عنب بلدي – حسن إبراهيم
غاب الحضور السوري عن القائمة الأولية للحكام المرشحين لإدارة مباريات كرة القدم في كأس العالم 2026، ما يعكس ضعف الخبرة والإمكانيات ورداءة مستوى الدوري المحلي الذي تحول فيه الحكم إلى متهم بالفساد، بينما تحولت أرضية الملعب في بعض الأوقات إلى حلبة يتلقى فيها حكام لكمات لاعبين وإداريين ومشجعين.
غياب متوقع للصافرة السورية في المونديال المقبل، يبقي الحضور السوري مقتصرًا ربما على الجماهير فقط، بعيدًا عن تمثيل على المستطيل الأخضر، ويعيد إلى الأذهان اسمين فقط حملا لواء التحكيم السوري في العرس العالمي هما فاروق بوظو وجمال الشريف.
16 حكمًا
منتصف شباط الماضي، طرحت لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قائمتها الأولية متضمنة 16 حكمًا، هم عبد الرحمن الجاسم وسلمان فلاحي من قطر، ومحمد الهويش وخالد طريس من السعودية، وأحمد العلي من الكويت، وأدهم مخادمة من الأردن.
وضمت أيضًا عادل النقبي وعمر العلي من الإمارات، وأحمد الكاف من عمان، وعلي رضا من أستراليا، ويوسوكو أراكي وياما شيتا من اليابان، والجيز تاتاشيف من أوزبكستان، ومانينغ من الصين، وكيم جون من كوريا الجنوبية، ومحمد نظمي من ماليزيا.
ويخضع الحكام لاختبارات من أجل اختيار الأفضل، ثم تتقلص إلى قائمة نهائية، كما لا يمكن أن تحمل القائمة النهائية حكمين من نفس البلد.
أخطاء على مستوى آسيا والدوري
في كأس آمم آسيا لكرة القدم التي أُقيمت بقطر، في كانون الثاني الماضي، اختارت لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي ثلاثة حكام سوريين، ضمن قائمة الحكام المكلفين بإدارة مباريات البطولة، هم حكم الساحة حنا حطاب، والحكمان المساعدان محمد قزاز وعلي أحمد.
طالت الحكم حنا حطاب انتقادات كثيرة، واستبعد من البطولة بعد أن ارتكب خطأ مؤثرًا ضمن مباراة بين إيران وهونج كونج، بعد طرد الحارس الإيراني، وحساب ركلة حرة مباشرة لمنتخب هونج كونج.
وعلى صعيد الدوري السوري، باتت حالات التعدي على الحكام من قبل اللاعبين والإداريين، سواء من مشادات كلامية واعتراضات أو شتائم، ظاهرة مترافقة مع أي مباراة، وتطورت عديد من الحالات إلى الضرب.
أحدث هذه الحالات كانت أحداث شغب واعتداء على طاقم تحكيم مباراة جمعت حطين مع الفتوة، في 16 من شباط الماضي، تدخل على إثرها عناصر حفظ النظام، وضربوا لاعبين من حطين في محاولة لإبعادهم عن حكم المباراة شادي الشحف.
رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم في سوريا، محمد كوسا، قال إن الحكم حنا حطاب مثل عديد من الحكام غيره لم يتوفق في كأس آسيا، لكن هذا لا يعني عدم تكليفه بالدوري السوري.
وأضاف كوسا أن كل حكم يخطئ يجري إيقافه، وهناك لائحة داخلية بخصوص ذلك، والحكم الذي يرتكب خطأ مؤثرًا يعاقَب لأسبوعين، لافتًا إلى وجود أخطاء مؤثرة وغير مؤثرة هذا الموسم بالدوري مثل بقية الدوريات المحيطة بسوريا.
وذكر أن التحكيم السوري مترهل، وأن الاتحاد يعمل على إعادة بنائه من الصفر، مضيفًا أن لجنة الحكام تجهز منذ سنة ونصف جيلًا من الحكام تحت سن 22 و23، آملًا بوجودهم قريبًا في الملاعب.
ضعف قدرات وواسطة
الحكم الدولي السوري فراس الخطيب، قال لعنب بلدي، إن السبب الأول لغياب الحكام السوريين عن المشاركة في تحكيم مباريات كأس العالم 2026، هو ضعف قدرات الحكام وغياب الموهبة على حساب الواسطة، وإدراج أسماء ترتبط بعائلة واحدة أو مقربة منها، تسيطر وتهيمن على لجنة الحكام وعلى الاتحاد السوري لكرة القدم.
وذكر الخطيب وجود بعض الأشخاص بالمنظومة الرياضية في سوريا ترفع وتفرض أسماء على اللائحة الدولية، وتستبعد أشخاصًا أكثر مهنية وأكفأ لقيادة مباريات خارجية وحمل الشارة الدولية، لافتًا إلى أن هذا الأمر قديم حديث.
واعتبر الخطيب أن مسؤولية غياب الحكم السوري عن المونديال تقع على الاتحاد الرياضي العام في سوريا، كونه رأس الهرم وأعلى سلطة رياضية، وعلى رئيسه فراس معلا، كونه لا يقدم أي دعم أو حماية تخص الحكام مقارنة بالبلاد المجاورة لسوريا.
وأضاف الخطيب أن المسؤولية تقع أيضًا على رئيس لجنة الحكام في سوريا، محمد كوسا، كونه أعطى وعودًا سابقة بتطوير أداء وعمل الحكام وإعداد جيل تحكيمي جديد، لكنها كانت وعودًا وهمية، وفق الخطيب.
نظرة إلى المونديال
تقام بطولة كأس العالم 2026 لأول مرة في ثلاث دول مختلفة، هي الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، كما يشارك فيها لأول مرة 48 منتخبًا.
واعتمد نظام مبتكر في جدول المباريات حرصًا على ضمان حصول المنتخبات المشاركة على ثلاثة أيام من الراحة في 103 من أصل مباريات البطولة الـ104.
وتعد البطولة النسخة الـ23 من كأس العالم، وتقام في 16 ملعبًا بالدول الثلاث، ويكون النهائي في الولايات المتحدة.
وتستمر البطولة 40 يومًا، بزيادة 10عشرة أيام على معدل النسخ الماضية، وتنطلق في 11 من حزيران 2026، بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، على ملعب “أزتيكا” الشهير، وتقام المباراة النهائية في 19 من تموز 2026 بنيويورك.
بوظو والشريف
يعد الحكم فاروق بوظو (85 عامًا) أول سوري يصل إلى نهائيات كأس العالم، وذلك في نسخة الأرجنتين 1978، وقاد مباراة بين ألمانيا الغربية والمكسيك وانتهت بفوز الألمان بنتيجة ستة أهداف نظيفة.
وكان جمال الشريف (69 عامًا) ثاني حكم سوري يشارك في نهائيات كأس العالم، وشارك في ثلاث نسخ أولاها مونديال 1986 في المكسيك، وفي نهائيات 1990 بإيطاليا، وفي نسخة 1994 بأمريكا.