اللاذقية تحصي أضرار العاصفة.. تجاهل لخسائر السكان
تستمر العاصفة المطرية في محافظة اللاذقية مخلفة أضرارًا في البنى التحتية وممتلكات المدنيين، إلى جانب أخرى طالت مؤسسات حكومية في محافظة اللاذقية، دون معلومات عن إصابات بين السكان.
وأحصت محافظة اللاذقية الأضرار التي خلفتها العاصفة على مدار اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن معظمها لحق بالممتلكات العامة.
وفي الوقت الذي اشتكى مدنيون من سكان المحافظة، خلال حديث لعنب بلدي، من الأضرار التي طالت أرزاقهم، لم تشر المحافظة إلى هذه الأضرار، معتبرة أنها تمكنت من تجنيب السكان الخسائر.
أضرار في البنى التحتية
وقالت المحافظة عبر معرّفها في “تيلجرام” اليوم، الاثنين 19 من شباط، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة اللاذقية خلال ليلتين متتاليتين، تسببت بأضرار في الطرقات وسواقي المياه، وطالت الأضرار الآليات التي عملت على تأمين الاستجابة للتخفيف من تداعيات تشكل السيول.
وأوضح رئيس مجلس مدينة اللاذقية، المهندس حسين زنجرلي، أن السيول التي تشكلت بفعل الغزارات المطرية تسببت بانجراف مقاطع من القميص الإسفلتي في عدة مواقع بالمدينة، ومنها قرب مدرسة “حمزة صقر”، والكلية التطبيقية، والمشروع “التاسع”، وطريق بكسا الدعتور، وسقوبين بسنادا، والطريق البحري في الرمل الجنوبي، والسكنتوري، والغراف.
كما وقع انهيار جزئي في أطراف ساقية موسى بحي دمسرخو، إلى جانب انهيار جزء من العبّارة المطرية عند مدخل مدينة اللاذقية باتجاه مديرية المواصلات وانسدادها بشكل كامل، وإغلاق المجرى المائي في ضاحية الباسل.
ولحقت أضرار بالآليات الهندسية التي شاركت بعمليات تعزيل وترحيل الأنقاض وإزالة الأتربة والردميات.
جريدة “الوحدة” الحكومية، قالت من جانبها إن أضرارًا لحقت بالشبكة الكهربائية، إلى جانب أعطال كثيرة نتجت عن العاصفة في مدينة الحفة الواقعة على بعد حوالي 27 كيلومتر من مركز محافظة اللاذقية.
ونقلت الجريدة عن رئيس قسم كهرباء الحفة، سامر إبراهيم، أن ورشات الصيانة أصلحت عددًا كبيرًا من الأعطال الناتجة عن العاصفة المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة على شبكات التوتر المتوسط في كل من صلنفة، الحفة، عرامو، عين التينة، كفرية، والسامية، بالإضافة إلى إصلاح أكثر من 38 عطلًا في شبكات التوتر المنخفض.
المهندس أضاف أن الأضرار طالت أيضًا بعض مراكز التحويل الهوائية والأرضية، لافتًا إلى أن جميع مراكز التحويل الهوائية والأرضية ومسبقة الصنع التابعة لقسم كهرباء الحفة لا تزال تعمل عدا مركزي تحويل “جورة المراب” الجديد، ومركز تحويل “الشلفاطية”.
وتعتبر الفيضانات والسيول إثر الأمطار الغزيرة في محافظة اللاذقية حالة متكررة، وتشهدها المحافظة كل شتاء، وتتكرر في بعض الأحيان لأكثر من مرة خلال الفصل نفسه.
وتتشكل تراكمات من مياه الأمطار في شوارع المدينة، وتؤدي في الكثير من الأحيان إلى فيضانات تمنع حركة السيارات والمركبات في شوارعها.
جاهزية واستنفار
صحيفة “الوطن” المحلية، نقلت عن محافظ اللاذقية، عامر هلال، أن العواصف لا تزال مستمرة، في حين وضعت فرق الطوارئ من كل المؤسسات الخدمية بحالة جاهزية واستنفار قبل وصول تأثير المنخفض، مع تعزيزها بآليات وكوادر من بقية الجهات العامة.
