تتجه القوات الأيرلندية للانسحاب من قوات حفظ السلام الدولية على حدود الجولان السوري المحتل.
وذكر موقع “THE IRISH TIMES” الأيرلندي، اليوم، الاثنين 4 من آذار، أن القوات الأيرلندية تستعد لإعادة مئات الأطنان من المعدات من سوريا، بينما تنتهي مهمة حفظ السلام هناك.
ومن المقرر أن تعود القوات والمعدات الأيرلدنية مطلع الشهر المقبل، بعد قرار الحكومة بوقف المساهمة بأفراد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك التي تراقب الحدود بين سوريا وإسرائيل (أوندوف).
وتعتبر هذه العملية اللوجستية الأكثر تعقيدًا وتحديًا وتقوم بها وزارة الدفاع منذ عام 2014، عندما جرى سحب كتيبة أيرلندية من قوات حفظ السلام في تشاد.
280 ألف قطعة
سيجري شحن حوالي 280 ألف قطعة من المعدات، تبلغ قيمتها حوالي 23 مليون يورو، عن طريق البحر، متضمنة 14 ناقلة جند مدرعة تزن كل منها 20 طنًا، من طراز “Mowag”، إلى جانب المعدات الهندسية والذخائر.، كما ستتضمن العملية اللوجستية إعاد طائرات ومعدات بحث متخصصة.
هذه المعدات سيتم تحميلها في حاويات ونقلها بالشاحنات عبر الحدود إلى لبنان، قبل تحميلها على متن سفينة مستأجرة خصيصًا في ميناء بيروت، في رحلة ستستغرق 21 يومًا للعودة إلى أيرلندا.
وشحنت بالفعل بعض المعدات مثل قطع الغيار إلى القوة الأيرلندية العاملة في جنوب لبنان كجزء من مهمة قوات “يونيفيل”، وتم نقل معدات إضافية إلى “يونيفيل” الأحد الماضي، على أن يجري إرسال عدد صغير من السيارات وسيارات الجسي المدرعة إلى هناك، الشهر المقبل.
القوات الأيرلندية ستسلم مهام قوة الاستجابة السريعة إلى قوات حفظ السلام من كازاخستان في نيسان المقبل، وبدأ حاليًا تنفيذ دوريات مشتركة معها.
وتضم المجموعة “68” (مشاة) 130 جنديًا، ومنذ عام 2013، قامت القوات الأيرلندية بـ2600 جولة فردية في سوريا، وبعد الانسحاب في الشهر المقبل، سيبقى عدد صغير من الضباط الأيرلنديين، ضمن طاقم المقر الرئيسي لقوة الأمم التحدة، لمراقبة فض الاشتباك.
كما ستواصل أيرلندا تقديم عدد صغير من الضباط إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، وهي مهمة غير مسلحة تعمل أيضًا في سوريا، مع توسيع لمساهمة أيرلندا في قوات “يونيفيل”.
ما قوة “أوندوف”؟
تعمل قوة “أوندوف” الأممية في الجولان السوري بقرار من مجلس الأمن الدولي صدر عام 1974، لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، وهي بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، أُنشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم “350” في 31 من أيار 1974، لتنفيذ القرار “338” الذي دعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين الطرفين، وتنفيذ القرار رقم “242”.
وبعد اندلاع الثورة السورية، وسّعت القوة الأممية قوتها البشرية إلى 1250 مقاتلًا، نظرًا إلى التوترات التي شابت المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل، كما أبدت الأمم المتحدة مرارًا تخوفها على سلامة أفراد البعثة العسكرية.
وتعتبر السيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان غير معترف بها أمميًا، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم “497” عام 1981، الذي نص على عدم قانونية بناء المستوطنات الإسرائيلية والأنشطة الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967.
واستولت إسرائيل على مرتفعات الجولان التابعة لسوريا في حرب 1967، ونقلت بعدها مستوطنين إلى المنطقة، ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، في إجراء لم يلقَ اعترافًا دوليًا.