يبدي النظام السوري اهتمامًا واضحًا بالانتخابات التي تقام لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي” لدورة عام 2024، من خلال اللقاءات المتواصلة التي يجريها مع مسؤولين حزبيين، وتكثيفها مؤخرًا، والترويج لها، في ظل الحديث عن تغييرات على أكثر مستوى، لم يتلمس المواطن آثارها.
والتقى رئيس النظام، بشار الأسد، مساء الخميس، 22 من شباط، مجموعة من المفكرين والأكاديميين والكتاب البعثيين، في حوار عن دور الحزب في مستقبل سوريا، على المستوى السياسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي.
وقال الأسد إن أهم ما في الانتخابات ليس الأسماء التي تفوز فيها، بل المشاركة الواسعة بها، معتبرًا أن نتائج الانتخابات تعكس قرار ورغبة الأغلبية حينها، وأن الحزب الحيوي يبحث عن الكيف وليس عن الكم، ويهتم بأن يوسع قاعدة مناصريه، وليس أن يزيد عدد أعضائه فقط.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن “رئاسة الجمهورية”، فالأسد أكد أن علاقة الحزب بالسلطة التنفيذية تحكمها السياسات والتوجيهات التي يضعها الحزب بصفته “حزبًا حاكمًا”، وتكون الحكومة مسؤولة عن تنفيذ تلك السياسات.
وبيّن الأسد أنه “كلما ابتعدت الأحزاب عن الانخراط في السلطة التنفيذية وركزت دورها على وضع السياسات والإشراف على تنفيذها كانت النتائج أفضل”.
وسبق هذا اللقاء، آخر أجراه الأسد في 27 من كانون الثاني، والتقى حينها أعضاء اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات، واستمع إلى إحاطة حول الجولات واللقاءات التي أجرتها اللجنة في الفروع والمحافظات خلال الأيام الماضية.
وأكد الأسد أن نجاح تجربة الإشراف على الانتخابات سيبنى عليه استحقاقات مقبلة على مختلف المستويات الحزبية التي ستتبع المؤتمر الموسع، ما يجعل هذه التجربة جزءًا من “مسار ديمقراطي يجب بناء متطلبات شفافيته ونجاحه”، على حد قوله.
لقاءات سابقة
التقى الأسد، في 24 من كانون الأول 2023، بأعضاء اللجنة العليا للإشراف على “انتخابات حزب البعث 2024″، وشدد على استقلالية اللجنة للإشراف على الانتخابات وحيادها المطلق في آداء مهامها خلال كل مراحل المسار الانتخابي من التحضير وحتى النتائج.
هذا اللقاء سبقه بأقل من أسبوع لقاء للأسد وحديث ونقاش مع اللجنة المركزية في “حزب البعث”، في 16 من كانون الأول، وتحدث حينها عن معالجة السلبيات في الدولة والمجتمع المدني، معتبرًا أن انتخابات الحزب “تشخصي وعلاج”.
من جانبه، قال أمين سر اللجنة المركزية لـ”حزب البعث”، هيثم سطايحي، لصحيفة “الوطن”، في كانون الأول 2023، إن هذه اللجنة العليا المركزية الموسعة ستنتخب أعضاء اللجنة المركزية الجديدة، ثم قيادة مركزية جديدة للحزب.
تأتي هذه اللقاءات في سياق ترويج النظام لتغييرات في هيكلية سلطته، و”مكافحة الفساد” وإجراء بعض التغييرات، دون التطرق لملفات جوهرية وذات حساسية لدى الشعب السوري، ومنها ملف المعتقلين والمختفين قسرًا، والذين توثق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عددهم بـ135 ألفًا و253 معتقلًا في سجون النظام.