“عاشق متعقب قاتل”.. وثائقي عن جريمة حب

"عاشق متعقب قاتل".. وثائقي عن جريمة حب
tag icon ع ع ع

حياة مستقرة وسعيدة انقلبت لمشكلات أدت إلى الانفصال، ثم الانتقال لولاية أمريكية أخرى، ومحاولة الحصول على صديقة عبر أحد تطبيقات المواعدة في الولايات المتحدة الأمريكية، حالة اعتيادية وطبيعية لمئات الأشخاص سواء في أمريكا أو في دول أخرى.

لكن الحالات العادية قد تتحول ضمن عالم الإنسان المعقد إلى مواقف وقصص غريبة وخطرة، وقد ينتقل الإنسان من حالة رومانسية إلى مواجهة خطر الموت بسبب قصة عابرة لم ينجح بالتخلص منها.

فيلم “lover, stalker, killer” (عاشق، متعقب، قاتل)، الذي بدأت شبكة “نتفليكس” الأمريكية عرضه في 9 من شباط الحالي، يروي حكاية ديف كروبا، مواطن أمريكي واعد امرأة عبر تطبيق مواعدة لفترة وجيزة، وانتقل ليواعد امرأة أخرى عبر التطبيق نفسه.

تبلغ مدة الفيلم الوثائقي الذي أخرجه سام هوبكسنون 90 دقيقة، تحدث خلالها جميع أبطال الفيلم باستثناء المتهمة الرئيسة في الجريمة، التي ظهرت ضمن تسجيلات مصورة خلال التحقيقات معها.

بدأ ديف بتلقي رسائل تهديد من صديقة سابقة، بوتيرة بطيئة تسارعت بعد أسابيع، ثم بدأت هذه التهديدات تتخذ منحى أكثر جدية مع تعرض منزل صديقته لحريق هائل، ووصول رسائل تهديد لطفليه وزوجته السابقة أيضًا.

حافظ الفيلم بعد الدقائق الـ10 الأولى على إيقاع منضبط يحفّز حتى من لا يفضّل هذا النوع من الأفلام على المتابعة، ولعب المونتاج دورًا في هذا الأمر، وعملية الإيقاع المنضبط شرط أساسي لإنتاج فيلم يحكي حكاية ما، ومن هذه النقطة يمكن الإشارة إلى أهمية “المونتير” إلى جانب المخرج في عملية الصناعة، وأن دوره لا يقتصر على لصق عدة مقاطع مصورة بجانب بعضها، والاكتفاء بما يريده صاحب العمل فقط.

لم يلجأ الفيلم خلال أي دقيقة من دقائقه الـ90 إلى التعليق الصوتي، صوت أبطال الحكاية الممتدة عبر سنوات كان كافيًا لرواية الحكاية، لذا تبدو المشاعر مختلفة مع كل ضيف يظهر أمام الكاميرا ليروي تفاصيل ما يعرفه عن جريمة قتل غامضة حصلت في ولاية نبراسكا الأمريكية.

اتخذت الأفلام الوثائقية خلال السنوات القليلة الماضية أنماطًا جديدة مختلفة عن المعتاد، وتطورت طريقة رواية الحكايات المختلفة فيها، ولم يعد يكفي أن يجلس ضيف أمام الكاميرا ويتحدث بصيغة جادة يتبعها صوت رخيم لمعلق صوتي، وأصبحت أكثر مرونة وتشويقًا وجذبًا، وهذا الأمر يشير إلى أهمية التفات المخرجين الجدد لتطور الصناعة خلال صنع أفلامهم.

ولا يختلف الفيلم من ناحية التشويق عن أي فيلم روائي آخر، لذا يمكن تصنيفه كفيلم جيد ومنافس لهذا النوع من الأفلام، مع استغلال جميع التفاصيل المتاحة لإنتاج فيلم ترفيهي عن قصة واقعية تشبه الخيال، وروايتها بتشويق لا يقل عن الأفلام الروائية التي يطلق أصحابها العنان لمخيلتهم.

تستمر رحلة البحث عن القاتل الحقيقي حتى اللحظات الأخيرة من الفيلم، كما يشير إلى دور التكنولوجيا الحديثة في منع الجرائم واكتشافها، ومن هذه النقطة يبدو السؤال المشروع: لماذا لم تتحرك الشرطة منذ البداية لاستخدام التكنولوجيا لمنع جريمة أو اكتشافها بوقت مبكر، طالما أن الدولة الأمريكية تمتلك هذا النوع من الأجهزة القادرة على اكتشاف تفاصيل دقيقة؟ وبقي هذا السؤال وحيدًا دون إجابة.

حصل الفيلم على تقييم بلغ 7.0 عبر موقع “قاعدة بيانات السينما العالمية” (imdb)، مع مرور أقل من شهر واحد على عرضه عبر “نتفليكس”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة