اعتبر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أن تدخل روسيا إلى جانبه بالعمليات العسكرية في سوريا كان حماية لموسكو.
وقال الأسد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام حكومية، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أرسل طائراته العسكرية إلى سوريا “لحماية روسيا وشعبها”.
جاء حديث الأسد خلال لقاء مع مشاركين في “مخيم الشباب السوري- الروسي” اليوم، الأربعاء 28 من شباط.
واعتبر أن بوتين لو لم يشارك في العمليات العسكرية لعانت بلاده من “الإرهاب”.
واستحضر رئيس النظام الذي تُتهم قواته بتنفيذ مجازر وانتهاكات بحق المدنيين السوريين الخطاب الروسي تجاه غزو أوكرانيا، مستخدمًا المفردات نفسها.
وقال، “يعتدي النازيون الجدد في أوكرانيا على المدنيين وتُتهم روسيا”، مشبهًا الأمر بما حصل في سوريا، وهي المصطلحات التي تستخدمها موسكو لتبرر غزوها لأوكرانيا، منذ شباط 2022.
انتهاكات روسية
خلال لقاء متلفز لبوتين، في 14 من كانون الأول 2023، صرح أن القوات العسكرية الروسية موجودة لضمان مصالح روسيا في هذه المنطقة الحيوية من العالم، القريبة جدًا منا، في إشارة إلى سوريا.
وأشار إلى أن بلاده لا تخطط بعد لسحب هذه الوحدات العسكرية من سوريا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس“.
وشكّل التدخل الروسي في سوريا نقطة تحول جذرية في مسار الأحداث الميدانية، إذ استطاع النظام السوري استرجاع مساحات جغرافية واسعة على الخريطة منذ أول غارة نفذها سلاح الجو الروسي في سوريا في 30 من أيلول 2015، منها باتفاقيات روسية- تركية، وأخرى لعبت فيها روسيا دورًا محوريًا مع الأردن وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة.
وأشرفت روسيا على مفاوضات مباشرة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في شمالي ووسط وجنوبي سويا، انتهت بانضمام جزء من فصائل المعارضة لـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا، وتسليم آخرين أسلحتهم، وتهجير الرافضين نحو مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
وخلال التدخل العسكري، شنت القوات الجوية الروسية أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية في سماء سوريا، وفق تصريحات قائد القوات الجوية الروسية الموفدة إلى سوريا، يفغيني نيكيفوروف، على هامش احتفالية للقوات الروسية في قاعدة “حميميم” الجوية بريف اللاذقية، في 12 من آب 2021، بمناسبة الذكرى الـ109 ليوم الطيران القتالي الروسي.
ووفق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، قتلت القوات الروسية 6963 مدنيًا منذ تدخلها في سوريا، فيما قتل على يد قوات النظام 201 ألفًا و234 مدنيًا.
وفي 2019، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تسجيلات صوتية قالت إنها تعود إلى سلاح الجو الروسي، في أثناء تنفيذه عمليات قصف في سوريا.
وذكرت الصحيفة أنها حصلت على اتصالات أجراها سلاح الجو الروسي في أثناء قصفه لمنشآت طبية، من خلال فك رموز آلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الروسية، موثقة أشهرًا من نشاط الطيارين.
ويظهر التحقيق قصف الطائرات الروسية أربعة مستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، منها قصف لمستشفى “نبض الحياة” في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، في 5 من أيار 2023.
النظام السوري وأوكرانيا
في 30 من حزيران 2022، قطعت أوكرانيا علاقتها مع النظام السوري، بعد اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين وفرضت حظرًا تجاريًا وعقوبات على كيانات وأفراد من النظام السوري.
ويقف النظام إلى جانب موسكو في غزوها لأوكرانيا منذ بدئه في 24 من شباط 2022.
وفي وقت لاحق، ألغت اتفاقيات تعاون مشتركة مع حكومة النظام، في مجالات اقتصادية وتجارية وفنية، بهدف “حماية مصالحها الوطنية”، وفرضت عقوبات على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ورئيس الحكومة، حسين عرنوس، ووزير الخارجية، فيصل المقداد، كما أرسلت أوكرانيا مساعدات إنسانية إلى المناطق التي تضررت بالزلزال في شمال غربي سوريا، خارج سيطرة النظام.
كما تتهم كييف النظام السوري بسرقة الحبوب الأوكرانية، وأحدث ما جاء بهذا الخصوص الطلب الذي قدمه مسؤولون أوكرانيون، في 24 من آب 2023، بمنع سفينة شحن سورية محملة بالحبوب الأوكرانية المسروقة من الرسو في ميناء طرابلس اللبناني.
ونقلت وكالة” رويترز” عن البعثة الأوكرانية حينها، أن السفينة “فينيقيا” كانت تنقل ستة آلاف طن متري من مادة الذرة، التي اعتبرتها مسروقة من ميناء “سيفاستوبول” على البحر الأسود.
–