اضطرابات المفصل الفكي الصدغي

د. أكرم خولاني

قد يعاني بعض الناس صداعًا مزمنًا لا يستجيب للعلاجات التقليدية، أو ألمًا في الأذن أو حولها أو أمامها، أو شعورًا مزعجًا عند المضغ أو طقطقة عند فتح الفم.

وغالبًا ما تعود كل هذه الشكايات إلى وجود اضطراب في المفصل الفكي الصدغي بإحدى جهتي الفك أو في كلتيهما.

ما المقصود باضطرابات المفصل الفكي الصدغي

المفصل الفكي الصدغي (Temporomandibular Joint or TMJ) هو مفصل يقع على جانبي الوجه أمام الأذنين مباشرة، ويربط عظم الفك السفلي بالعظم الصدغي في الجمجمة، حيث يوجد مفصل واحد على كل جانب من جانبي الفك، وينزلق هذا المفصل ليؤمّن حركات فتح الفم والتحدث والمضغ.

أما مصطلح “اضطرابات المفصل الصدغي الفكي” (Temporomandibular Joint Disoreders or TMD)، أو ما بات يعرف بـ”الاضطرابات الصدغية الفكية”، فهو يشير إلى أي خلل وظيفي في المفصل الفكي الصدغي، وقد تشمل الاضطرابات كلًا من مشكلات المفصل الفكي الصدغي، والعضلات الماضغة، وحزم الأنسجة الليفية التي تربطها (اللفافة).

وقد تكون الحالة حادة أو مزمنة، وقد يكون الألم الناتج عن هذا الخلل الوظيفي خفيفًا أو شديدًا، وقد تحدث عند مختلف الفئات العمرية، لكنها أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، وتصاب بها النساء أكثر من الرجال.

ما أعراض اضطرابات المفصل الفكي الصدغي

قد تتضمن أعراض اضطرابات المفصل الصدغي الفكي ما يلي:

• الصداع المتكرر.
• الدوخة.
• ⁠الألم في مفصل صدغي فكي أو بكليهما.
• الألم بالوجه بالقرب من المفصل وليس ضمنه.
• ⁠الألم عند جس العضلات الماضغة.
• ⁠الألم في الأذن أو حولها.
• صعوبة المضغ أو الألم خلاله.
• ⁠الإحساس بصلابة في العنق والكتفين.
• ⁠إطباق المفصل، ما يُصعب من فتح الفم على نطاق واسع.
• ⁠صدور أصوات طقطقة أو فرقعة عن المفصل، وفي حال عدم وجود أي ألم أو تقييد للحركة المرتبطة بطقطقة الفك، فقد لا تحتاج إلى علاج لاضطراب المفصل الصدغي الفكي.

ما أسباب حدوث اضطرابات المفصل الصدغي الفكي

يصعب غالبًا تحديد السبب الدقيق لأعراض اضطراب المفصل الفكي الصدغي عند المريض، فقد تكون الأعراض بسبب مجموعة من الاضطرابات مثل الشد العضلي والتهاب المفصل والمشكلات التشريحية داخل المفصل.

وتوجد مجموعة من العوامل التي قد تكون السبب بحدوث اضطرابات المفصل الفكي الصدغي، وتشمل هذه العوامل:

• الإفراط في استخدام العضلات وإرهاقها نتيجة فرط حركة الفك، ما يؤدي إلى متلازمة ألم اللفافة العضلية، وتعد متلازمة ألم اللفافة العضلية الاضطراب الأكثر شيوعًا الذي يصيب المنطقة الفكية الصدغية، وفيها يحدث ألم عضلي وشد حول الفك وتحدد في فتحة الفم بالإضافة إلى صداع وألم في مناطق أخرى من الرأس والعنق، وتكون متلازمة ألم اللفافة العضلية أكثر شيوعًا عند النساء، وغالبًا ما تصيب النساء في أوائل العشرينيات، والنساء اللواتي يدخلن في سن اليأس.
• الإصابة بأنواع مختلفة من التهاب المفاصل، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والفُصال العظمي.
• التعرض لإصابة في الفك نفسه، نتيجة العدوى أو الإصابات الرضية.
• القسَط (داء الفقار)، وينجم عن تليف أو التحام العظام داخل المفصل أو تكلس الأربطة المحيطة به، وغالبًا ما يحدث ذلك نتيجة إصابة رضية أو عدوى، ولكن قد يكون واضحًا عند الولادة أو نتيجة لالتهاب المفاصل الروماتويدي.
• الاضطرابات الداخلية ضمن المفصل الفكي الصدغي، ويعد انزياح القرص المفصلي إلى الأمام من وضعه الطبيعي الحالة الأكثر شيوعًا من حالات الاضطرابات الداخلية ضمن المفصل الفكي الصدغي، ويمكن للقرص أن يتحرك من مكانه عندما تتمدد الأربطة التي تثبته في موضعه أو تتمطط بسبب إصابة في المفصل.
• الإصابة بصرير الأسنان المزمن، حيث يميل بعض الأشخاص الذين لديهم ألم الفك إلى الشد على أسنانهم (صرير)، رغم أن الكثيرين ممن يعانون صرير الأسنان لا تتم إصابتهم باضطرابات في المفصل الفكي الصدغي.
• سوء الارتصاف السني الناجم عن فقد الأسنان.
• الإصابة ببعض الاضطرابات الجهازية (مثل هشاشة العظام، أو اضطرابات المناعة الذاتية، أو أمراض النسيج الضام) التي قد تؤثر على المفصل الصدغي الفكي.
• كما يمكن للعامل النفسي أن يلعب دورًا في الإصابة وكذلك الوراثة.