قدم مديرو المصارف العامة في سوريا الأسبوع الماضي، مقترحات لـمجلس النقد والتسليف، لدراسة رفع أسعار الفائدة على الودائع، واعتماد أسعار موحّدة، يتم العمل بها تشجيعًا للإيداع.
ويهدف هذا التحرك إلى جمع السيولة من المواطنين بتشجيعهم على الإيداع مقابل الحصول على فائدة، وهو إجراء تتخذه عادة البنوك التقليدية “الربوية” في حين تمنعه المصارف الإسلامية التي تعمل بمبدأ “المرابحة”.
ويقصد بالوديعة، ما يتم إيداعه لدى البنك من أموال لمدة محددة، وتختلف الودائع طبقًا لحق المودع في السحب منها فورًا أو بعد فترة محددة.
وتقسم أنواع الإيداعات التي يقدمها المودعون لدى البنوك التجارية إلى أربعة أقسام رئيسية هي :
أ- حسابات جارية (دائن):
الحسابات الجارية لدى البنوك التجارية، هي الحسابات التي تتضمن معاملات متبادلة بين البنوك والأشخاص أو الشركات، وقد تكون أرصدة بعض الحسابات الجارية لدى البنوك التجارية، أرصدة تتمثل في المبالغ المستحقة للطرف الآخر بمجرد طلبها، أي يحق للعميل السحب منها في أي وقت شاء.
ب- حسابات صندوق التوفير:
وهي إيداع محدودي الدخل لدى البنوك التجارية، التي تشجع العملاء على الادخار عن طريق فتح حسابات توفير لهم، وتمنحهم بعض الميزات، مثل دفع نسبة فائدة سنوية محددة عن المبالغ التي يحتفظ بها العملاء في حسابات صندوق التوفير، وتحدد قيمة الفائدة التي يحصل عليها العميل بقيمة المبالغ التي يحتفظ بها، والمدة التي يحتفظ خلالها بهذه المبالغ، ومعدل الفائدة السنوية التي يتعهد البنك بدفعها للعملاء على إيداعاتهم.
وتقوم البنوك التجارية بتقديم بعض المزايا، لجذب عدد أكبر من عملاء صندوق التوفير، مثل تقديم بعض الجوائز النقدية أو العينية للفائزين، في عمليات السحب الدوري الذي يجريه البنك التجاري بين أرقام حسابات صندوق التوفير خلال فترات دورية معينة ويعلن عنها البنك.
ج- حسابات ودائع (بإخطار):يقوم العملاء بإيداع مبلغ معين من المال، لعدم حاجته له لمدة غير معلومة على وجه التحديد، ويرغب في استثمار هذه المبالغ طول فترة عدم حاجته إليها، بحيث يكون من حقه سحب هذه الأموال عند الحاجة لها، فيقوم البنك بتشجيع هؤلاء العملاء على إيداع أموالهم في حسابات “ودائع بإخطار سابق”، ويقوم البنك بدفع فوائد المودعين عن المبالغ المودعة في هذه الحسابات، ولكي يتمكن البنك التجاري من دفع فوائد بنسب مرتفعة، فإنه يعمل على استثمار هذه الأموال بما يعود عليه بأرباح مرتفعة، تزيد عن قيمة الفوائد التي يدفعها للعملاء.
د- حسابات ودائع (لأجل):
قد يجد بعض العملاء أنهم ليسوا بحاجة إلى مبالغ معينة لمدة محدودة ومعلومة، فيلجؤون إلى إيداع هذه المبالغ في حسابات ودائع لأجل محدد، لا يحق لهم سحبها (كسر الوديعة) إلا بعد انقضاء الأجل المحدد، فتقوم البنوك بتلقي هذه الودائع واستثمارها في أنواع الاستثمار الملائم لهذا الأجل المحدد، وتزداد قدرة البنك على توجيه هذه الإيداعات ذات معدلات الأرباح المرتفعة، بزيادة الأجل الذي تتمكن من استثمار هذه الإيداعات خلاله، فكلما زاد أجل الوديعة كلما تمكن البنك التجاري من تحقيق معدلات أرباح مرتفعة، وكلما أمكن للبنك بالتالي من دفع معدلات فوائد مرتفعة لمودعي هذه الودائع.
تجدر الإشارة إلى أن المصارف العاملة في سوريا ومنذ اندلاع الثورة توقفت عن الإقراض، وتحول المواطنون إلى سحب ودائعهم من المصارف وخاصة خلال سنوات الأزمة الأولى مع تراجع الليرة أمام الدولار.