رداءة البنزين تعطل الدراجات النارية في رأس العين
تواجه مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، ازديادًا ملحوظًا في أعطال الدراجات النارية، ما يثير قلق راكبيها ويهدد سلامتهم على الطرقات، لأسباب يربطها البعض بتدني جودة البنزين المتوفر في المدينة، إذ يأتي خامًا وغير مكرر بشكل جيد.
بالمرور أمام محلات صيانة الدراجات النارية في رأس العين، تبدو بوضوح الدراجات المتوقفة على جوانب الطريق بانتظار الصيانة، جراء أعطال ستتكرر بسبب توقف مفاجئ للدراجة.
جاد صابر، صاحب دراجة نارية، شكا تكرار أعطال دراجته النارية، موضحًا أن الأعطال الأكثر شيوعًا تتمثل في انسداد فوهات الوقود وتلوث مصفاة البنزين بالشحم بسبب سماكة الوقود.
وأشار إلى صعوبة الوضع بسبب عدم توافر بدائل، إذ يصعب تعبئة بنزين أوروبي أو تركي يبلغ سعر الليتر منه 50 ليرة تركية، بينما يبلغ سعر البنزين السوري الوارد من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” 13 ألف ليرة سورية لليتر (نحو 28 ليرة تركية).
من جانبه قال عيسى خلو، صاحب دراجة نارية، إنه يخشى استخدام دراجته النارية للذهاب إلى العمل بسبب كثرة الأعطال التي تصيب دراجته، وأشار إلى أنه كثيرًا ما تتوقف الدراجة عن العمل بشكل مفاجئ في أثناء القيادة نتيجة وجود كمية كبيرة من المازوت والزيوت مع البنزين.
ولفت إلى تعرضه في وقت سابق لحادث اصطدام سيارة بدراجته من الخلف، بسبب توقف مفاجئ للدراجة في سوق رأس العين، في وقت سابق، كما طالب بإيجاد حل لموضوع المحروقات في المنطقة، كون الكثير من الأهالي يعتمدون على الدراجات النارية.
مصادر الوقود
تعتمد رأس العين على الوقود القادم من المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهو وقود ذو جودة منخفض، ومكرر، أو مصفى بطرق بدائية عبر الحراقات، ويجري نقله عبر طرق التهريب.
ويشكل هذا الوقود الخام خطرًا على البيئة والصحة العامة، حيث يحتوي على نسبة عالية من الكبريت والمعادن الثقيلة، وينتج عن احتراقه غازات سامة وملوثة.
شوائب ضارة في البنزين
عدي المرعي، صاحب محل لصيانة الدراجات في رأس العين، تحدث لعنب بلدي عن كثرة الأعطال التي تواجهها الدراجات النارية في المدينة، مبينًا أنه يستقبل يوميًا العديد من الدراجات التي تعاني من أعطال مختلفة، كثير منها نتيجة عن استخدام بنزين بجودة منخفضة.
وأضاف المرعي أن البنزين المتوفر في رأس العين يحتوي على شوائب كثيرة تؤدي إلى انسداد فوهات الوقود وتعطل مضخة الوقود، وقد يسبب تلف بعض قطع المحرك، كالمكبس والرأس.
كما حذّر من مخاطر استخدام هذا النوع من البنزين على سلامة راكبي الدراجات النارية، داعيًا الجهات المعنية إلى مراقبة جودة الوقود المتوفر في السوق لضمان سلامة المواطنين.
المتحدث الرسمي في المجلس المحلي، زياد ملكي، قال لعنب بلدي إن المحروقات القادمة عبر طرق التهريب من مناطق سيطرة “قسد” غالبًا ما تكون من النوع الرديء وغير صالحة للاستخدام في الدراجات النارية والمولدات.
وأوضح أن المجلس المحلي سمح باستيراد البنزين التركي والأوروبي إلى المنطقة، وهو متوفر ولا يسبب مشكلات للدراجات النارية، لكن سعره أعلى من المحروقات القادمة من مناطق سيطرة “قسد”.
وأشار ملكي إلى أن مديرية المحروقات والضابطة تقوم بجولات على محطات المحروقات في المنطقة للتحقق من جودة المحروقات والعمل على إيجاد حلول تتناسب مع الجميع.
ومن وقت لآخر، تتكرر أزمات مواد المحروقات في رأس العين، وأبرزها كان في آب 2023، حين شهدت المدينة وريفها الواسع أزمة كبيرة في المحروقات بسبب انقطاع معظم أنواعها.
وتوجد عدة أنواع للبنزين في رأس العين، أهمها “البوتان”، ويبلغ سعر اللتر 17 ألف ليرة سورية، و”المقطر” بـ16 ألف ليرة سورية، أما العادي فسعره 13 ألف ليرة سورية.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :