الأسد في مقابلة جديدة.. منبر روسي يتجاهل الملفات السورية
أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مقابلة مع الصحفي الروسي، فلاديمير سولوفيوف، بثتها وسائل الإعلام السورية الرسمية والمقربة منها، مساء اليوم، الأحد 3 من آذار، واستمرت لأقل من نصف ساعة.
جاء حضور الملف السوري في المقابلة هامشيًا لصالح التركيز على قضايا وملفات مرتبطة بروسيا وحربها في أوكرانها، وصراعها مع الغرب، وسط إغفال للأوضاع الداخلية في سوريا.
بدأت المقابلة بالحديث عن الحرب الإسرائيلية في غزة، واعتبر الأسد أن مناقشة الوضع في غزة بشكل منفصل غير ممكنة، لأن غزة جزء من الموضوع الفلسطيني، ولا مبررات لاستخدام إسرائيلي مفرط للقوة ضد فلسطينيين مدافعين عن أرضهم المحتلة.
في هذا السياق لم تتطرق المقابلة للتوترات الأمنية على حدود الجولان السوري المحتل، والضربات الإسرائيلية شبه اليومية لنقاط ومواقع سورية يتمركز بها ضباط وعناصر إيرانيون تابعون لـ”الحرس الثوري الإيراني”، تسميهم طهران “خبراء ومستشارين”.
بالحديث عن صراع روسيا والغرب، اعتبر الأسد أن روسيا دول يتوقف مصير العالم عليها، وأن الرئيس فلاديمير بوتين جزء أساسي من هذه المعركة، وأن سوريا تتأثر بهذا الموضوع، على اعتبار لأن روسيا تقف مع سوريا “بحربها على الإرهاب”.
وحول موقف بعض الدول العربية، وتوجهها لعلاقات سياسية مع النظام السوري، اعتبر الأسد أن العلاقة مع الولايات المتحدة مؤقتة، دون تقديم تفاصيل أكثر حول العلاقات العربية مع دمشق ومستقبلها.
سخرية من العقوبات
الأسد من جانبه، سخر من العقوبات المفرضة عليه وعلى الرئيس الروسي من قبل الأمريكيين والأوروبيين، قائلًا “ربما يكون لقائي المقبل مع الرئيس بوتين لنناقش به ما سنفعله بأرصدتنا في البنوك الأمريكية، الغرب مضحك وغبي أحيانًا”.
كما أبدى استخفافًا بالعقوبات الأوكرانية عليه، قائلًا، “منذ ذلك الوقت (أي فرض العقوبات عليه) أتعالج نفسيًا على كل الأحوال”، ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنينسكي، “هو بالأساس مهرج”.
ولم تتضمن المقابلة أية أسئلة حول الأوضاع الاقتصادية في سوريا، ومسار عمل اللجنة الدستورية التي يسعى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدروسون، لعقد جلستها التاسعة قريبًا.
كما تجاهلت المقابلة مسار التقارب التركي المتعثر مع النظام السوري، وملف عودة اللاجئين السوريين، والإجراءات التي يقوم بها النظام على أكثر من مستوى على شكل “تغييرات” في “هيكلية السلطة”، دون اقتراب مما هو جوهري، كملف المعتقلين.
وغاب عن المقابلة أيضًا ملف تهريب المخدرات من سوريا، العالق رغم محاولات عربية لتطويقه، وجرى تجاهل تام لاحتجاجات السويداء، جنوبي سوريا، المستمرة منذ أكثر من نصف عام وتطالب برحيل الأسد، لصالح التركيز على مواضيع تتعلق بروسيا أكثر، ومنها الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة.
ومنذ عام 2011، أجرى الأسد العديد من المقابلات على وسائل إعلام جاءت بمعظمها روسية، مع ظهور يتيم عبر منصة عربية هي “سكاي نيوز عربية” في آب 2023.
اقرأ المزيد: اللاجئون والعرب وهجوم على أنقرة.. أبرز محاور لقاء الأسد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :