“الاستجرار غير المشروع” يترك مدينة رأس العين دون كهرباء
تعاني مدينة رأس العين شمال غربي محافظة الحسكة من تكرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر ودون سابق إنذار، ما يترك المدينة في ظلام دامس لساعات طويلة.
ومع حلول فصل الشتاء يزداد الوضع سوءًا، إذ تتجاوز مدة انقطاع الكهرباء أكثر من 7 ساعات بشكل متواصل في أحياء رئيسة بالمدينة، بحجة “مكافحة الاستجرار غير المشروع للكهرباء”.
ماجد البهو، المقيم في مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن انقطاع الكهرباء العشوائي تكرر كثيرًا مؤخرًا خاصة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، دون وجود برنامج واضح لساعات القطع والوصل.
القطع العشوائي للكهرباء اضطر ماجد البهو لاستدانة مبلغ 600 دولار أمريكي لتركيب بطاريات أنبوبية تمكنه من تشغيل الكهرباء في المنزل، خاصة في أثناء الليل.
من جانبها، اشتكت سلمى الزيد، المقيمة في رأس العين، من الانقطاع المتكرر في حارة “حرب” من قبل شركة الكهرباء، معتبرة أن الشركة تقطع الكهرباء بحجة مكافحة ظاهرة التجاوزات على الشبكة الكهربائية.
لا توجد لدى سلمى إمكانيات مالية لديها لتشغيل مولدة كهرباء بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، إذ وصل سعر المازوت الأوروبي أو التركي إلى أكثر من 50 ليرة تركية لليتر الواحد، ما يجعلها تعتمد في المساء على بطارية الدراجة النارية لتشغيل مصابيح “LED” الصغيرة.
وطالبت سلمى بوقف سياسة “العقاب الجماعي” للمدينة من قبل شركة الكهرباء، وقطع التيار عن المتجاوزين فقط وليس عن الجميع.
يعد أصحاب المحال التجارية من أكثر المتضررين من انقطاع الكهرباء، خاصة أصحاب محال المواد الغذائية، إذ تسبب خسائر كبيرة، بحسب ما قاله عليوي العاقوب وهو صاحب محل أجبان وألبان يقيم في حارة “الزعيم” بمدينة رأس العين.
أكد عليوي خلال حديثه لعنب بلدي أن هذا الانقطاع العشوائي المتواصل لأكثر من سبع ساعات أفسد كثيرًا من المواد الغذائية لديه، خاصة الأجبان والألبان التي تحتاج إلى تبريد دائم للحفاظ على جودتها.
لتفادي المزيد من الخسارة، قام عليوي بتركيب منظومة طاقة شمسية لمحله بهدف الحفاظ على المواد الغذائية، بتكلفة بلغت حوالي 1100 دولار أمريكي.
تأثير انقطاع الكهرباء في المنطقة يعد الأسوأ على المرضى ممن يحتاجون إلى تشغيل أجهزة طبية بشكل مستمر للحفاظ على صحتهم.
محمد صوفي قال إنه يعتمد على جلسات إرذاذ مستمرة في المنزل لعلاج الربو الحاد الذي أصابه منذ سنوات.
وأوضح محمد أنه في أوقات انقطاع الكهرباء يتعرض لعدة نوبات من الاختناق نتيجة عدم عمل جهاز الإرذاذ، ما يتسبب في تفاقم حالته الصحية، وقد تتطلب علاجًا طويل الأمد.
وليس لدى محمد القدرة المالية الكافية لشراء بطاريات وجهاز تحويل الكهرباء بكلفة 500 دولار لتشغيل جهاز الإرذاذ بشكل مستمر، بحسب قوله.
السرقات تهدد استقرار الكهرباء
مصدر مطلع على عمل شركة الطاقة الكهربائية “AK ENERGY” العاملة في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس لانقطاع التيار الكهربائي المستمر عن مدينة رأس العين يعود إلى حوادث السرقات الكبيرة في المنطقة، ما سبب خسائر فادحة للشركة.
وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه أو طبيعة عمله،أن الشركة تقوم بقطع التيار عن جزء من الأحياء أو الشوارع في المدينة نتيجة للتجاوزات الكبيرة على الشبكة، وخاصة في فترة الليل، مضيفًا أن الشركة تعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية على مكافحة هذه الظاهرة، ومن ثم سيتم توفير التيار الكهربائي على مدار الساعة للمدينة.
أُسست شركة “Ak Energy” في ولاية كلّس التركية وتعود ملكيتها للسوري إبراهيم خليل وثلاثة أشخاص أتراك، وبدأت الشركة أعمالها بأرياف حلب في 1 من حزيران 2017، وحصلت على ترخيص رقم “9123455” من غرفة الصناعة والتجارة في ولاية غازي عينتاب التركية.
وقعت الشركة أول عقودها مع المجلس المحلي في رأس العين وتل أبيض في آذار 2021، ويتضمن وصول التيار الكهربائي إلى مدينة رأس العين وريفها، وفق حديث لعنب بلدي مع رئيس المجلس المحلي في رأس العين سابقًا، مرعي اليوسف.
وينص عقد الشركة مع المجلس المحلي على تغذية المدينة والريف خلال عام فقط، لكن الشركة تخلفت عن العقد المبرم حيث استغرق إيصال الكهرباء إلى مدينة رأس العين بشكل كامل أكثر من عامين.
وكان من أبرز بنود العقد، صيانة البنية التحتية للكهرباء في المدينة والريف، لكن لم تستبدل البنية التحتية للكهرباء، وجرى توصيلها بشكل عشوائي، ولا تزال المدينة تعاني من انقطاعات متكررة نتيجة لذلك.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :