قوة الحق

  • 2013/02/25
  • 12:56 ص

جريدة عنب بلدي – العدد 53 – الأحد – 24-2-2013

كان لافتًا -وربما مفاجئًا- للكثيرين قرار قيادة الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة  تعليقَ مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء الشعب السوري الذي كان مقررًا في 28 شباط 2013، وكذلك عدمَ تلبية الدعوة لزيارة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية واللتين كانتا مقررتين خلال الأيام المقبلة، وذلك احتجاجًا على الموقف الدولي المخزي والصمت إزاء المجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل كل يوم. موقف الائتلاف جاء بعد امتناع المجتمع الدولي عن إدانة المجازر اليومية التي يرتكبها بشار الأسد ونظامه بحق المدنيين كل يوم ولم يكن آخرها المجازر المرتكبة في حلب باستخدام صواريخ من طراز سكود، فيما سارعت الدول الداعمة لإرهاب الأسد لإدانة التفجير الإرهابي الذي وقع في دمشق يوم الخميس، وبدأت بالمتاجرة بدماء السوريين الذين تساعد على قتلهم كل يوم.

كانت رسالة الائتلاف واضحة وقوية بأنه ليس ألعوبة بيد الآخرين يتحكمون به ويفرضون عليه ما سيفعل، كانت رسالة للداخل والخارج بأن هذا الائتلاف هو ممثل للشعب السوري الطامح والساعي إلى الحرية والكرامة وأنه يعمل لتحقيق هذه الأهداف. كان موقف الائتلاف واضحًا حين تحدث عن محددات أي حل سياسي قد يتم التوصل إليه، بأن يحقق أهداف الشعب وتطلعاته وأن يتضمن تنحية بشار الأسد وجميع قياداته الأمنية والعسكرية. كذلك كان موقف الائتلاف الرافض «بشدة ودون تحفظ العمليات الإجرامية البشعة التي تتحمل مسؤليتها العصابة الأسدية» ليؤكد التزامه بوقف نزيف الدم السوري الذي يمارسه نظام الأسد ومن يدعمه، ولذلك جاء بيانهم الرافض لتدخل «حزب الله» اللبناني وتورطه المباشر في أعمال القتل والإجرام والاعتداء على حرمات السوريين تحت مسمى «دعم صمود نظام الأسد» أو «الدفاع عن النفس».

يبدو أن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة قد أدرك ما غفلت عنه ، أو تجاهلته، قوى المعارضة وتشكيلاتها المتعددة طيلة الفترات الماضية من أن الشرعية تستمد من الشعب وأن القوة الحقيقية هي قوة الحق التي يمتلكها الشعب في الداخل، وأن هذا الشعب وحده القادر على تحقيق أهدافه.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي