أدان النظام السوري استهداف إسرائيل لمواطنين فلسطينيين في غزة، بعد ساعات من غارات شنها حليفه الروسي على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، متسببة بمقتل مدني وإصابة خمسة آخرين، إلى جانب قصف النظام لريف إدلب ومحاور ريف حلب الغربي.
وجاء في بيان للخارجية السورية، اليوم، الخميس 29 من شباط، أن “الكيان الصهيوني” يكشف مجددًا عن “وجهه الدموي والفاشي” وذلك من خلال المجازر التي يرتكبها منذ خمسة أشهر تقريبًا، ضد الأبرياء الفلسطينيين، من نساء وأطفال وكبار سن.
وذكرت الخارجية أن الحرب المستمرة التي استخدم فيها “الكيان الصهيوني” كل أنواع الأسلحة ضد الفلسطينيين الأبرياء فاقت الأسلحة الفتاكة التي استخدمها الفاشيون والنازيون في الحرب العالمية الثانية.
بيان الخارجية جاء بعد قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا لفلسطينيين ينتظرون حصولهم على المساعدات، على دوار النابلسي، قرب شارع الرشيد، في القطاع، وتسبب بمقتل 104 فلسطينيين وإصابة 760 آخرين، وفق ما وثقته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ضمن حصيلة غير نهائية.
وسبقت إدانة النظام للقصف الإسرائيلي، غارات جوية روسية على أطراف مدينة إدلب، في الشمال السوري، وثقت بعدها فرق “الدفاع المدني السوري” مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين، وتضرر ممتلكات خاصة، إثر أربع غارات روسية استهدفت ورشة لصناعة الأخشاب (ورشة موبيليا) غربي إدلب.
وذكر “الدفاع المدني” أن فرقه أسعفت عددًا من المصابين، وأخمدت حريقًا اندلع في دراجات نارية في المكان، وتأكدت من عدم وجود مصابين آخرين.
ومنذ صباح اليوم، شن الطيران الروسي غارات جوية بالصواريخ الفراغية على محيط مدينة إدلب، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، بحسب المراصد العسكرية العاملة في المنطقة.
وتزامنت الغارات مع قصف مدفعي لقوات النظام السوري على محيط بلدات جبل الزاوية وآفس ومعارة النعسان بريف إدلب ومحاور ريف حلب الغربي.
الفلسطينيون في سوريا
يعتبر فلسطينيو سوريا من ضحايا قوات النظام السوري وحلفائه، إذ لم تستثنهم انتهاكات النظام المتواصلة بحق السوريين.
ومنذ آذار 2011 حتى تشرين الأول 2022، قتلت قوات النظام 3207 فلسطينيين، بينهم 352 طفلًا و312 سيدة، و497 شخصًا بسبب التعذيب،وفق تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.
ووثقت “الشبكة” في الفترة نفسها ما لا يقل عن 2721 شخصًا من اللاجئين الفلسطينيين بينهم 28 سيدة و21 طفلًا لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في سجون النظام السوري.
وفي السياق نفسه، فإن النظام السوري تسبب في تهجير اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، إلى جانب ملايين السوريين الذين توزعوا بين لجوء في دول الجوار وغيرها، ونزوح في مناطق شمال غربي سوريا.
وتعيش نحو 1635 عائلة فلسطينية في شمال غربي سوريا، تتوزع على مخيم “كللي” شمالي إدلب ومنطقة أطمة وعقربات ودير بلوط ومدينة إدلب، كما يوجد في سرمدا فلسطينيون من عرب الـ48 الذي قدموا إليها بعد تهجيرهم في عام 1948، إضافة إلى وجودهم بريف حلب في كل من اعزاز وعفرين وجنديرس والباب.
وهجّرت قوات النظام وحلفاؤها معظمهم من مخيم “حندرات” بحلب ومخيم “اليرموك” و”خان الشيح” جنوب دمشق إلى الشمال السوري، ويقطنون في تجمعات سكنية خاصة بالمهجرين الفلسطينيين، وجزء منهم يسكن داخل المدن.