د. أكرم خولاني
الشمندر الأحمر (Red beets)، أو الشوندر، أو البنجر، واحد من الخضراوات الشائعة المستخدمة في عديد من المأكولات حول العالم، وهو من الخضراوات الدرنية، يشبه اللفت، وله طبقة خارجية خشنة تغطي الجذر، بالإضافة إلى سيقان وأوراق خضراء طويلة، يمكن زراعته طيلة العام في الأماكن الساحلية المعتدلة، لكن الفترة الأنسب لزراعته هي من شهر آب وحتى كانون الثاني.
تأتي أهمية الشمندر من كونه فقيرًا بالسعرات الحرارية وغنيًا بالفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الأساسية، مثل حمض الفوليك، المنغنيز، النحاس، البوتاسيوم، المغنيسيوم، الحديد، فيتامين “C”، فيتامين “B6″، والأحماض الأمينية كاللوسين، والآرجنين، والجلايسين، وغيرها.
وعلاوة على ذلك، فهو نبات لذيذ ومن السهل إضافته إلى النظام الغذائي، إذ يمكن عصره أو سلقه أو تحميصه أو طهوه على البخار أو تخليله، إلا أنه يفضل استهلاك الشمندر النيء، لتجنب فقدان أي من العناصر الغذائية التي يحتويها.
كل ذلك يجعله إحدى الركائز الأساسية للتغذية الصحية والحمية الغذائية، ومن أهم فوائده الصحية ما يلي:
التقليل من ارتفاع ضغط الدم
يساعد الشمندر على تقليل ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، ويعود ذلك لاحتوائه على نسب عالية من النترات، التي يتم تحويلها داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك الذي يعمل على توسيع الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى خفض مستويات ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية، وأيضًا فإن الشمندر غني بحمض الفوليك، الذي من الممكن أن يسهم تناوله بكميات كافية في التقليل بشكل ملحوظ من مستويات ضغط الدم.
الحفاظ على صحة القلب
يحتوي الشمندر الأحمر على كثير من البيتين وفيتامين “B”، اللذين يخفضان من مستوى الكوليسترول في الدم، وبالتالي يمنعان الإصابة بأمراض الشرايين والقلب.
كذلك فإن قدرته على تخفيض ضغط الدم تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، إذ يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
كما يساعد حمض الفوليك بالشمندر في السيطرة على تلف الأوعية الدموية الذي من الممكن أن يتسبب بالإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
أخيرًا فإن المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في الشمندر للجسم تسهم في التقليل من الالتهابات في الجسم، وهذا يسهم في الوقاية من أمراض القلب المختلفة.
تعزيز القدرة على التحمل
توفر النترات طاقة مطلقة تعزز القدرة على التحمل، إذ إنها تعمل على تحسين كفاءة الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلايا، وتصل مستويات النترات في الدم إلى ذروتها خلال 2-3 ساعات من تناول الشمندر، لذلك ينصح بتناوله قبل التمرين بساعتين للحصول على أقصى قدر من الفائدة.
دعم صحة الدماغ
إن النترات الموجودة في الشمندر قد تحسن الوظيفة العقلية والمعرفية من خلال تعزيز تمدد الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وهذا مهم بشكل خاص مع التقدم في العمر، إذ تنخفض القدرة على إنتاج أكسيد النيتروجين وكذلك ينخفض التمثيل الغذائي للدماغ ونشاط الأعصاب.
الحفاظ على مستويات السكر في الدم
على الرغم من أن الشمندر غني بالسكر، فإنه قد يسهم في تحسين مستويات سكر الدم لدى مرضى السكري، وذلك من خلال زيادة حساسية الإنسولين في الجسم، ويمكن أن تعود فوائد الشمندر هذه لاحتوائه على بعض المركبات مثل مركبات البوليفينول، ومركبات الفلافونويد، والنترات، وحمض ألفا ليبويك.
أيضًا يمكن أن تتضمن فوائد الشمندر لمرضى السكري مساهمته المحتملة في التقليل من أعراض الاعتلال العصبي السكري، وذلك لاحتوائه على حمض ألفا ليبويك.
تعزيز صحة الكبد
تعزز مادة البيتين الموجودة في الشمندر وظائف الكبد، فهي تساعده على التخلص من السموم، وكذلك تخفض من تراكم الدهون في الكبد.
كما يحتوي الشمندر على مضادات الأكسدة، والحديد وفيتامينات “B”، وهي مغذيات تعزز صحة الكبد.
تحسين عملية الهضم
تساعد الألياف الموجودة في الشمندر على تحسين عملية الهضم وتقليل خطر الإصابة بمشكلات القولون والإمساك والبواسير والتهاب الرتوج وسرطان القولون.
كما يساعد الشمندر على دعم البكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي، ويقلل من وجود البكتيريا المرتبطة بالإصابة بالالتهاب والإسهال.
محاربة الالتهاب
يرتبط الالتهاب المزمن بعدد من الأمراض مثل السمنة وأمراض القلب وأمراض الكبد والسرطان، ويحتوي الشمندر على أصباغ تسمى بيتالين، تمتلك عددًا من الخصائص المضادة للالتهابات، فتقلل من التهاب الكلى والتهاب المفاصل.
الحفاظ على صحة العين
تلعب الأصباغ التي يحتويها الشمندر دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة العين، وتسهم في تجنب الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في السن.
تقليل خطر الإصابة بالسرطان
نظرًا لفوائد الشمندر في التقليل من الإصابة بالالتهابات فإنه قد يسهم في الحد من خطر الإصابة بالسرطانات، إذ إن الالتهاب المزمن يعد أحد عوامل الخطر للإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات.
كما يحتوي الشمندر على عدد من المركبات الفعالة التي يمكن أن تقلل من حدوث الطفرات السرطانية للخلايا، وأهم هذه المركبات هي المركبات المضادة للأكسدة كالبيتالين.
تحسين الأداء الجنسي
يحسن الشمندر من الانتصاب لدى الرجل في أثناء عملية الجماع، ويساعد تناوله على إنتاج أكسيد النيتريك الذي يساعد على التقليل من الضعف الجنسي من خلال توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم نحو العضو الذكري والحفاظ على الضغط في الجسم الكهفي، وهو عبارة عن نسيج شبيه بالإسفنج يمتلىء بالدم خلال الانتصاب، ويجب أن يكون الضغط مرتفعًا بداخله للحفاظ على انتصاب العضو الذكري، كما أن الشمندر يقلل من ارتفاع ضغط الدم الذي من الممكن أن يتسبب بضعف الانتصاب لدى الرجل.