الحسكة.. عملية أمنية لـ”قسد” لمواجهة تصاعد نشاط تنظيم “الدولة”
قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إنها أطلقت عملية أمنية لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة الحسكة، حيث ارتفعت وتيرة عمليات التنظيم خلال الشهرين الماضيين، ودخلت الحدود الإدارية للمدن للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات.
وأضافت “قسد” في بيان، الأحد 26 من شباط، أن فرق العمليات العسكرية التابعة لها، نفذت قبل أيام عملية استهدفت مجموعة من خلايا تنظيم “الدولة” في مدينة الحسكة.
وذكرت أن العملية أسفرت عن إلقاء القبض على 16 عنصرًا من التنظيم ممن تورطوا بتنفيذ عمليات طالت عناصر من “قسد”، إلى جانب آخرين قدموا تسهيلات ودعمًا لعناصر التنظيم وساعدوهم في تنفيذ عملياتهم.
وأشارت إلى أن قواتها تمكنت من ضبط أسلحة ومعدات عسكرية خلال العملية.
العملية جاءت بعد تصاعد حدة عمليات التنظيم خصوصًا في شمال شرقي سوريا، منذ مطلع العام الحالي، وفق إحصائيات التنظيم لعملياته بالمنطقة.
التنظيم تحدث في 23 من شباط الحالي عبر صحيفته الرسمية “النبأ” عن أنه نفذ أربع عمليات في سوريا، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا، معظمهم من قوات النظام السوري، إلى جانب آخرين من “قسد” بمحافظة دير الزور.
وتوزعت عمليات التنظيم بين محافظتي حمص والحسكة، بمعدل عمليتين لكل منهما.
وفي محافظة الحسكة، قال التنظيم إنه نفذ هجومين داخل المدينة، لأول مرة منذ سنوات، إذ ستهدف عنصرين من “قسد” في حي الصالحية بمدينة الحسكة، سبق ذلك بنحو أسبوع هجوم مشابه في حي المفتي بالمدينة نفسها.
خيارات محدودة
في تقرير سابق أعدته عنب بلدي حول دخول عمليات التنظيم إلى أحياء المدن في مناطق سيطرة “قسد”، ذكر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية عرابي عرابي، أن دخول عمليات التنظيم إلى المدن بعد كل هذه المدة يدل على وجود شبكة أمنية تعمل على جمع المعلومات وتسهيل الأمور اللوجستية والمقرات لخلاياه.
وأضاف أن خطورة هذا النوع من الاستهدافات يكمن بتعقيدات عملية الملاحقة، إذ يعتبر تتبع الخلايا في المدن أكثر صعوبة مما هو عليه في الأرياف المفتوحة.
الباحث قال لعنب بلدي إن “قسد” لم تحرز أي تقدم في مواجهة التنظيم بالرغم من العمليات الأمنية والاعتقالات التي تنفذها ضمن مناطق سيطرتها.
وأرجع أسباب غياب الأثر إلى أن التنظيم تأقلم مع خطوات “قسد” الأمنية منذ أكثر من عام، إذ صارت تحركاتها الأمنية متوقعة، ويمكن تفاديها.
الباحث اعتبر أن تصاعد وتيرة عمليات التنظيم، ودخولها نطاق المدن، يشير إلى اختراق أمني في صفوف “قسد” يسرب معلومات كثيرة لصالح التنظيم، ولجهات كثيرة أخرى.
وبالنسبة لـ”قسد” فإن الخيارات قليلة، وأغلبها تنقلب عليها في نهاية المطاف، سواء عن طريق تصعيد الاعتقالات أو الحملات الأمنية، إذ تنعكس على شكل زيادة بوتيرة عمليات الاستهداف.
النظام عاجز و”قسد” تحاول
على مدار السنوات الماضية، كان تقدير عمليات التنظيم الأسبوعية ممكنًا، إذ لم تتجاوز 20 استهداف أسبوعيًا، وفي أقصى حالاتها كان يقع 10 منها في مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي سوريا.
ومنذ مطلع العام الحالي، تجاوزت عمليات التنظيم حدودها المعهودة، إذ أعلن الأخير عن تنفيذ 32 عملية في خلال الأسبوع الأول من 2024، ثم عاد ليعلن عن 34 عملية خلال الأسبوع الذي تلاه، وتوزعت هذه العمليات بين مناطق سيطرة النظام السوري، و”قسد”.
وفي الوقت الذي تعمل “قسد” فيه بالشراكة مع التحالف الدولي (86 دولة) تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق، يقف النظام عاجزًا أمام تصاعد حدة عمليات التنظيم خصوصًا في منطقة البادية السورية التي سيطر عليها النظام عام 2017، على حساب التنظيم.
ولم ترتفع وتيرة عمليات التنظيم في مناطق سيطرة النظام السوري وسط سوريا منذ أكثر من عام، إذ اعتمد التنظيم على استراتيجية الاستهداف بعبوات ناسفة، والكمائن الخاطفة باستهداف أرتال عسكرية لقوات النظام في المنطقة خلال العام الماضي.
ورغم الحملات الأمنية المتكررة التي أطلقها النظام لمكافحة التنظيم في سوريا، لم يحدث أي فرق على أرض الواقع، حتى مع الغطاء الجوي الروسي الذي تؤمنه موسكو لهذه العمليات، والدعم البري للميليشيات الإيرانية في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :