إدلب.. متظاهرون يرفضون سياسة “تحرير الشام” ويطالبون بتبييض السجون
شهدت مدينة إدلب مظاهرة رافضة لسياسة “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في المنطقة، ومطالبة بإسقاط قائدها “أبو محمد الجولاني”، وبالإفراج عن المعتقلين.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب أن عشرات الأشخاص من ناشطين ومدنيين تجمعوا قرب دوار “الساعة” منتصف المدينة، وطالبوا بوقف تعذيب المعتقلين، وتبييض السجون وتنحي قائد “الهيئة”، “أبو محمد الجولاني”، ومحاسبة المعتدين بحق المعتقلين.
وتوعد المتظاهرون باستمرار الاحتجاجات حتى تنفيذ المطالب، مستنكرين سياسة “تحرير الشام” التي وصفوها بأنها أشبه بالنظام السوري وأفرعه الأمنية.
وبعد تجمعهم عند دوار “الساعة” جال المتظاهرون مساء اليوم، الثلاثاء 27 من شباط، في شارع رئيس بإدلب (من دوار الساعة حتى حي الضبيط) مرددين هتافات إسقاط “الجولاني” وتبييض السجون.
تعذيب وقتل
تأتي المظاهرة عقب حالة غضب بين أوساط المدنيين والعسكر شهدتها المدينة، إثر مقتل عنصر من فصيل “جيش الأحرار” في سجون “هيئة تحرير الشام”، إثر تعذيب تعرض له على خلفية ملف “العمالة” الذي يعصف في صفوف “الهيئة” منذ عام.
وعلمت عنب بلدي من أقرباء القتيل عبد القادر الحكيم، المعروف بـ”أبو عبيدة تل حديا”، ومصادر في الفصيل الذي ينضوي فيه، أنهم علموا بتصفيته في سجون “الهيئة” منذ نحو خمسة أشهر، وتأكدوا من ذلك في 24 من شباط الحالي، بعد ضغوط على “تحرير الشام” لمعرفة مصيره، عقب اعتقاله منذ قرابة عشرة أشهر.
وبعد خروج قيادات وعناصر “تحرير الشام” في حملة الإفراج الجماعي نهاية كانون الثاني الماضي، طالب أهله بمعرفة مصيره ليتم إخبارهم أنه مات ودفن في مقبرة بمنطقة الشيخ بحر بريف إدلب الغربي، منذ خمسة أشهر.
وبعد معرفة مقتل “أبو عبيدة” ودفنه، رفض أهله إقامة عزاء قبل أن يتسلموا جثته، لتقوم “تحرير الشام” بإرشادهم إلى قبره، فتوجه رتل عسكري لـ”جيش الأحرار” إلى منطقة الشيخ بحر، ونقلو الجثة وشيعوه في عدة مناطق من ريف إدلب، وتم دفنه في بلدة تفتناز شرقي إدلب.
ورافقت الرتل هتافات تتهم “الهيئة” وقائدها “أبو محمد الجولاني” بـ”العمالة والظلم”، وسط حالة من الغضب الشعبي سادت بين أوساط أهالي تل حديا وريف حلب الجنوبي عمومًا، خاصة بعد أن تبيّن أن “الهيئة” جهّزت قبرًا وشاهدة باسم الشاب وتاريخ وفاته بوقت حديث، أي بعد فضح مصيره.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثّقت انتهاكات “تحرير الشام” منذ الإعلان عن تأسيس “جبهة النصرة” في سوريا في كانون الثاني 2012 حتى نهاية عام 2021، وأحصت مقتل ما لا يقل عن 505 مدنيين على يد “الهيئة”، بينهم 71 طفلًا و77 سيدة، و28 قُتلوا تحت التعذيب، إضافة إلى ما لا يقل عن 2327 شخصًا لا يزالون قيد “الاحتجاز التعسفي” أو الاختفاء القسري في سجونها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :