ساعد طفلك على تعلم لغة ثانية

  • 2016/03/13
  • 1:08 ص

أسماء رشدي

بالرغم من أن بعض الأولاد لديهم كفاءات وقدرات خاصة لتعلم اللغات، إلا أنه في الحقيقة جميع الأولاد لديهم القدرة على تعلم اللغات الأجنبية، فيما لو تم تعليمهم في سن مبكرة.

إن الأطفال يمتلكون، منذ السنة الثانية والثالثة، القدرة على تطوير المهارات اللغوية بسرعة، ولديهم القدرة على امتصاص كل ما يسمعونه من حولهم. يمكنهم أن يتعلموا الكثير من الكلمات الجديدة من لغتين مختلفتين بمعدل سريع وبشكل لا يصدق، حتى لو لم يتم تسجيلهم في دروس لغة رسمية.

وقد وجد الباحثون أن هناك الكثير من الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الطفل من تعلمه للغتين أو أكثر. فالطفل الذين يدرس اللغات يصبح أكثر إبداعًا، وخاصة مع الأفكار المجردة، وأكثر مرونة في التفكير، كما أن ذلك يسهم  في تحسين فهم لغته الأم وإحساسه بالاتصال بتراث بلده، وأيضًا إفساح المجال للانفتاح على الثقافات الأخرى، وفهم وتقدير الناس من تلك البلدان. كما وتشير إحدى الدراسات إلى أن وظائف الدماغ عند الطفل المتحدث للغات تبقى أكثر وضوحًا كلما تقدم بالسن.

لذلك ابدأ في عمر مبكر، فالأطفال الذين تترواح أعمارهم بين السنتين والثلاث ليست لديهم القدرة فقط على التقاط المفردات، بل يبدأون في التعرف على أنماط التعبير التي تم سماعها منذ ولادتهم، وكلما ساهمت في إدخال اللغة الثانية في عمر مبكر، كلما كان من الأسهل لطفلك التقاط الأصوات الفريدة من نوعها، لأن القدرة على سماع اللهجات الصوتية المختلفة هي أشد قبل عمر الثلاث سنوات. حتى إن مجرد الاستماع إلى برنامج تلفزيوني، والاستماع إلى الموسيقى، أو تعلم بعض الكلمات في لغة ثانية سيعطي طفلك الأدوات الأساسية لتقدير ذلك الآن، وتعلم الكلام في وقت لاحق.

وأفضل طريقة لتعليم طفلك لغة جديدة، هي أن يسمع الناس يتحدثونها بطلاقة. فمثلًا لو كان أحد الأبوين متقنًا للغة المراد تعليمها للطفل، فإنه من المفيد أن يتكلم بها مع طفله كل الوقت، حتى لا يكون تحصيل الطفل للغة الثانية جزئيًا، أيضًا تذكر أنه من الطبيعي للطفل أن يخلط بين ترتيب الكلمات أو استخدام كلمات من لغتين في نفس الجملة، إلا أنه من مع الوقت سوف يتعلم بسرعة الفصل بين اللغات.

بالرغم من أن العديد من الناس يعتقدون أن تعلم لغتين في عمر مبكر سوف يسبب تأخرًا بالكلام، إلا أن ذلك ليس صحيحًا تمامًا، لأنك لو قمت بإضافة الكمات التي يعرفها طفلك من اللغتين فمن المحتمل أن يكون عدد الكلمات التي يعرفها أكثر من أقرانه.

وسائل مساعدة على تعليم اللغة الثانية

إذا كنت لا ترغب في تعليم طفلك من خلال دروس رسمية في عمر مبكر، يمكنك أن تبدأ معه بإدخال أساسيات تعلم اللغة الثانية من خلال الإشارة إلى أن الأشياء يمكن أن يكون لها اسمان، واحد في كل لغة.

إضافة إلى ذلك، ضع توقعات منطقية، لا يمكن للطفل أن يتعلم أن يتحدث لغة أخرى من مجرد سماع كلمات أو مشاهدة الفيديو أو الغناء، لكن مجرد التعرض للغة سوف يساعد الطفل مع الوقت  على فهم الجمل عند سماعها، بمجرد تكرار كلمات معينة مع الوقت فسوف يفهم معناها.

شجع طفلك على التدوين باللغة المراد تعلمها، كافئه بشراء مفكرة يوميات صغيرة، واطلب منه الكتابة بها ليتعود التفكير بها، ومن ثم اقرأ يومياته وراجعها وصححها.

اشتر له قصصًا وروايات قصيرة، واهتم بشراء الكتب والقصص المناسبة لعمره حتى يعتاد قراءة حروف اللغة الجديدة ومشاهدتها دوريًا، وشاركه قراءة القصص قبل النوم حتى يتمكن من قراءتها بمفرده.

العب معه بالألعاب اللُغوية، فهذه الألعاب تساعد في تطوير مهارات طفلك العقلية والكلامية، فعلى سبيل المثال اطلب من طفلك أن يذكر لك عشرة أشياء تبدأ بحرف ما.

هذه بعض النصائح المفيدة التي قد تساعد الوالدين على تشجيع الطفل على الاهتمام باللغات الآخرى وتطوير مهاراته بها، أو حتى تمكين اللغة العربية للطفل الملتحق بالمدارس الأجنبية.

مقالات متعلقة

  1. واحد.. إيكي.. ثري.. أطفال سوريون حيّرتهم التركية
  2. ما اللغة التي يجب على أطفال اللاجئين السوريين تعلمها؟
  3. متى يجب أن يبدأ الطفل بتعلم لغة أجنبية إضافة إلى لغته الأم؟
  4. صعوبات الحياة في المنفى.. اللغة ومشكلات تعلمها

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية