طرق محفرة ومليئة بالمياه تؤرق المارة في إدلب
يصعب على السيدة هدى المحمد التنقل بين أحياء إدلب حين تخرج من المنزل لقضاء حاجياتها اليومية وشراء مستلزماتها، بسبب تجمع مياه الأمطار في الشوارع.
وعند وصولها إلى إحدى برك المياه المتجمعة تقف السيدة للحظات تنظر خلفها للتأكد من عدم وجود سيارة أو دراجة نارية قادمة خوفًا من رشقها بالماء.
تؤرق الحفر التي تملأ شوارع محافظة إدلب، وضعف شبكات الصرف الصحي المارة الذين يخشون البلل من المياه المتجمعة في الشوارع، كما تصعب رؤية الحفر بالنسبة لسائقي السيارات والدراجات، ما يؤدي لحوادث وأعطال في الآليات.
هدى المحمد (44 عامًا) ربة منزل تقيم في مدينة إدلب، قالت لعنب بلدي إنها تبذل مجهودًا خلال التنقل في فصل الشتاء، خصوصًا في أثناء تساقط الأمطار لأن الشوارع تمتلئ بالمياه، وتتشكل البرك في الأماكن المنخفضة والحفر وسط الطرقات.
وذكرت أنها تحاول جهدها السير على الأطراف، والانتباه من الآليات في الشوارع حتى لا تتبلل ثيابها، لكن السير على أطراف الطرقات لا يحل دائمًا المشكلة بسبب مزاريب المنازل التي تجبر المواطنين على الابتعاد لمنتصف الطريق.
بدوره قال الشاب أنس السعيد (29 عامًا)، وهو مقيم في مدينة إدلب، إنه من المستحيل تفادي برك المياه أو الرشقات من السيارات والدراجات في الطرقات، لافتًا إلى أن شبكات الصرف الصحي لا تصرّف المياه خلال هطول الأمطار.
ويجد عبد الحميد سالم (45 عامًا) من ذوي الإعاقة صعوبة خلال تنقله بدراجته ذات الثلاث عجلات، ويخشى السقوط بإحدى الحفر التي يصعب رؤيتها حين تكون مليئة بالأمطار.
وأضاف عبد الحميد أنه لا يخرج من المنزل في فصل الشتاء إلا للضرورة القصوى، لافتًا إلى أن يخشى أيضًا أن يتكبد تكاليف صيانة لدراجته.
ازدحام شديد وانزلاق للآليات
تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تشكل سيول بسيطة في شوارع مدينة إدلب، ما يجبر السائقين على العبور بشكل بطيء جدًا لتفادي السقوط في الحفر التي لا يتمكنون من رؤيتها، وحتى لا يرشقون المارة بالمياه المتجمعة، ما يؤدي لازدحام الشوارع.
فيصل القاسم (35 عامًا) سائق سيارة أجرة في مدينة إدلب، قال إن القيادة تحت الأمطار وفي هذه الشوارع من الممكن أن تؤدي إلى خسائر جسيمة وحوادث سير مرعبة، لذلك يحاول القيادة بهدوء.
وأضاف السائق أن مياه الأمطار المتجمعة في الطرقات تؤدي إلى انزلاق المركبات، ونادرًا ما ينتهي النهار دون مشاهدة انزلاق إحدى الدراجات النارية أو انزلاق سيارة على أحد المنعطفات، لذلك يحاول السائقون المحافظة على مسافة أمان قدر الإمكان.
ولفت السائق إلى أن هذه الحفر ترهق السائقين ماليًا، وتكثر من الأعطال في عجلات السيارات.
رئيس بلدية إدلب، أسعد بيلساني، أوضح لعنب بلدي أن سبب انسداد خطوط الصرف الصحي في المدينة، أو ضعف تصريفها يعود لقلة المياه العابرة خلالها، وشدة الترسبات في خطوط الصرف الصحي، وازديادها يومًا بعد يوم.
وأضاف أنه عند هطول الأمطار لا تستطيع خطوط الصرف الصحي تصريف المياه بسرعة، خاصة في الأماكن المنخفضة حيث تأتي المياه من الأماكن المرتفعة وتتجمع، وبالتالي فإن المصافي المطرية الموجودة لا تكفي للتصريف.
وبحسب بيلساني، فإن بلدية إدلب تعمد إلى إنشاء مصافي إضافية لتسريع تصريف مياه الأمطار، مشيرًا إلى أن البلدية تقوم حاليًا ومنذ فترة بإجراء الصيانات لخطوط الصرف الصحي والمصافي، لكي يتم التصريف بشكل سريع.
ومنذ سنوات، وضعت حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب، مطبات صناعية وإشارة مرورية لتخفيف أزمة المرور وحوادث السير في المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :