نشر”المركز السوري للعدالة والمساءلة”، الخميس 29 من شباط، خريطة تفاعلية جديدة لشمالي سوريا تتضمن 246 سجنًا لتنظيم “الدولة” و63 مقبرة، من بينها 66 سجنًا و35 مقبرة تكشف لأول مرة.
وكُشفت هذه المواقع من خلال جهود مكثفة بذلها فريق “المركز السوري للعدالة والمساءلة” بالإضافة إلى فريق “المفقودين والطب الشرعي السوري” (SMFT) في الرقة، والذي اعتمد على مقابلات مع الناجين من سجون “الدولة” والمنتسبين السابقين إليها، وغيرهم من الشهود، بالإضافة إلى مصادر داخلية (وثائق تنظيم الدولة الإدارية).
وأخفى “التنظيم” آلاف الأفراد في سوريا في شبكة من السجون والمقابر الجماعية الممتدة من إدلب إلى الحدود العراقية.
وحتى بعد الهزيمة الشكلية للتنظيم، لا تزال العديد من العائلات غير قادرة على تحديد مكان أحبائها أو الكشف عن مصيرهم، بحسب تقرير “المركز”.
ويعمل برنامج المفقودين التابع “للمركز السوري للعدالة والمساءلة” على توثيق الأشخاص المفقودين في سوريا والتعرف على شبكة المقابر الجماعية والسجون السابقة التابعة “للتنظيم”على أمل استخدام هذه المعلومات للكشف عن مصير المفقودين.
ولا تتضمن خريطة المركز السوري للعدالة والمساءلة سجون “التنظيم” الرسمية فحسب، بل تشمل أيضًا معسكرات التدريب ومواقع الاحتجاز المؤقت والمنازل الخاصة حيث استعبدت نساء إيزيديات.
كما تشمل المقابر التي دفن فيها التنظيم ضحاياه، وجثث المنتمين إليه، وضحايا قصف التحالف، ومن خلال رسم خرائط لهذه المواقع معًا، يمكن للمحققين تصور الأنماط والعلاقات المحتملة.
وكان التحقيق الأخير الذي أجراه “المركز السوري للعدالة والمساءلة” بشأن “سجن داعش عند سد المنصورة”، في 22 من شباط، أظهر أن القرب الجغرافي هو عامل رئيسي في ربط السجون بالمقابر التي دُفن فيها المعتقلون السابقون.
وينظر التقرير في وثائق التنظيم الداخلیة والبيانات الشرعیة المستخرجة من المقبرة والمتاحة حصرًا للمركز “السوري للعدالة والمساءلة”، بالإضافة إلى الشھادة الشفوية المقدمة في المقابلات التي قام بھا المركز مع أكثر من 24 عائلة مفقود يزعم أنه كان يحتجز في سجن سد المنصورة.
ويوثق الروابط التي نشأت بين سجن “سد المنصورة” ومقبرة “السلحبية الغربیة” غرب مدينة الرقة خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2016، ویتابع سير أشخاص محددين مرتبطين بالموقعين وبما في ذلك أشخاص لا يزالون مفقودين حتى الیوم.
يشكل هذا العمل حجر الزاوية في التحقيقات السياقية التي يجريها “المركز السوري للعدالة والمساءلة” في جرائم “التنظيم”، والتي تضع الأساس لتحديد الهوية في المستقبل.
ولا يزال الغموض يكتنف مصير ومكان وجود الآلاف من السوريين الذين فُقدوا في المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” مثل الرقة، والحسكة، ودير الزور، إذ كانت هذه المحافظات مركزًا لسيطرة التنظيم في سوريا قبل عام 2017، عندما سيطرت “قوات سوري الديمقراطية” (قسد) بدعم من التحالف الدولي على شرق الفرات، بينما سيطر النظام بدعم من روسيا على غربه.