عنب بلدي – رأس العين
تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إقبالًا ملحوظًا على مواد التنظيف المصنوعة يدويًا، بسبب ارتفاع أسعار المواد الجاهزة في السوق، وتراجع الحالة المادية للأهالي في المنطقة، لكنها لا تخلو من الأخطار الصحية.
ويبحث السكان عن حلول بديلة لتوفير احتياجاتهم من مواد التنظيف، لذلك يلجؤون إلى التصنيع المحلي، كما لا تتجاوز أجرة العامل في أي مهنة كالإنشاءات والزراعة 30 ألف ليرة سورية يوميًا (نحو دولارين أمريكيين).
بديل رخيص الثمن
وسط هذا الواقع واعتماد معظم الأهالي على الزراعة كمصدر دخل رئيس، يجد السكان أنفسهم مضطرين لتغيير عاداتهم الاستهلاكية والبحث عن حلول بديلة لتلبية احتياجاتهم.
وقالت أمينة السلمو، وهي ربة منزل من رأس العين، إنها تعتمد بشكل كبير على مواد التنظيف المصنوعة يدويًا، لانخفاض سعرها، لافتة إلى أن أسعارها أقل من نصف أسعار مواد التنظيف التجارية الجاهزة، وأن الأخيرة أصبحت باهظة الثمن.
أما عمر الزكي فقال إنه يشتري المنظفات المصنوعة محليًا منذ أكثر من خمس سنوات، لأن أسعارها المناسبة، وأوضح أنه يعمل بمهن يومية ويتقاضى 40 ألف ليرة يوميًا، ولا يستطيع شراء مواد التنظيف الجاهزة.
وأعطى عمر مثالًا بأن سعر كيلو سائل الجلي المصنوع يدويًا من النوع الوسط لا يتجاوز 6000 ليرة سورية، بينما سعر الكيلو الجاهز منه يتجاوز 20 ألف ليرة.
صناعة منزلية
من جانبه، سعيد فضل الله، صاحب محل لبيع المنظفات، قال إن تنوع منتجات التنظيف المحلية الصنع أصبح واضحًا للمستهلكين، وقد لقيت إقبالًا كبيرًا، نظرًا إلى انخفاض أسعارها وضعف القوة الشرائية للمواطنين، إضافة إلى ارتفاع أسعار المنظفات الجاهزة.
وأضاف البائع أنه يعمل في منزله بالتعاون مع زوجته وابنه، حيث يصنعون سائل الجلي، و”الشامبو”، ومعطر الأرضيات، والصابون السائل.
وذكر أن المكونات الأساسية لتصنيع هذه المنظفات تتضمن سيليكات الصوديوم، وكبريتات لوريل الصوديوم، وجلسرين، ومواد معطرة، والسلفونيت.
وأشار إلى أنه يستورد المواد الأولية التي تدخل في صناعة المنظفات من تركيا، عبر معبر “تل أبيض”، وتُنقل المواد الخام لمدينة رأس العين عبر الشحن التجاري.
وتقدم المحال التجارية مجموعة متنوعة من المنظفات وتباع بالكيلو، بما في ذلك عدة أنواع من سائل الجلي، وتختلف جودتها وفقًا للسعر، وتتراوح أسعارها بين 5000 ليرة سورية للنوع الخفيف، والوسط 6000 ليرة، و10 آلاف ليرة سورية للجودة العالية.
أما بالنسبة لـ”الشامبو”، فسعر الكيلو للنوع العادي 7000 ليرة سورية، و8000 ليرة لمتوسط الجودة، و10 آلاف ليرة للجودة العالية.
وبالنسبة للمواد المعلبة الجاهزة، فيبلغ سعر كيلو سائل الجلي 20 ألف ليرة، في حين يصل سعر عبوة “الشامبو” إلى 35 ألف ليرة، والكلور إلى 22 ألف ليرة.
مخاطر صحية
تحمل مواد التنظيف محلية الصنع بعض الأخطار الصحية، لأن التعرض المستمر لها يحدث التهابات وتحسّسًا في الجلد ومشكلات تنفسية وغيرها، وقد تحتاج بعض الحالات إلى تدخل طبي للعلاج.
محمد مصطفى، من سكان رأس العين، روى لعنب بلدي تجربته مع استخدام “شامبو” رخيص تم تصنيعه محليًا، وقال إنه بدأ استخدام “الشامبو” منذ شهر، لكنه تفاجأ بظهور بقع حمراء على جسده وحكة شديدة بعد استخدامه.
وذكر أنه يتلقى العلاج منذ أكثر من 15 يومًا عند طبيب جلدية بسبب الحساسية الشديدة التي ظهرت على جسده، وطالب بفرض رقابة من الجهات المسؤولة على صناعة هذه المواد، وضمن الشروط الصحية المناسبة لحماية المستهلك.
الطبيب رياض الفاروق، اختصاصي أمراض جلدية في رأس العين، لفت في حديثه لعنب بلدي إلى أهمية شراء مواد التنظيف من محال موثوقة، والتأكد من وجود ملصق على المنتج يوضح مكوناته بدقة، مع الحرص على قراءة التحذيرات والتعليمات الموجودة على العبوة.
وأشار إلى ضرورة تجنب استخدام المواد التي تحتوي على مواد كيماوية ضارة، والبحث عن بدائل طبيعية، أو منتجات مصنعة من شركات موثوقة تضمن سلامة مكوناتها.
وقال إن عيادته تشهد بشكل دوري قدوم مرضى يعانون حساسية أو حكة جلدية، أو أشخاص يعانون جفاف البشرة والطفح الجلدي نتيجة استخدام “شامبو” أو مواد تنظيف من أشخاص أو محال تجارية غير موثوقة أو معروفة.
وأوصى الفاروق بضرورة نشر الوعي حول مخاطر استخدام مواد التنظيف غير المعروفة، من خلال حملات توعوية وتثقيفية تستهدف جميع أفراد المجتمع، خاصة ربات البيوت.