو عند حدوث مضاعفات القرحة كالنزيف الهضمي، أو عند استمرار الأعراض رغم العلاج الدوائي، فيجب الإفطار في كل هذه الحالات.
مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم:
معظم المصابين بالأمراض القلبية يستطيعون الصيام دون مشكلات، بل على العكس، يؤدي الصيام في أثناء النهار إلى توقف عملية الهضم وبالتالي لا توجد حاجة لكميات كبيرة من الدم في الجهاز الهضمي ما يخفف الجهد عن القلب ويحقق راحة أكبر، وكذلك يستطيع مرضى ارتفاع التوتر الشرياني الصيام بشرط تناول أدويتهم بانتظام.
مرضى الكبد:
بالنسبة للكبد السليمة والكبد الدهنية فإن الصيام عمومًا له دور إيجابي عليها، فعند الصوم تقل معالجة الكبد لكثير من المواد الغذائية الموجودة في الطعام، ما يتيح إمكانية تعافيها، أما مرضى التهابات الكبد أو غيرها من الأمراض الكبدية فإن الصيام غير ممكن لبعض هؤلاء ولذلك عليهم مراجعة أطبائهم قبل رمضان.
مرضى الكلى والحصيات البولية:
إذا كانت الكليتان سليمتين فإن الصيام راحة لهما وعافية، ولكن عندما يصبح مرضهما عبئًا عليهما خصوصًا في المناطق الحارة، لذا يُنصح المصابون بالفشل الكلوي المزمن بعدم الصيام، أما في حالة الإصابة بالحصيات الكلوية فقد تزداد الحالة سوءًا بسبب الجفاف، ولذلك يُنصح المرضى بتناول كميات وافرة من السوائل بين الإفطار والسحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني في أثناء النهار، ويستحسن عدم صيامهم في الأيام شديدة الحرارة.
مرضى القولون العصبي:
يمكن أن تتحسن حالة مريض القولون العصبي في رمضان، ولكن في بعض الحالات قد يزداد ألم القولون في رمضان بسبب ميل الصائم لتناول كميات كبيرة من الطعام بعد الصيام الطويل ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، ولذلك يُنصح مرضى القولون العصبي في رمضان بما يلي:
- تناول الأطعمة المحتوية على الشوفان لعلاج الانتفاخ والغازات.
- تناول الطعام ببطء.
- تجنب المشروبات الغازية.
- عدم شرب أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا.
- تجنب بعض الخضراوات والفواكه التي قد تسبب انتفاخ البطن والغازات.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- عدم تناول كميات كبيرة من الطعام على الإفطار.
- التخفيف من مستويات التوتر والقلق.
مرضى الصداع النصفي (الشقيقة):
ليس للصيام تأثير سلبي على تكرار الصداع النصفي، ولكن يمكن أن تزداد هجمات الصداع النصفي خلال شهر رمضان وخاصة في الأسبوع الأول نتيجة لعديد من الأسباب مثل:
- نقص الماء من الجسم، حيث يؤدي ذلك إلى إفراز مادة الهيستامين التي بدورها توسع الأوعية الدموية في الرأس، ما يزيد من خطر الإصابة بهجمات الصداع.
- نقص السكر في الدم.
- ارتفاع مستوى الكاتيكولامين في الجسم، الذي يحدث في الصيام.
- الإجهاد وتغير نظام الحياة اليومي.
- سوء جودة النوم، والنوم بشكل متقطع ولعدد ساعات غير كافٍ.
- توقف الصائم عن التدخين بشكل مفاجئ.
- انقطاع الكافيين عن الجسم بشكل مفاجئ، ما يسبب أعراض سحب الكافيين.
- تناول الكربوهيدرات بشكل مفرط خلال وجبة الإفطار أو السحور، حيث يؤدي ذلك إلى الارتفاع السريع للأنسولين في الدم، وهذا قد يؤدي إلى نقص مفاجئ للسكر في الدم.
المرأة الحامل:
بالنسبة للحوامل اللواتي يتمتعن بوزن مناسب ولا يعانين من أي مرض فيمكنهن الصيام بشكل آمن، وتعتبر المرحلة الوسطى من الحمل الأكثر مناسبة للصوم باعتبار أن الأشهر الثلاثة الأولى والثلاثة الأخيرة من أصعب الأوقات التي تمر بها الحامل، ومع ذلك فإن هناك حوامل لا يشعرن بأي انزعاج طوال فترة الحمل، وبالتالي يكن قادرات على الصيام كغيرهن من النساء.
الأم المرضع:
لا يسبب صيام الأم المرضع أي تأثير سلبي على صحتها أو صحة طفلها، ومع أن كمية إنتاج الحليب قد تنخفض إلا أنها تبقى كافية، ولكن قد تنخفض نسبة الدهون في الحليب ما يجعل الرضيع يشعر بالجوع ويزداد طلبه على الرضاعة.
وتنصح المرضع بتناول كميات كبيرة من السوائل (2-3 ليترات) على مدار ساعات الليل وعند السحور، ويجب التأكيد على أخذ أقساط من الراحة في ساعات الصيام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :