لبنان يمنع سوريين من الدخول لمواعيد السفارات

  • 2024/03/25
  • 12:37 م
الحدود اللبنانية السورية - 2022 (Siraj Kamdar/ الخرائط)

الحدود اللبنانية السورية - 2022 (Siraj Kamdar/ الخرائط)

توجهت ريم إلى لبنان، منذ نحو شهرين، لإجراء مقابلة في السفارة البريطانية ببيروت، وعند وصولها إلى المنافذ الحدودية اللبنانية، منعها ضباط الأمن من الدخول.

وبرر الضابط منع دخولها، بعدم إرسال السفارة البريطانية اسمها عبر المراسلات الأمنية للحدود اللبنانية، رغم امتلاكها جميع الأوراق المطلوبة، إضافة إلى رسالة الموعد المحدد للمقابلة.

وعادت ريم (22 عامًا) إلى مدينتها درعا، محاولة التواصل مع السفارة البريطانية لتأجيل موعدها أو إيجاد حل آخر، لكن دون رد.

وليست ريم الوحيدة، فالحال ذاته مع السوريين الذين يرغبون بدخول الأراضي اللبنانية برًا لإجراء مقابلة في إحدى السفارات المغلقة في سوريا، دون وجود أسمائهم على الحدود.

وتمنح المديرية العامة للأمن العام اللبناني عبر موقعها، إذن دخول لمدة 48 ساعة مع إفادة مغادرة، للسوريين الراغبين بدخول الأراضي اللبنانية لمراجعة سفارة أجنبية، بشرط وجود جواز سفر صالح، وامتلاكه ما يثبت وجود موعد.

ويقتصر الدخول على الأسماء الواردة من السفارات الأجنبية إلى المديرية، والمعممة على المراكز الحدودية البرية، ويحصر بين الساعة السابعة صباحًا لغاية السادسة مساء.

مرتان لنفس السبب

قيس (27 عامًا)، يقيم في مدينة دمشق، قال لعنب بلدي إنه حاول مع عائلته الدخول إلى لبنان مرتين لإجراء مقابلة في السفارة الفرنسية، ولكن دون جدوى.

ورغم امتلاكه جميع الأوراق الثبوتية ورسالة السفارة، إلا أن ضابط الحدود اللبنانية رفض دخوله، بسبب عدم وجود اسمه أو اسم عائلته على الحدود.

وطلب قيس تأجيل موعد المقابلة في المرة الأولى، وجاءت الموافقة بتأجيل الموعد خمسة أشهر، رغم صعوبة طلب تأجيل الموعد.

أما لجين فوصلت إلى الحدود اللبنانية قبل يوم من موعد السفارة الألمانية، خشية تأخرها على الموعد المحدد في التاسعة صباحًا، غير أن ضابط الحدود رفض دخولها، بحجة أن الدخول يتم في نفس يوم المقابلة فقط.

وعندما عادت لجين، المنحدرة من مدينة دوما بريف دمشق، في اليوم التالي، في الساعة السابعة صباحًا، قوبل دخولها بالرفض مجددًا، لأن اسمها لم يصل عبر المراسلات الأمنية مع السفارة الألمانية.

ويرسل مكتب السفارات الألمانية والتركية والنمساوية، أسماء السوريين ممن يملكون موعدًا لدى السفارة إلى المنافذ الحدودية اللبنانية، عكس بقية السفارات، بحسب ما رصدته عنب بلدي من أصحاب مواعيد وشركات سياحية.

وفي حال عدم وجود اسم يضطر صاحب الموعد لإصدار “برقية” تكلف 4.9 مليون ليرة لبنانية ومع أجور التصوير 5.1 مليون، أي حوالي 57 دولارًا أمريكي.

ماذا تقول السفارات؟

السفارة الألمانية في بيروت أوضحت، لعنب بلدي، أن السماح لأي مواطن أجنبي بدخول الأراضي اللبنانية، هو قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بناء على قواعد منشورة على موقع الأمن العام.

وبموجب هذا ترسل السفارة الألمانية قوائم الأسماء إلى الأمن القومي، وتبلغ السفارة المتقدمين بهذه الممارسة، مع سؤال المتقدمين صراحة عن وجود اعتراض.

وبالنسبة لتفويت مقدم الطلب موعده، بسبب عدم قدرته على عبور الحدود، قالت السفارة إنه توجد إمكانية لإيجاد حل عملي لحجز موعد آخر.

وحاولت عنب بلدي، الاستفسار من كلا السفارتين الفرنسية والبريطانية، عن سبب عدم إرسالهما أسماء أصحاب المواعيد إلى النوافذ الحدودية، إلا أنها لم تتلقَ جوابًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

وبنفس السياق، تواصلت عنب بلدي سابقًا بصفة مواطن سوري من مديرية الأمن العام في بيروت، وقال أحد الضباط، إن دخول السوريين ممن لا يملكون اسمًا على النوافذ الحدودية، يعتمد على “حظهم”، فبعض الضباط يدخلونهم وبعضهم لا يسمح بدخولهم دون إرسال السفارة اسم صاحب الموعد إلى الحدود.

البدائل

حاولت ريم أن تجد بدائل لدخول لبنان، ولم تجد أمامها إلا السفر عبر الخطوط الجوية، بتذكرة تكلفتها 2500 دولار، أو أن تدفع مبلغ 2000 دولار كرشوة لضابط الحدود لإدخالها، وكلا المبلغان خارج استطاعتها.

وبعد “خسارتها المقابلة”، لم يعد في نيتها الذهاب إلى أي سفارة في لبنان، بسبب ما وصفته بـ”سوء المعاملة” من قبل ضباط الحدود اللبناني.

وهذا ما فعلته لجين، التي ترغب بالسفر إلى خطيبها في ألمانيا، إذ بدأت تتواصل مع السفارة الألمانية في أربيل، بدلًا من التوجه إلى لبنان.

وبالنسبة لقيس، فما زال يمكث وعائلته في دمشق، منتظرًا الموافقة على طلب تقديم فيزا سياحية للسفارة الفرنسية في الأردن.


شارك في إعداد هذه المادة مراسلة عنب بلدي في درعا سارة الأحمد.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية