أحدثت تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول إرسال قوات برية أوروبية لأوكرانيا، الأسبوع الماضي، جدلًا واسعًا.
ودفع الجدل ماكرون لتوضيح تصريحاته التي أطلقها عقب مؤتمر باريس، نهاية شباط الماضي، والتي أدت إلى سجال فرنسي- روسي.
وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع موقع “نوفينكي” التشيكي، بالتزامن مع زيارته إلى العاصمة التشيكية براغ اليوم، الثلاثاء 5 من آذار، إن النقاشات مفتوحة ويتم التفكير بكل ما يمكن القيام به لدعم أوكرانيا.
واعتبر ماكرون أن الأوكرانيين “يقاتلون لأجل قيم وأمن وحرية أوروبا”، ويجب أن يتوافق هذا الأمر مع نهج التحدي الأوروبي.
ورغم هذه التصريحات، فإن ماكرون أشار كذلك إلى أن فرنسا ترفض الدخول بـ”منطق التصعيد”، وليست في حرب ضد الشعب الروسي.
وأوضح ماكرون أن الزعماء الأوروبيين ناقشوا خلال مؤتمر باريس خمسة مجالات يجب بذل المزيد من الجهود فيها، هي الدفاع السيبراني، والإنتاج المشترك للمعدات العسكرية في أوكرانيا، وأمن البلاد المهددة بشكل مباشر بالهجوم الروسي وتحديدًا مولدوفا، ودعم كييف على حدودها مع بيلاروسيا، وعمليات إزالة الألغام.
وفي تصريحات أخرى صدرت اليوم أيضًا عن ماكرون، ونقلتها وكالة “رويترز“، اعتبر أنه لا يجب على الحلفاء أن يكونوا جبناء في أوكرانيا.
وأضاف، “نحن نقترب من لحظة في أوروبا حيث من المناسب ألا نكون جبناء”، وتدرك فرنسا والتشيك أن الحرب عادت إلى أوروبا مجددًا.
ووفق ماكرون، فإن بعض القوى التي أصبح من غير الممكن إيقافها توسع تهديدها بمهاجمة أوكرانيا، وسيتعين على الحلفاء الارتقاء لمستوى التاريخ وما يتطلبه من شجاعة.
سجال فرنسي- روسي
أثار تلميح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لإمكانية إرسال قوات أوروبية برية إلى أوكرانيا حفيظة موسكو، ما أدى إلى سجال بين الطرفين.
وردت روسيا على تصريحات ماكرون عبر بيانات متتالية، نشرتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) نهاية شباط الماضي.
وقال المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، إن مناقشة الاحتمال يوضح أن الجيل الحالي من السياسيين الأوروبيين لا يملك الفهم الصحيح لكلمة “أمن”.
واعتبر أن تصريحات الرئيس الفرنسي، “شيء جديد وخطير”، وأن نشر القوات “سيسبب أضرارًا لا يمكن إصلاحها للأمن والاستقرار للقارة الأوروبية.
وكان ماكرون قال عقب مؤتمر باريس الخاص بدعم أوكرانيا، بحضور 20 زعيمًا أوروبيًا، إنهم تباحثوا بالأمر دون الوصول لقرار، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” في 27 من شباط الماضي.
وأضاف أنه لا ينبغي استبعاد نشر قوات أوروبية في أوكرانيا مستقبلًا، في حين نفت بريطانيا وألمانيا وجود مخططات مشابهة.
ونجحت القوات الروسية بتحقيق مكاسب مؤخرًا، مع سيطرتها على بلدة أفدييفكا، كما تتقدم على طول خط الجبهتين الشرقية والجنوبية لأوكرانيا.
وحاولت كييف، في عام 2023، تنفيذ هجوم مضاد في مسعى لصد القوات الروسية واستعادة المناطق التي سيطرت عليها موسكو، إلا أنها لم تنجح.
–