عنب بلدي – رأس العين
شهدت أسواق مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إقبالًا متزايدًا من السكان على شراء الأسماك، نظرًا إلى انخفاض أسعارها مقارنة باللحوم والدجاج، بالإضافة إلى فوائدها الصحية.
ورصدت عنب بلدي قائمة بأسعار أبرز أصناف السمك المعروضة في أسواق رأس العين، ويبلغ سعر كيلو “الكارب” 22 ألف ليرة سورية، و”الجرني” 20 ألف ليرة، و”السلور” 18 ألف ليرة دون حسك، “والشبوط” 21 ألف ليرة.
وتعد أسعار السمك منخفضة مقارنة بأسعار اللحوم، إذ يبلغ سعر الكيلوغرام من لحم الخروف 150 ألف ليرة، ولحم الغنم 140 ألف ليرة، بينما يبلغ سعر الكيلو من لحم الدجاج 31 ألف ليرة، وصدر الفروج 45 ألف ليرة للكيلو.
وتتراوح أجور المياومة في رأس العين بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
خيار أساسي
مع ارتفاع أسعار اللحوم تدريجيًا خلال السنوات الماضية، شهدت مدينة رأس العين تغيّرًا في أنماط تناول الطعام، إذ لم يكن السمك مفضلًا على موائد السكان، وكانوا يفضلون اللحوم الحمراء والدجاج كطعام رئيس.
سيف الدين العربي، أحد سكان مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن تردي الوضع الاقتصادي أثّر سلبًا في قدرة العائلات على شراء اللحوم والدواجن، لافتًا إلى أن الأسماك باتت خيارًا أساسيًا بسبب أسعارها المعقولة، بعد أن كانت خيارًا نادرًا في الماضي.
من جانبها، قالت مريم السليم، وهي سيدة تعمل بالزراعة في رأس العين، إن أسعار الأسماك رخيصة ومقبولة بالنسبة لأسرتها المكونة من ستة أشخاص، وذات الدخل المحدود، لافتة إلى أنها تتولى دور رب الأسرة بسبب وفاة زوجها.
وذكرت أن مبلغ 50 ألف ليرة سورية يمكنها من شراء كمية كافية من السمك لعائلتها، وهو ما لا يكفي لشراء لحوم الضأن أو البقر أو الدجاج.
أما ياسين العادل فقال لعنب بلدي، إن شراء السمك بات عادة لديه، وذكر أنه يشتري كل أسبوع ثلاثة كيلوغرامات من سمك “السلوري” (18 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد).
وأشار إلى أن تكلفة تحضير أي وجبة تحتوي على خضار ومستلزماتها تقدّر بحوالي 40 ألف ليرة سورية، لذلك يرى أن السمك خيار جيد.
مصدر السمك
مصطفى كنان، صاحب محل بيع سمك في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن معظم الأسماك تأتي من نهر “البليخ”، الذي ينبع من قرية عين العروس على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة تل أبيض المجاورة لرأس العين.
وأضاف أن جزءًا من الأسماك في السوق يجري صيده من نهر “الخابور” برأس العين.
ويعتمد سكان المدينة البالغ عددهم 115 ألف نسمة بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
ويعادل كل دولار أمريكي 14650 ألف ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 31 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.