“لوحة كتاب الطفل، هي رحلة في عالم الخيال والدهشة التي يصنعها الإبداع.. هي عطائي.. أمومتي.. وباختصار لوحة الطفل هي سلامي الداخلي ولوحتي هي عشقي وقلقي الذي لا ينتهي”.
بهذه الكلمات وصفت الكاتبة والفنانة التشكيلية ورسامة قصص الأطفال لجينة الأصيل، رحلتها في عالم رسوم الأطفال، التي كبر معها جيلٌ كامل من الأطفال.
الأصيل آمنت بأهمية تقديم قصص مصورة مستوحاة من بيئة الطفل نفسه، لإعطائه الثقة بنفسه، بعيدًا عن بيئة غريبة لا يعرفها.
وأضافت الأصيل إلى رسوم الأطفال حسًا وعاطفة، مشكلة تكوينًا مختلفًا لرسومات الأطفال، لاعتقادها أن القصة المصورة تنمي الذائقة الفنية للطفل العربي.
تواصلت الأصيل مع الطفل وحاكت شخصيته، بأعمال كرست مفاهيم الثقة والتعلم وحسن التصرف، وكانت دائمًا ما تعرف عن نفسها بـ”رسامة لوحة في كتاب الطفل”.
رحلت الأصيل
نعت وزارة الثقافة في سوريا، مساء الخميس 29 من شباط، الفنانة لجينة الأصيل، عن عمر ناهز 78 عامًا.
ولدت الأصيل في مدينة دمشق عام 1946، وحازت على إجازة في الاتصالات البصرية وعمارة داخلية من كلية الفنون الجميلة عام 1969.
انتقلت الأصيل من العمل في الديكور المسرحي، إلى عالم قصص الأطفال ومطبوعاتها، بعد أول تجربة لها في مجلة “أسامة” السورية، تحت عنوان “شرائط مصورة”.
وعملت حتى رحيلها في الرسوم والإشراف الفني بمجلات وكتب الأطفال السورية والعربية، منها مجلة “أحمد” و”توتة توتة”.
وكان لها مساهمة في الرسوم المتحركة الإعلانية، ووضع نصوص ورسوم حلقات تلفزيونية للأطفال.
كما شاركت في ورشات عمل متخصصة لفنون الأطفال، ولجان تحكيم في مهرجانات عربية ودولية في مجال الطفل.
وأعطت الأصيل دروسًا في مجال رسوم كتب الأطفال والعمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة، واعتمدت كخبيرة فنية لكتب الأطفال في وزارة الثقافة.
رسوم وجوائز
تملك لجينة الأصيل في رصيدها أكثر من 200 لوحة فنية و80 كتابًا للأطفال، وسبعة رسوم متحركة.
ومن أشهر الشخصيات التي ابتكرتها الأصيل، هي شخصية مرمر، التي انتشرت في إصدارات وقصص مختلفة، مثل “مرمر تصفق كلاك كلاك”، و”مرمر… حان وقت الحمام” وغيرها من القصص.
أقامت العديد من المعارض في سوريا ودول عربية وأخرى أجنبية، مثل لبنان والأردن وفرنسا وإيطاليا.
نالت الأصيل طوال مسيرتها عدة جوائز:
- الجائزة الأولى لتصميم ملصق جداري لمهرجان السينما العربية في فاميك، فرنسا، 1995.
- ميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية، تصميم شخصية كرتونية للطفل العربي، القاهرة، 1996.
- ضيفة شرف في معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال، إيطاليا، 2001.
- كرّمتها وزارة الثقافة في سوريا لعطائها بمجال كتاب وصحافة الطفل عام 2002، وعام 2003 لعطائها في مجال اللوحة التشكيلية.
- ميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال، اليابان، في 2006.
- جائزة أفضل كتاب للأطفال، معرض بيروت الدولي للكتاب، في 2008.
- جائزة أفضل كتاب قصصي لذوي الاحتياجات الخاصة، لبنان، في 2011.
- جائزة محمود كحيل لإنجازات العمر، الجامعة الامريكية في بيروت، في 2016.
- تكريم وزارة الثقافة لإنجازات العمر، سوريا، في 2017.
- جائزة بام، الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، بلغراد، صربيا، في 2019