وأشار المحافظ إلى أن التركيز قائم على “مساعدة المواطنين المتضررين والاستجابة للحالات الطارئة، وانتشال السيارات العالقة بالمياه حرصًا على المواطنين، وهو ما نجحنا به بعدم وجود إصابات”.
هلال ذكر أن مجموعة من الإجراءات الاحترازية اتخذت بالتنسيق مع الشرطة وفرع المرور، لنشر دوريات المرور على محاور المدينة لإرشاد المواطنين وتجنيبهم المرور بشوارع تحدث فيها تجمعات للمياه.
ونوه إلى أن 450 ضابطًا وعنصرًا من القوى البحرية في الجيش ساعدوا على تجميع وتحميل أسطوانات غاز انجرفت من المستودعات إلى شوارع المدينة، وإعادتها إلى المستودعات.
ولم تشهد شوارع اللاذقية سيولًا إثر تراكم الأمطار فحسب، بل جرفت معها المئات من أسطوانات من الغاز، أظهرتها تسجيلات مصورة نشرتها حسابات إخبارية وناشطون عبر “فيس بوك”.
وعقب انتشار التسجيلات المصورة، أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية، أمس الأحد، عن إعادة تشغيل “معمل غاز سنجوان” في اللاذقية الذي توقف عن العمل نتيجة السيل الجارف الذي تعرض له.
اقرأ أيضًا: ما قصة سيل اسطوانات الغاز في اللاذقية
الوزارة قالت اليوم بحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن عمليات البحث مستمرة للعثور على 744 أسطوانة غاز صناعية فقدت جراء السيول التي تعرضت لها محافظة اللاذقية أمس.
وأوضحت الوزارة خلال بيان لها أنه نتيجة عمليات الجرد والإحصاء التي قام بها فرع محروقات اللاذقية، تبين أن عدد الأسطوانات التي ما زالت مفقودة 744 من أصل 36238 أسطوانة جرفتها السيول، ولا تزال عمليات البحث جارية عن الأسطوانات المتبقية.
أضرار تجاهلتها الحكومة
أدت العاصفة المطرية لدخول المياه إلى العديد من المنازل الأرضية في شوارع الجمهورية والثورة ومشروع “B” بمدينة اللاذقية، إضافة إلى شارع الزقزقانية، كذلك في حي الرمل الجنوبي والغراف، بحسب ما أفادت به مراسلة عنب بلدي في المنطقة.
وخرجت عدة عائلات أخرى من منازلهم في حيي حواري والزقزقانية الواقعان بالقرب من جامعة “تشرين” في مدخل المدينة، التي تعتبر مناطق عشوائية، بحسب المراسلة.
ولم تقتصر الأضرار على المنازل، إذ دخلت المياه إلى المحال التجارية التجارية أيضًا، بحسب ما قاله محمد صاحب الـ34 عامًا، في حديث سابق لعنب بلدي، وهو من سكان مدينة اللاذقية.
اقرأ أيضًا: نزوح ونفوق أبقار غرقًا.. السيول تعصف بأهالي اللاذقية
وكان مدير الزراعة في اللاذقية، باسم دوبا، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، إن العاصفة أدت لنفوق ثمانية رؤوس من الأبقار في حي الزقزقانية، إضافة إلى سبعة مواليد جديدة من الأبقار والعجول، وبعض الطيور التي يربيها الأهالي للاستفادة منها.
وأضاف أن سبب النفوق هو الغرق، نتيجة ارتفاع منسوب المياه في الحظائر، والذي تجاوز ارتفاعه مترًا وربع المتر.
وذكرت صحيفة “الوحدة” الحكومية، أن الأبقار تعود ملكيتها إلى المواطن سهيل قرحيلي، وأرجعت السبب إلى الأمطار الغزيرة، وانفجار شبكة الصرف الصحي التي كانت بحاجة إلى صيانة منذ بداية الشتاء، مشيرة أن صاحب المزرعة الخاصة ناشد للمساعدة علّه يحمي قطيعه، لكن لم يستجب له أحد.
وبحسب الأرصاد الجوية فإن العاصفة المطرية الرعدية التي تضرب المحافظة مستمرة حتى يوم الثلاثاء المقبل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :