عمليات الخطف تثير الغضب في درعا.. الفدية مقابل الإفراج
عادت عمليات الخطف مجددًا إلى مدينة درعا جنوبي سوريا، لتثير غضب الأهالي وسط حالة استنكار عامة، إثر ثلاث عمليات خطف، إحداها تم الإفراج عن المخطوف، واثنتان قيد الانتظار.
في 23 من شباط الماضي، خُطف الشاب عبد الله الزعبي (19 عامًا)، في دير البخت بريف درعا الشمالي من مزرعة والده، وفي 28 من الشهر نفسه، انقطع الاتصال مع الشاب محمد خير المحاميد وهو من سكان بلدة أم المياذن في ريف درعا الشرقي، وذلك خلال عودته من دمشق.
وتأتي الحادثتين بعد أسبوعين من الإفراج عن الفتى رامي المفعلاني (16 عامًا) من بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، عقب اختطاف دام نحو أسبوع في منطقة اللجاة الواقعة بين درعا والسويداء، وتدخل وجهاء وقيادات عسكرية للضغط على الخاطفين للإفراج عنه.
تعذيب وطلب فدية
تشهد بلدة دير البخت توافدًا لوجهاء من مناطق حوران واللجاة والقنيطرة ومن مجموعات عسكرية تابعة لـ”الواء الثامن” واللجان المركزية في درعا، لبحث قضية اختطاف الشاب عبد الله الزعبي.
أحد أقرباء الشاب، قال لعنب بلدي إن مجهولين داهموا مزرعة الدواجن الخاصة بوالد الطفل قرب بلدة دير البخت، وخطفوا ولده عبد الله (19 عامًا)، وقيدوا شقيقه وتركوه في نفس المكان.
وبعدها بأيام، راسل الخاطفون عائلة الشاب من هاتفه، وطلبوا فدية قدرها 150 ألف دولار أمريكي (الدولار 14650 ليرة سورية)، تبعه إرسال تسجيل مصور يظهر تعذيب الشاب وضربه، وسط مناشدات منه لذويه بدفع المبلغ مقابل إطلاق سراحه.
وتعامل الخاطفون مع الشاب بذات الطريقة التي تعامل فيها خاطفو الفتى رامي المفعلاني.
وفي 29 من شباط الماضي، اختُطف الشاب محمد خير المحاميد قرب جسر صيدا في ريف درعا الشرقي، خلال عودته من العاصمة دمشق.
وبحسب أقارب للمحاميد، لم يتواصل الخاطفون مع ذوي المخطوف، كما أن هاتفه لا يزال مغلقًا منذ لحظة وقوع الحادثة.
إفراج عن المفعلاني
في 11 من شباط الماضي، اختُطف الفتى رامي المفعلاني على طريق جدل في منطقة اللجاة، وبعد طلب فدية وإرسال تسجيلات مصورة تضمن تعذيبه، تضامنت وفود من معظم مناطق درعا مع أهل المخطوف.
وأعطى “اللواء الثامن” واللجان المركزية مهلة 24 ساعة للجهة الخاطفة لتحرير الطفل وبعد ساعات ترك الخاطفون الطفل، وعاد إلى أهله.
البحث عن المال
يرى أحد الوجهاء في درعا وهو ممن حضروا اليوم، السبت 2 من آذار، اجتماع الوجهاء في دير البخت، أن أسباب حالات الخطف هو إيجاد مردود مالي للجهات الخاطفة التي تستغل الفراغ الأمني الذي تعيشه المحافظ.
وقال لعنب بلدي إن اجتماع دير البخت اليوم كان لمعالجة موضوع الخطف وإيقافه، لكن لا توجد آلية محددة لأن الوجهاء والجهات المختصة تتعامل مع خصم مجهول، وهذه الأطراف لا تتدخل إلا بعد وقوع حادثة الخطف.
ولفت إلى ضرورة توعية المجتمع بمخاطر هذه العصابات، ونبذها اجتماعيًا وعدم التستر عليها، ووجوب محاسبتها من قبل الجهات المختصة.
الخطف متكرر في درعا
تكررت عمليات الخطف مقابل الفدية في مدينة درعا جنوبي سوريا، منها عملية اختطاف الطفل فواز القطيفان، والذي خرج في شباط 2022، بعد دفع أهله فدية قدرها 140 ألف دولار أمريكي، بعد خطفه لمدة تقارب الثلاثة أشهر.
واختفت الطفلة سلام الخلف، ذات العشر سنوات، في أثناء عودتها من مدرستها في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي عام 2020، ورغم مناشدات ذويها وعرضهم دفع مبلغ 20 مليون ليرة سورية لمن يدلي بمعلومة عن مصيرها، فإنهم لم يسمعوا إلا الصمت.
كما اختفى الطفل ميار علاء الحمادي، البالغ من العمر ست سنوات، في تشرين الثاني 2019، بظروف مشابهة، وأطلق الخاطفون سراحه بعد دفع فدية مالية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :