قتل 14 شخصًا من جامعي فطر الكمأة في بادية الرقة، إثر انفجار لغم أرضي بسيارة كانت تقلهم، إلى جانب ثمانية جرحى نقلوا لتلقي العلاج، في حادثة هي الثالثة من نوعها خلال 24 ساعة.
وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، الأحد 25 من شباط، إن 14 مدنيًا قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بجروح إثر انفجار لغم في بادية الرقة، في أثناء عملهم بجمع الكمأة.
ونقلت الوكالة عن محافظ الرقة، عبد الرزاق خليفة، أن الانفجار حصل خلال عمل بعض المدنيين بجمع الكمأة في بادية الرقة، مشيرًا إلى أن الجرحى يتلقون العلاج حاليًا وهم بحالة جيدة.
وبينما لم يشر المحافظ إلى تفاصيل الحادثة، تداول ناشطون وحسابات إخبارية منها “الشرقية 24“، عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا يظهر سيارة متضررة إثر انفجار لغم أرضي فيها، ما خلف قتلى وجرحى.
“مركز الرقة الإعلامي“، وهو حساب إخباري معارض، قال إن معظم القتلى من النساء، وينحدرن من بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، مشيرًا إلى أن اللغم انفجر في منطقة جبل الطار السبيعي جنوب منطقة الرصافة.
الحادثة هي الثالثة من نوعها خلال 24 ساعة، إذ قتل عنصران من قوات النظام السوري خلال عملهما بجمع فطر الكمأة، بحسب موقع “نهر ميديا” المتخصص بنقل أخبار محافظة دير الزور.
وأضاف الموقع أن القتيلين هما عبد الوهاب الهروس يبلغ من العمر 27 عامًا، ورافع الحسين ذو الـ40 عامًا، مشيرًا إلى أن لغمًا أرضيًا انفجر بهما في منطقة الشولا ببادية دير الزور الغربية.
سبق ذلك بساعات مقتل خمسة مدنيين في أثناء عملهم جمع الكمأة في ناحية عقريبات شرقي منطقة سلمية بريف حماة الشرقي، إثر انفجار لغم أرضي، بحسب ما نقلته “سانا“.
ويعتبر قطاف فطر الكمأة من الأنشطة الموسمية الزراعية المهمة في المحافظة الشرقية من سوريا، ومصدرًا للرزق للعديد من العائلات، خصوصًا تلك التي تسكن في مناطق البادية الممتدة بين الجنوب والشمال السوري بمحاذاة الحدود العراقية.
نشاط جمع الكمأة رافقته خلال السنوات الماضية عديد من المخاطر، إذ تعرضت مجموعات كبيرة من المزارعين وهواة جمع الكمأة إلى الخطف، وقُتل عدد منهم، إلا أن هذا النشاط لا يزال مستمرًا حتى اليوم.
من أبرز المخاطر التي يواجهها جامعو الكمأة انفجار الألغام، وتعتبر إلى جانب مخلّفات الحرب من مسببات الموت الرئيسة للعمال في هذا المجال.
وتعرض ممتهنو جمع الكمأة شرقي سوريا لهجمات مختلفة، أبرزها كان في شباط 2023، عندما قُتل 53 مدنيًا بهجوم اتُهم تنظيم “الدولة الإسلامية” بتنفيذه بحسب الرواية الرسمية، خلال عملهم في جمع الكمأة، إلى جانب العشرات من المفقودين بينهم عناصر من قوات الشرطة، جنوب شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
ويتهم معارضون، النظام السوري والميليشيات الإيرانية بالوقوف خلف هذه الهجمات والاستهدافات، بينما لا تتوافر معلومات من مصدر محايد حول المسؤولية عن هذه الاستهدافات.
اقرأ أيضًا: الكمأة شرقي سوريا.. فرصة “بين الألغام”