أسعار الغاز شرقي سوريا تربك السكان.. قد تنخفض قريبًا
تستمر “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا باعتماد آليتها المحدّثة لتوزيع أسطوانات الغاز بسعر عشرة دولارات أمريكية، عبر “الكومينات” (المخاتير) والمجالس المحلية في جميع المناطق التي تسيطر عليها، وهو ما أفرز مشكلات اشتكى منها بعض السكان.
ويرفض بعض الأهالي ممن التقتهم عنب بلدي تسعيرة “الإدارة الذاتية”، التي جاءت بعد توقف معمل “السويدية”، الذي كان يخدم شمال شرقي سوريا بمادة الغاز.
زاهر، من أهالي حي حلكو في مدينة القامشلي، أعرب عن رفضه لرفع سعر أسطوانة الغاز الذي لا يتناسب مع الراتب الذي يتقاضاه كموظف في إحدى مؤسسات “الإدارة الذاتية”، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الأهالي تقدموا بشكاوى عديدة لإدارة المحروقات، طالبين تعديل سعر أسطوانة الغاز أو تحويل الرواتب إلى الدولار الأمريكي لمواكبة الارتفاع، معتبرًا أن رفع سعر الغاز إلى عشرة دولارات “استغلال لحاجة الناس” من قبل الجهات المسؤولة.
ويرى الشاب أن هذا الإجراء يؤثر سلبًا على قدرتهم الشرائية وظروف حياتهم اليومية، خصوصًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان المحافظة.
توقعات بخفض الأسعار
وكانت “الإدارة الذاتية” التي تعتبر المظلة السياسية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، قررت رفع أسعار الغاز في مناطق سيطرتها، وأرجع مسؤولون في “الإدارة” أسباب الرفع إلى الغارات التركية التي أضرت بالبنى التحتية بالمنطقة.
مصدر مسؤول في لجنة المحروقات، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي إن قرارًا بخفض أسعار المحروقات يخضع لمراجعة من قبل “الإدارة”، بهدف النظر في تخفيض سعر أسطوانة الغاز مجددًا خصوصًا بعد الاعتراضات المتكررة على السعر الحالي.
وأضاف أنه من المتوقع أن تصدر في الفترة المقبلة تسعيرة جديدة تتراوح بين 40 إلى 50 ألف ليرة سورية، بعدما كانت تصل إلى نحو 150 ألف ليرة (عشرة دولارات).
الموظف أشار إلى أنه يتم العمل بجدية من قبل فرق الصيانة لإعادة تأهيل معمل “السويدية”، ونوّه إلى أن ارتفاع سعر الغاز جاء بسبب لجوء “الإدارة الذاتية” لاستيراد الغاز من العراق كحل إسعافي لتوفير الغاز بأسعار معقولة وتخفيف الضغط على السكان.
أين احتياطي الغاز؟
فهد حجو، من سكان مدينة القامشلي وعامل على بسطة في سوق المدينة، أبدى قلقه إزاء تأثير ارتفاع أسعار الغاز على القدرة الشرائية للمواطنين، سواء كانوا موظفين أو عمالًا يتقاضون أجرًا يوميًا.
ويتساءل فهد عن احتياطي إنتاج معمل “السويدية” من الغاز، إذ يتردد على مسامعه أن لكل معمل لإنتاج الغاز منسوب احتياطي تحتفظ به الحكومة للحالات الطارئة، وهو ما لم يظهر مؤخرًا في شمال شرقي سوريا، بحسب تعبيره.
وأضاف أن أسطوانة الغاز الواحدة لكل عائلة كانت متوفرة شهريًا وفقًا لبطاقة المحروقات بسعر 10 آلاف ليرة سورية، بينما كان سعر الأسطوانة في السوق السوداء يتراوح بين 100 و150 ألف ليرة.
وبعد الغارات التركية منتصف كانون الأول 2023، ارتفع سعر الأسطوانة لدى “الكومينات” إلى 10 دولارات (145 ألف ليرة)، مما جعل الأوضاع أكثر تعقيدًا وصعوبة للمواطنين.
موظف في محطة “السويدية” لإنتاج الغاز، تحفظ على اسمه لمخاوفه الأمنية، قال لعنب بلدي إن “الإدارة الذاتية” سعت لبيع مخزون المحطة من الغاز لسكان المنطقة بسعر 10 دولارات، مدعية أن الغاز استورد من إقليم كردستان العراق، وأضاف أن مسؤولي “الإدارة الذاتية” أكدوا أنها ستوفر الغاز بسعر التكلفة لسكان المنطقة.
فيما صرح مصدر مسؤول في الإدارة الذاتية لوكالة “نورث بريس” أن تسعيرة تبديل أسطوانة الغاز المنزلي بعشرة دولار هي “تسعيرة مؤقتة” حتى إصلاح منشأة غاز “السويدية” بريف المالكية شمالي سوريا.
وأضاف أن أولوية “الإدارة” في الوقت الحالي تأمين المادة للسكان، وأنهم “لا يفكرون بأي ربح من عمليات التبديل”.
المسؤول أشار إلى أن الغاز يستورد بالكامل من إقليم كردستان العراق في الوقت الحالي، والتسعيرة الجديدة هي سعر التكلفة، وذكر أن التسعيرة ستعود إلى ما كانت عليه سابقًا بعد إكمال عمليات الصيانة في منشأة السويدية، بحسب “نورث برس”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :