مخاوف من مراكز غير مرخصة

عمليات التجميل وزرع الشعر تنشط في الحسكة

سوق بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا - تموز 2023 (عنب بلدي/ ريتا أحمد)

camera iconسوق بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا - تموز 2023 (عنب بلدي/ ريتا أحمد)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

تشهد مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا إقبالًا على إجراء عمليات التجميل، سواء بين النساء والرجال، ومن المحتمل عند السير في شوارع القامشلي مصادفة بنات وشباب يضعون ضمادات طبية على أنوفهم أو حول رؤوسهم.

وتنتشر مراكز التجميل بشكل واضح في المدينة، وتكثر الدعاية الخاصة بها على صفحات التواصل الاجتماعي المحلية، مقدمة وعودًا للزبون بتغيير “جوهري ورائع في مظهرة الخارجي يحقق له النجاح في عمله وعلاقاته الاجتماعية”.

تكاليف باهظة

تختلف دوافع اللجوء إلى عمليات التجميل من شخص لآخر، وفي مقابلة مع سامر لحدو (38 عامًا) من مدينة القامشلي، الذي خضع لعملية زراعة شعر، قال لعنب بلدي، إنه عانى من تساقط الشعر، ما أثر على ثقته بنفسه، وبعد تجربة عدة علاجات دون جدوى، قرر إجراء عملية زراعة شعر.

وأضاف أن العملية كانت مكلفة جدًا بالمقارنة مع الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها سكان المنطقة، لكنه مع ذلك يبدو سعيدًا بمظهره الجديد الذي حصل عليه بعد خمسة أشهر من إجراء عملية زراعة الشعر.

يعمل سامر في إحدى المنظمات الدولية الناشطة في المنطقة، ويتقاضى راتبه بالدولار الأمريكي، ولولا ذلك “لما استطاع إجراء مثل هذه العملية التي كلفت نحو عشرة ملايين و500 ألف ليرة سورية” (حوالي 700 دولار أمريكي).

تعرض سامر لكثير من “الانتقادات” من أهله وأصدقائه لصرف هذا المبلغ “الضخم” على أشياء “ليست ضرورية”، فعائلته وذووه “أولى بذلك”، لكنه يصر على أن إجراء زراعة الشعر كان أفضل قرار اتخذه.

واعتبر سامر أن انتشار مراكز التجميل أمر جيد، لأن الأفراد كانوا يتجهون سابقًا إلى تركيا أو شمالي العراق لإجراء مثل هذه العمليات مُنفقين آلاف الدولارات، مع بذل كثير من الجهد والوقت والتعب، حسب قوله.

وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة زراعة الشعر فإن نزيه الخلف (39 عامًا) وجد طريقة لإجرائها “شبه مجانًا”.

وقال نزيه لعنب بلدي، إنه اتفق مع أحد مراكز التجميل على أن يجري له عملية زراعة الشعر بسعر 150 دولارًا فقط، إذا أحضر خمسة زبائن للمركز عن طريقه “وهذا ما كان فعلًا”.

وبحسب نزيه، فإن النتائج “مرضية”، لافتًا إلى وجود عدد من الشباب ممن يعرفهم يرغبون بإجراء هذا النوع من العمليات، لكن الظروف المادية المتردية تمنعهم من ذلك.

وخلال تجربته، ذكر نزيه أن هناك من لا يثقون بالمراكز التي افتتحت بالمدينة، فيذهبون إلى شمالي العراق لإجراء العملية، وعادة ما يكونون من “الميسورين ماديًا”.

وفي آب 2023، زادت “الإدارة الذاتية” رواتب موظفيها بنسبة 100%، وارتفعت رواتب الموظفين من 520 ألف ليرة سورية كحد أدنى إلى مليون و40 ألف ليرة سورية، وتزامنت مع ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية والمحروقات.

مخاوف من غياب الترخيص والاختصاص

عدد من الراغبين بإجراء عمليات تجميل في الحسكة يبدون مخاوف تمنعهم من إجرائها، وفق ما قالته هبة لعنب بلدي، وهي تعمل في أحد مراكز التجميل في القامشلي.

وذكرت أن المخاوف تتعلق بمدى كفاءة هذه المراكز، وحقيقية “حصولها على تراخيص نظامية”، علمًا أن جميع المراكز الموجودة في المدينة يفترض أنها مرخصة من قبل “هيئة الصحة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.

وأشارت هبة إلى أن الإقبال جيد بشكل عام من قبل السكان، لافتة إلى وجود تقبّل من فئات المجتمع لموضوع التجميل.

وأضافت أن الأمر لم يعد يقتصر على الفتيات فقط، فهناك إقبال من الذكور، وبفئات عمرية مختلفة حتى 50 عامًا.

وذكرت أن المركز الذي تعمل فيه موجود منذ نحو أربعة أعوام، وإدارته متعاقدة مع عدة أطباء تجميل وجلدية، لأن هذا من شروط منح الترخيص لمزاولة العمل.

وتابعت أن هناك جزءًا من عمليات التجميل يكون بسبب تشوهات تعرض لها الزبون، مثل حوادث الحرق التي “تنتشر في المنطقة”، وليس من باب “الرفاهية” كما يعتقد البعض.

ولا تنكر هبة وجود تردد لدى البعض بإجراء العمليات، خوفًا من “عدم كفاءة المركز”، رغم التوضيحات والتطمينات والشروحات، لافتة إلى وجود “منافسة” لأن عدد هذه المراكز في ازدياد، لذلك يلجأ بعضها لاستخدام مواد تجميلية مجهولة المصدر ورخيصة ولا تخضع “للرقابة”، ما أدى إلى نتائج سلبية عند استخدامها وحدوث شكاوى تجاه هذه المراكز.

وقال مدير الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية“، لازكين محمد، إنهم اتخذوا بعض الإجراءات ضد عدد من مراكز التجميل بسبب ورود شكاوى تتعلق بالتراخيص وعمل المراكز.

وذكر لمنصة “مجهر” المحلية، أن هناك أربعة مراكز مرخصة فقط من أصل عشرة مراكز، وجرى إبلاغ بعضها باستكمال التراخيص، بينما يواجه بعضها دعاوى في “النيابة”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة