دير الزور.. إزالة القبور من حديقة “المشتل” يعيد ذكريات 2013

  • 2024/03/07
  • 11:08 ص
حديقة "المشتل" في شارع التكايا بمدينة دير الزور - 13 تموز 2014 (عدسة غرب/ flickr)

حديقة "المشتل" في شارع التكايا بمدينة دير الزور - 13 تموز 2014 (عدسة غرب/ flickr)

نقلت دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة دير الزور، رفات الموتى الموجود في حديقة “المشتل”، إلى مقابر خاصة تابعة للمجلس.

وجاءت هذه الخطوة بناء على رغبة مجلس المدينة بإجراء أعمال تأهيل للحديقة، حسبما نشره المجلس عبر موقع “فيس بوك”، الاثنين 4 من آذار.

ودعا المجلس جميع الأهالي، ممن يوجد لذويهم قبور ضمن الحديقة، إلى نقل جثامينهم، موضحًا أن العملية ستتم على نفقة المجلس.

وفي حال تخلف الأهل عن العملية، ستنقل الدائرة الصحية الرفات، دون الرجوع إلى الأهل.

وليست المرة الأولى التي يعطي مجلس دير الزور مهلة لذوي المدفونين لترحيل موتاهم إلى المقبر الرئيسية على طريق دمشق، إذ أعطى المجلس سابقًا، في 2019، مهلة ستة أشهر لنقل القبور من جميع الحدائق العامة.

وذكر رئيس المجلس رائد منديل حينها، أن قسمًا من الأهالي أزالوا القبور من الحدائق، لكن العمل لا يزال بطيئًا، كون الإمكانيات المادية للأهالي ضعيفة، مضيفًا أن المجلس يعمل على ترحيل القبور من جميع الحدائق في المناطق المأهولة.

حديقة “المشتل”

تحولت حدائق مدينة دير الزور بمعظمها إلى مقابر، بعدما شنت قوات النظام السوري حملة عسكرية، واحتدت الاشتباكات مع “الجيش الحر”، في 2011.

فواز العطية، صحفي مستقل من قرية الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، وكان موجودًا في المدينة في أثناء الحملة العسكرية، قال لعنب بلدي، إن “همجية القصف، والحصار الخانق” الذي فرضه النظام آنذاك، تسببت بصعوبة الوصول إلى المقبرة الوحيدة في جبل بور سعيد بمدينة دير الزور، مما اضطرهم لدفن ذويهم في الحدائق.

وتحولت حديقة “المشتل”، الواقعة في شارع التكايا وسط مدينة دير الزور، ومن أقدم حدائق المدينة، والتي تبلغ مساحتها حوالي 2000 متر مربع، إلى مقبرة تحوي أكثر من 200 جثمان، تعود أغلبها لمقاتلي “الجيش الحر”، إضافة إلى مدنيين، حسب العطية.

وتوجد في الحديقة قبور بأسماء أصحابها، وأخرى مجهولة الهوية، بسبب تشوه بعض الجثث بشكل “كبير”، ما أعاق عملية التعرف على أصحابها.

“حديقة الذكريات”

تذكر الحديقة جاسم، الذي تحفظ على ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية، بصديقه الصحفي مرهف المضحي، الذي قتل في أثناء تأدية عمله الإعلامي في حي خسارات، جراء إصابته بشظايا صاروخ، في 29 من آب 2013.

وقال جاسم، من بلدة الصور، والذي كان مقاتلًا في صفوف لواء “الأحواز العربية”، ويعيش حاليًا في قرية الصبحة بريف دير الزور، الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إن مرهف كان ناجيًا من مجزرة الجورة والقصور، ونقل ما شاهده من إعدام ميداني لجيرانه وأصدقائه.

ومجزرة الجورة والقصور، أو “الثلاثاء الأسود” كما يسميها أبناء مدينة دير الزور، بدأت أحداثها يوم 25 من أيلول 2012، واستمرت لثلاثة أيام، حين اقتحمت مجموعات من “الحرس الجمهوري” بقيادة العقيد علي خزام، وإشراف مباشر من رئيس فرع الأمن العسكري، اللواء جامع جامع، حي الجورة الذي كان خاليًا من أي مظاهر مسلحة، لتبدأ تلك المجموعات باعتقال المدنيين والتنكيل بهم.

اقرأ أيضًا: “الثلاثاء الأسود”.. تاريخ مؤلم في ذاكرة أهالي دير الزور

مروان (تحفظ على ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، مقاتل سابق في “الجيش الحر”، وينحدر من قرية الصبحة ويعيش فيها، قال لعنب بلدي، إن ستة من أصدقائه دفنوا في الحديقة، بعد مقتلهم في اشتباكات بمدينة الحسكة مع “وحدات حماية الشعب”.

“قبل توالي قوى السيطرة على المدينة من تنظيم (الدولة الإسلامية) إلى عودة قوات النظام، كانت حديقة “المشتل” متنفسًا لهمومنا، نزور أصدقاءنا ونروي الحكايات لهم تارة، ونبكي على قبورهم تارة أخرى”، قال مروان.

وأضاف، أن وصية أحد أصدقائه المدفونين في “المشتل”، هي “زيارة قبره بعد انتصار الثورة السورية، ولكن اليوم، أين نزوره؟”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا