مسابح شتوية في إدلب.. خدمة مقبولة لكن الأسعار مرتفعة
انتشرت مسابح شتوية في محافظة إدلب تؤمن خدمات الاستحمام وجلسات الاسترخاء والسهرات الشبابية، مع توفر وسائل لتسخين المياه.
وشكلت حالة الهدوء النسبي في المنطقة بيئة حفزت عشرات المشاريع الاستثمارية، لكن ارتفاع تكاليف الخدمات التي تقدمها هذه المسابح جعلها غير متاحة أمام كثير من الأهالي.
أطلق محمد الحمصي هذه الخدمة في مدينة الدانا من خلال مسبح افتتحه شتاء 2022، ويعمل بموجب الحجوزات الخاصة.
وتتفاوت أجور ساعات الحجز بين الليل والنهار وأيام العطل، وعادة ما يكون الحجز النهاري للمسبح بالكامل 40 دولارًا أمريكيًا لمدة 6 ساعات، بينما يتراوح الحجز الليلي بين 50 و60 دولارًا، وفق الحمصي، الذي أوضح لعنب بلدي أن المسبح يتيح للزوار إمكانية الحجز لساعتين متواصلتين فقط، لمراعاة ارتفاع التكلفة.
كما يقدم حجوزات تصل لمدة شهر أيضًا حيث يمكن للزبون الإقامة في المسبح كما يقيم في منزله.
وقال محمد، وهو مالك المسبح، إن المشروع يلقى إقبالًا ملحوظًا ومعظم من يزور المسبح يقرر إعادة التجربة، لما يلاقيه من خدمات مميزة وجلسات هادئة.
من جانبه، عمل أحمد حاج حمدان، صاحب مسبح “النعيم” بمدينة بنش، على تحويل مسبحه لتقديم خدماته الشتوية، نهاية 2023، عبر سقفه وتركيب جهاز تسخين المياه.
وقال أحمد إنه جهز المسبح بصالة جلوس وحمامات الماء بالإضافة لغرف تبديل الملابس والمطبخ وملحقاته، وسط أجواء دافئة تمنح الزوار حرية الحركة رغم الأجواء الباردة.
وأوضح أحمد حاج حمدان أنه اعتمد رسومًا لدخول المسبح تحقق أجرة التكلفة فقط، نظرًا لقلة الإقبال، وهي دولاران لدخول الفرد لمدة تتراوح بين ساعة وثلاث ساعات، أما الحجوزات العائلية أو الشبابية الخاصة المغلقة فإن تكلفة الساعة خلال النهار هي ثمانية دولارات، وعشرة دولارات في الليل.
مرجل لتسخين المياه
يستخدم المرجل لتسخين مياه المسبح، وهو جهاز مستورد من تركيا يعمل على تسخين المياه باستخدام وقود الفحم الحجري عبر عملية التبادل الحراري بين مياه المسبح والمياه الساخنة المندفعة من الجهاز، الذي يجري التحكم به عبر شاشة ديجيتال، وفق ما أوضح محمد الحمصي.
ويحتاج المرجل إلى حوالي 20 كيلوجرامًا من الفحم الحجري في الساعة، للحفاظ على درجة حرارة المياه، بينما يستهلك من 400 إلى 500 كيلوجرام من الفحم خلال ست إلى تسع ساعات، عند تسخين المياه لأول مرة، وذلك لتبديل وتنظيف مياه المسابح.
أجواء برائحة الصابون
يرغب الزبائن بزيارة الحمامات والمسابح الساخنة كنوع من الترفيه، حيث يجتمع الأصدقاء بعيدًا عن أعباء الحياة، وفي أجواء مشبعة برائحة صابون الغار وبخار المياه الدافئة.
عدنان المحمد (33 عامًا) من سكان مدينة الدانا بريف إدلب، اعتبر أن انتشار مشاريع الرفاهية بما فيها المسابح الشتوية، يعطي انطباعًا مريحًا بعيدًا عن أجواء الحرب، موضحًا أنه زار المسبح لمرة واحدة فقط، وأعجب بالأجواء لكنه لا يستطيع تكرار التجربة، بسبب ارتفاع التكلفة.
وقال ماجد عوض (29 عامًا) ويقيم في إدلب، إن التكلفة تعتبر قليلة مقارنة بخدمات أخرى، وإن جلسات الشتاء في حمام ساخن لا تعوض.
يزور ماجد المسبح شهريًا، مع مجموعة من أصدقائه “نحجز المسبح لساعتين أو ثلاث، ونجمع أكبر قدر ممكن من الشباب لتنخفض التكلفة على كل فرد”، قال ماجد.
أجور المسابح في إدلب ليست منخفضة عند مقارنتها بأجور العمال التي تتراوح بين 60 و100 ليرة تركية في اليوم (نحو ثلاثة دولارات)، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة.
ورغم أن المياه في إدلب تعاني من بعض المشكلات كقلة عدد ساعات الضخ، واعتماد بعض المناطق على مياه الصهاريج (تصل تكلفة كل عشرة براميل لحوالي 3.5 دولار، أي نحو 100 ليرة تركية)، فإن تسخينها ضمن المنازل يعتبر متاحًا لشريحة كبيرة من الأهالي، لاعتمادها على عدة وسائل كالكهرباء والغاز والمازوت، في التسخين، وهي ذات تكلفة معقولة لا تتجاوز 1 دولار لتوفير 200 ليتر من المياه الساخنة.
كما يمكن الاعتماد على الحطب أو كل ما يمكن اشتعاله كالبلاستيك والنايلون لتوفير مياه ساخنة في الحمامات المنزلية بتكلفة منخفضة.
اقرأ المزيد: المياه تعود إلى إدلب بعد أزمة انقطاع.. الآثار لم تنته بعد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :