اللاذقية.. شوارع تفيض بالقمامة وتمتلئ بالحفر

قمامة متكدسة في حي الزراعة في اللاذقية - 17 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconقمامة متكدسة في حي الزراعة في اللاذقية - 17 من شباط 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

تفيض القمامة في مدينة اللاذقية وتغص بها الحاويات وسط الشوارع وبين المنازل، بينما تنتشر الحفر المغمورة بالمياه، خصوصًا في فصل الشتاء، ما يشير إلى الإهمال الكبير الذي تعانيه المدينة، رغم أنها من أهم المحافظات السياحية في سوريا.

وعلى الرغم من أن أحياء مثل الزراعة والمشروع السابع ومدخل المدينة بالقرب من مبنى جريدة “الوحدة” وجامعة “تشرين”، تعتبر من الأحياء الرئيسة التي عادة ما كان يتم إزالة القمامة منها بانتظام، فإنها اليوم لم تعد ذلك، وباتت القمامة تفيض من الحاويات نتيجة تركها لعدة أيام دون إزالة.

تؤرق مشكلة القمامة هدى (46 عامًا)، وهي تسكن حي المشروع السابع، وقالت إن الوضع يبدو كارثيًا في الصيف والشتاء، ففي الصيف تنتشر القوارض والحشرات وتصدر روائح كريهة جدًا، وفي الشتاء تجرف مياه الأمطار القمامة المنتشرة حول الحاوية ويصبح المنظر كارثيًا.

“طالبنا بحل، واشتكينا، بس ما حدا رد علينا”، أضافت السيدة التي تعجز في فصل الصيف عن فتح نافذة منزلها أحيانًا كثيرة نتيجة الروائح الكريهة.

وسخر حسن (23 عامًا)، وهو طالب جامعي، من مشكلة القمامة المنتشرة في مدينته، وقال إن “العقوبات الغربية ربما تكون السبب الرئيس لعدم إزالة القمامة بشكل منتظم”، وأضاف أن المواطنين يجب أن يبدؤوا على الفور بحملة عبر “فيس بوك” يطالبون فيها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل لرفع العقوبات ورفع القمامة من الشوارع.

وتقع مسؤولية ترحيل القمامة بشكل يومي على عاتق البلديات، التي غالبًا ما يشتكي مسؤولوها من قلة المحروقات أو تعطل الآليات.

أما الأهالي فلديهم وجهة نظر أخرى مختلفة، وبحسب رأي الشارع والعرف السائد، فإن الفساد هو السبب، لعاملين اثنين، الأول سرقة مخصصات المحروقات اللازمة لتشغيل سيارات القمامة، والثاني هو أن كل عمال النظافة يتم تعيينهم بعقود موسمية، وكثير من مسؤولي البلدية يعيّنون أقاربهم ليستفيدوا من الراتب دون أن يقوموا بالعمل، أي يتقاضون رواتبهم وهم في منازلهم.

البلدية لا ترد

قال عضو مجلس مدينة اللاذقية، سمير شعار، إن أكوام القمامة تنتشر في مختلف الزوايا والساحات بحي الرمل الجنوبي وحي الغراف، وبعضها لم يتم ترحيله منذ أكثر من أسبوع، وأكوام أخرى عمرها ثلاثة أشهر.

وتوجد عقود لترحيل القمامة بقيمة أكثر من أربعة مليارات ليرة سورية (الدولار يعادل 14650 ليرة)، بإشراف من بلدية اللاذقية، وفق جريدة “الوحدة” المحلية، بينما ذكر شعار أنه طرح مشكلة ترحيل القمامة عدة مرات على البلدية، إلا أنها لم تتخذ أي إجراء والوضع لا يزال على حاله.

وتضاف مشكلة تكدّس القمامة إلى مشكلات كثيرة تعانيها المدينة خدميًا، إذ تشكل الحفر المنتشرة في شوارع مدينة اللاذقية عائقًا أمام المارة، خصوصًا حين تهطل الأمطار الغزيرة.

الحفر مشكلة اخرى

إضافة إلى مشكلة القمامة، باتت الحفر المليئة بالمياه علامة فارقة في الطرق والأرصفة بمدينة اللاذقية، إذ تحاول السيارات والمارة تجنب المرور فوقها لكن حجمها الكبير لا يساعد على تفاديها.

ويرى معظم الأهالي أن وجود تلك الحفر في الشوارع والأرصفة سببه الإهمال والتقصير، فردمها لا يحتاج إلى كثير من الوقت أو التكاليف، علمًا أنها موجودة منذ سنوات عديدة، ورغم كثرة الشكاوى والمطالبات، فإن بلدية اللاذقية لا تستجيب بردمها وتزفيتها.

ومع كل شتاء تتكرر مشاهد تجمع مياه الأمطار في طرق محافظة اللاذقية، مسببة فيضانات في الشوارع وإعاقة التنقل والحركة، وأسفرت بعض الحفر عن حالات وفاة.

وفي تشرين الثاني 2022، توفيت فتاة (25 عامًا) بعد سقوطها في حفرة للصرف الصحي بمدينة اللاذقية، ولاقت الحادثة تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ألقي اللوم على الجهات المسؤولة، مع اتهامات واسعة بـ”اللامسؤولية وعدم المبالاة تجاه أرواح الناس”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة