تتراجع فاعلية ألواح الطاقة الشمسية خلال فصل الشتاء بسبب الجو الغائم وقصر ساعات النهار، ما يضع أهالي مدينة رأس العين، غربي الحسكة، أمام معاناة موسمية لاعتمادهم على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، فيحد ضعف تغذية الألواح من شحن البطاريات، ما يعني كهرباء أقل.
ويلجأ سكان ريف رأس العين إلى الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية كمصدر رئيس للكهرباء منذ عام 2019، بسبب المعارك التي دارت بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الجيش السوري الوطني” (مدعوم من تركيا) ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الريف بالكامل.
ياسر الصوفي من قرية حميد، قال لعنب بلدي، إنه يعاني منذ بداية فصل الشتاء من انقطاع يومي للكهرباء نتيجة الأجواء الغائمة، موضحًا أن أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة في منزله لا تكفي لتشغيل الأجهزة الأساسية، كالبراد ومضخة المياه، كما أنه لا يشغل مولدة الكهرباء إلا عند الضرورة، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.
من جانبه، قال فيصل الرستم، من أهالي قرية المناجير، إنه كان متفائلًا عندما قام بتركيب منظومة طاقة شمسية متكاملة في الصيف بمبلغ 1250 دولارًا أمريكيًا.
وأوضح فيصل لعنب بلدي أن المنظومة عالية الفاعلية في الصيف، وتقوم بتشغيل جميع الأجهزة المنزلية، مثل البراد والغطاس وجهاز التكييف، لكن منذ بداية فصل الخريف فقدت البطاريات قدرتها على الصمود، لتتوقف ألواح الطاقة الشمسية تمامًا عن العمل، منذ بداية كانون الأول 2023، بسبب الغيوم الكثيفة والأمطار.
ويعتمد الرجل حاليًا على شحن البطاريات باستمرار من خلال سيارته، لتوفير الإضاءة للمنزل، بينما تتوقف الأجهزة الأخرى عن العمل، بسبب ضعف شحن البطاريات.
تأثير على حركة السوق
غياب فاعلية الطاقة الشمسية في الشتاء تخطى التأثير على الاستخدام الفردي للعائلات، ليشمل المشاريع الاقتصادية الصغيرة، ويوقع خسائر بأصحابها، ويؤثر على ديمومة أعمالهم واستقرارهم المالي، ويزيد معاناتهم، في ظل تحديات اقتصادية راهنة.
عبد العزيز سارية، صاحب محل لبيع اللحوم المجمدة في قرية أبو الصون، لفت إلى تأثر حركة البيع بوضع الطاقة الشمسية، فالمبيعات انخفضت بشكل فارق، لعدم قدرة الثلاجات على توفير التبريد المطلوب أو الحفاظ على جودة اللحوم المجمدة، وهو ما يهدد بتلفها.
وقال عبد العزيز لعنب بلدي، إنه اضطر لإغلاق محله التجاري بشكل مؤقت، حتى نهاية الشتاء، على اعتبار أن بدائل توفير الطاقة باهظة الثمن، وهو ما فسره حميد السلمان، صاحب محل يبيع ألواح الطاقة الشمسية في رأس العين، بأن الحالة تتطلب زيادة سعة بطاريات الطاقة الشمسية أو تركيب أنظمة طاقة هجينة (كهروضوئية).
وبرأي عبد العزيز، فالأهالي بحاجة أنظمة طاقة شمسية أكثر فاعلية، وهو أمر متعذر بسبب ارتفاع التكلفة، وضعف الإمكانيات المادية، ما يستدعي دعمًا حكوميًا في هذا المنحى، بحسب رأيه.
ويصل سعر لوح الطاقة الهجين (كهروضوئي) إلى أكثر من 150 دولارًا أمريكيًا، مقارنة باللوح العادي الذي لا يتجاوز سعره 40 دولارًا، وفق صاحب محل بيع ألواح الطاقة.
ضحية للصراعات والتجاهل
يعاني سكان ريف رأس العين من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من 4 سنوات، وهي ضمن مناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة”.
وتتولى شركة “AK Energy” إدارة قطاع الكهرباء في المنطقة، لكن الكهرباء غائبة تمامًا عن الريف منذ 2019، إلى جانب انقطاع شبه يومي في المدينة، يتراوح بين 8 و9 ساعات متواصلة، في الفترة الليلية الممتدة إلى الصباح.
مصدر مسؤول ضمن شركة الكهرباء “AK Energy” في رأس العين قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن السبب الرئيس لعدم وصول الكهرباء التركية للريف الغربي والشرقي هو كمية السرقات الكبيرة في المدينة.
وبيّن المصدر (تحفظ على ذكر اسمه كونه غير مخوّل بالتصريح) أن الشركة تتكبد خسائر فادحة، ما دفع لتأجيل مشروع الريف حتى معالجة وضبط التجاوزات على الشبكة الكهربائية قبل إيصال الكهرباء للريف بشكل كامل.
اقرأ المزيد: ريف رأس العين بلا كهرباء منذ أربع سنوات ..” AK” تماطل
–