سيطر الرئيسان الأمريكيان، الحالي جو بايدن، والسابق، دونالد ترامب، على الانتخابات التمهيدية للحصول على ترشيح حزبيهما، الديمقراطي والجمهوري، للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات نهاية العام الحالي 2024، والتي قد تشهد إعادةً لآخر انتخابات جرت قبل أربع سنوات، بين المرشحين نفسهما.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم، 6 من آذار، إن بايدن وترامب حققا فوزًا كبيرًا في “الثلاثاء الكبير”.
ونجح ترامب بتحقيق “انتصارات مدوية” في 12 ولاية أمريكية، واقترب بشكل كبير من ضمان حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري، وكذلك فعل بايدن رغم الصعوبات التي يواجهها.
ترامب يقترب من الحسم
ونجح الرئيس الأمريكي السابق بالتقدم على آخر منافسيه في الحزب الجمهوري، المرشحة نيكي هيلي، بفارق كبير في معظم الولايات الـ15 التي شهدت الانتخابات التمهيدية.
وحقق ترامب فوزًا في ولايتي تكساس وكاليفورنيا، وكذلك في ولايتي ماساتشوستس وأوكلاهوما، فيما خسر في ولاية فيرمونت.
وفق “واشنطن بوست”، فإن ترامب بات على الطريق الصحيح للفوز بأصوات أغلبية المندوبين.
وتأتي انتصارات الرئيس السابق رغم اتهامه بـ91 تهمة جنائية، من ضمنها التلاعب بالنتائج في انتخابات 2020.
وكالة “رويترز” قالت اليوم إن الأداء القوي لترامب يعني أنه حصل على ترشيحه الرئاسي الثالث على التوالي على الرغم من الاتهامات، مركزًا على سياسة الهجرة التي يتبعها بايدن.
وقال ترامب في تصريحات صحفية إن المدن الأمريكية “تجتاحها جرائم المهاجرين”، رغم أن البيانات الحكومية تشير لعكس ذلك الأمر.
صعوبات تواجه بايدن
وفي حين يهاجم ترامب منافسه بايدن من خلال سياسة الهجرة، ويصفه بأنه “الأسوأ” في التاريخ الأمريكي، يرد بايدن بوصف الرئيس السابق بأنه “تهديد للديمقراطية الأمريكية”.
وأضاف، وفق “رويترز“، أن نتائج الانتخابات التمهيدية تترك للشعب الأمريكي خيارًا واضحًا، هل سنواصل المضي قدمًا أم نسمح لترامب بجر أمريكا للفوضى والانقسام الذي حدث خلال ولايته.
كما يعمل الديمقراطيون على تذكير الناخبين الأمريكيين بشكل دائم بجهود ترامب لإلغاء نتائج 2020 وقضايا داخلية، بما فيها حق الإجهاض.
ولم يكن طريق بايدن سهلًا في الانتخابات التمهيدية، إذ يلعب موقفه من الحرب على غزة دورًا هامًا في عملية ترشيحه، ويخشى مدراء حملته الانتخابية من تصويت غير الملتزمين ضد بايدن.
ورغم الصعوبات نجح الرئيس الأمريكي الحالي بتحقيق الفوز في عدة ولايات، ما يفتح الطريق أمامه للحصول على الترشيح الرسمي في الأيام المقبلة.
وفي 27 من شباط الماضي، قالت “رويترز” إنه وقبل تسعة أشهر من الانتخابات، تتفاقم المشكلة مع استمرار معارضة بايدن لوقف إطلاق نار كامل في غزة.
ونقلت عن مسؤولين كبار في الحزب قولهم، إن تعامل بايدن مع حرب غزة “فاجأ حملته الانتخابية”، بينما قال مسؤولون في البيت الأبيض، إنه كانت هناك توقعات بتلاشي الاضطرابات بشأن غزة مع استئناف بايدن للحملة.
وأدى موقف بايدن إلى إثارة الغضب لدى ائتلاف من الناخبين الذين أسهموا بفوزه في انتخابات 2020، ويشمل الأمريكيين الأفارقة والعرب والمسلمين في ولاية ميتشيغان الأمريكية.
ومنذ 7 من تشرين الأول 2023، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة إلى نحو 30 ألفًا، بالإضافة إلى أكثر من 70 ألف مصاب، وفق بيانات وزراة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأصيب هذا الائتلاف بالإحباط وخيبة الأمل، وتعهد ناشطون عرب ممن دعموا بايدن سابقًا بإيقاف دعمهم له.
ووفق “رويترز”، التقى مسؤولون في إدارة بايدن مع قيادة الجالية العربية في ميتشيغان لمعالجة الوضع الحالي، ثم عقدوا اجتماعًا ثانيًا لم يعلن عنه.