الصحفي محمود إبراهيم.. الاعتقال ضريبة التضامن مع السويداء

اعتقل النظام السوري الصحفي في جريدة الثورة، محمود إبراهيم، بعد منشور يظهر تضامنه مع حراك السويداء - 28 شباط 2024 (تعديل عنب بلدي)

camera iconاعتقل النظام السوري الصحفي في جريدة الثورة، محمود إبراهيم، بعد منشور يظهر تضامنه مع حراك السويداء - 28 شباط 2024 (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

مرت ثلاثة أيام على اعتقال الصحفي في جريدة “الثورة” الحكومية محمود إبراهيم، من مدينة طرطوس، إثر دعمه الحراك السلمي في السويداء عبر منشور في “فيس بوك”، دون معرفة مكان وجوده حتى هذه اللحظة.

وذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، لعنب بلدي، أن الصحفي لا يزال محتجزًا حتى الآن، ولا توجد معلومات عن مكان احتجازه أو الجهة التي اعتقلته.

وكان من المقرر أن يجري نقله من القصر العدلي، المكان الذي أوقف فيه، إلى سجن طرطوس المركزي، ولكنه لم يصل.

وتعتقد “الشبكة” أن تدخلًا من طرف الأمن العسكري جرى خلال عملية اعتقاله والتحقيق معه.

وأشارت الشبكة في تقرير لها إلى أن إبراهيم يحتاج إلى الرعاية الصحية وتلقي الأدوية، بسبب معاناته من أمراض متعددة، وهناك تخوف من قبل عائلته على حالته الصحية.

ما القصة؟

نشر إبراهيم، في 25 من آب 2023 بعد خمسة أيام على بداية الحراك في مدينة السويداء جنوب سوريا، “من طرطوس إلى السويداء سلام وألف سلام”، دون إرفاق أي تعليق إضافي.

وبعد يومين كتب عبر صفحته، “عقود من علاقة العمل في وظائف الدولة ومؤسساتها المدنية والجيش… كان لها الأثر البالغ عن عزوف شريحة كبيرة من أبناء الساحل السوري وغيره إلى الإصغاء إلى الأصوات الشاذة المأجورة التي تتهم أبناء السويداء بالخيانة والعمالة”.

وفُسر هذان المنشوران على أن إبراهيم يعلن موقفه من دعم الحراك.

وفي 1 من كانون الثاني الماضي، نشر عن توقف راتبه الشهري دون إنذار رسمي وقانوني من قبل مؤسسة “الوحدة” للطباعة والنشر التي تتبع لها صحيفة “الثورة” إداريًا.

وأضاف أن مدير الصحيفة في طرطوس، وعلى مدى ثلاثة أشهر من توقف راتبه، لم يوضح السبب له واكتفى بنفي ضلوعه بالأمر.

واتهم إبراهيم زميله الصحفي شعبان أحمد، الذي يعمل في نفس الجريدة، بكتابة تقرير أمني بحقه، وخاطب به جهات عليا.

وقبل 10 أيام من نهاية عام 2023، استدعي للتحقيق بفرع الأمن الجنائي في طرطوس.

في منشور كتبه، صباح يوم الاثنين 25 من شباط، قبل جلسة استماع في المحكمة، قال إن تهمًا مرفوعة ضده وهي: دعم عصيان مسلح، خرق دستور الجمهورية العربية السورية، النيل من هيبة الدولة.

إضافة إلى قرار بفسخ العقد المبرم بينه وبين مؤسسة “الوحدة”، ومنع توظيفه في المؤسسات الحكومية.

وجاءت هذه التهم والقرارات ضمن دعوى قضائية رفعت ضده نهاية أيلول 2023.

وتابع المنشور أنه يعلم السبب وراء كتابة تقرير بحقه، وصدور هذه القرارات “المجحفة”، وهو تضامنه مع الحراك السلمي في السويداء.

حراك لم أرى فيه بندقية تتحدى سلطة أو دولة، ولم أشاهد في ساحاته سيافًا ملتحيًا مشهرًا سيفه ليقطع رأس معلم، أو قاضٍ، أو امرأة…

الصحفي محمود إبراهيم

 

دعم خارجي وصمت داخلي

دعمت منظمات حقوقية سورية وإعلامية الصحفي محمود إبراهيم، إضافة لصحفيين وناشطين في الخارج، ودعوا للإفراج عنه.

وشارك الصحفي السابق في جريدة “الوحدة” كنان وقاف، منشور محمود الأخير وعلق عليه “فشة اعتقال”، وكذلك الناشط كمال رستم، وعلق بـ “الحرية للصحفي محمود عبد اللطيف إبراهيم”.

بينما لم يلحظ أي دعم من قبل “اتحاد الصحفيين السوريين” الذي كان إبراهيم عضوًا فيه، ولم يتخذ بدوره أي إجراء لحمايته، واقتصر الدعم الداخلي على أشخاص مقربين منه، قاموا بمشاركة منشوراته والتعليق عليها.

بدورها دعت “رابطة الصحفيين السوريين” (التي تضم صحفيين داخل وخارج سوريا) لحماية الصحفيين في سوريا، وإنهاء المحاكمات التعسفية التي يخضعون لها لمجرد إبدائهم رأيهم ودعمهم لحرية التعبير والرأي، مؤكدة أن الصحفيين والإعلاميين الذين يعيشون في مناطق سيطرة النظام لا يزالون يخضعون للتهديد وعرقلة عملهم الصحفي وصولًا لاعتقالهم ومحاكمتهم وإخفائهم قسريًا.

اعتقال الصحفيين

يستمر النظام السوري باعتقال صحفيين موالين له، إذ اعتقل الصحفي العامل سابقًا في جريدة “الوحدة”، كنان وقاف، بعد كتابته منشورًا عبر “فيس بوك”، تحدث فيه عن عملية خطف قام بها نجل محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، للحصول على مقابل مادي.

واعتقل الصحفي مرتين قبلها، وفي آخر مرة هرب وقاف خارج سوريا دون معرفة المكان الذي ذهب إليه، ونشر في 7 من حزيران 2023، مدونة تحدث فيها عن ظروف اعتقاله لأول مرة.

وفي كانون الثاني عام 2020، اعتق النظام الصحفية في التلفزيون الرسمي، هالة الجرف، بعد يوم من كتابتها منشورًا عبر “فيس يوك”، “ليكن شعارك للمرحلة القادمة (خليك بالبيت) والتزم الصمت المطبق”.

وأفرج النظام عنها تزامنًا مع الإفراج عن وقاف، بتاريخ 3 آيار 2021، بعد أن كانوا قد اعتقلوا بتهم معلوماتية، تتعلق بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصُنفت سوريا من بين الدول الأسوأ على صعيد حرية التعبير، إذ احتلت المركز 175 من 180 في التصنيف السنوي لحرية التعبير الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2023.

اقرأ أيضًا: كنان وقاف.. الصحفي الذي انتقد إهمال الأسد فتخلّى عنه الزملاء

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة