شهدت بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي توافدًا لوجهاء من عشائر حوران وقياديين من مختلف المكونات العسكرية على خلفية اختفاء الشاب رامي المفعلاني في قرى اللجاة في 10 من شباط الحالي.
ونشرت صفحات محلية عبر “فيس بوك” منها صفحة “ناحتة الحدث” تسجيلًا مصورًا لأحد أفراد عائلة المخطوف يدعي لعقد اجتماع أمس، السبت 18 من شباط، يضم قادة من “اللواء الثامن”، و”اللجان المركزية”، ووجهاء من الجنوب السوري.
عبد الستار المفعلاني هو والد الشاب المخطوف، قال لعنب بلدي إن عصابة مؤلفة من ثلاثة ملثمين يحملون سلاحًا خفيفًا أوقفوا سيارته قرب بلدة جدل شرقي درعا، وانزلوا ابنه البالغ من العمر 17 عامًا، واقتادوه باتجاه البلدة نفسها وطلبوا من والده الذي كان برفقته، العودة إلى بلدة جرين المجاورة.
وأضاف والد الشاب أن الخاطفين تواصلوا مع العائلة من هاتف ابنهم عبر “واتساب” وأرسلوا مناشدات بصوت المخطوف لدفع فدية قدرها 75 ألف دولار أمريكي.
وأشار إلى أن الخاطفين تعمدوا إرسال مقاطع تعذيب للشاب بغرض استعطاف والدته، ولإجبار العائلة على دفع المبلغ المطلوب.
عقب ساعات على اختطاف الشاب، أطلق مقاتلون محليون من أبناء بلدة ناحتة حملة خطف مضادة، واحتجزوا نحو 12 شخصًا من سكان اللجاة لحث وجهاء هذه المناطق على السعي لإطلاق سراح الشاب المخطوف، والمحتجز في المنطقة نفسها.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن بعض العائلات المقيمة في الريف الشرقي بدأت بمغادرة المنطقة تخوفًا من عمليات احتجاز قد تطالهم خلال عمليات الخطف التي يمارسها ذوو المخطوف، وتستهدف أبناء المنطقة الشرقية.
وتضامن قادة محليون ووجهاء من ريف درعا الشرقي مع ذوي المخطوف، إذ تتردد إلى المنطقة منذ ثلاثة أيام، وفود من وجهاء مدن وبلدات درعا، لإبداء التضامن مع عائلة المخطوف.
خالد المفعلاني ناشط إعلامي في ناحتة، ومن أقارب المخطوف، قال لعنب بلدي إن المحتجزين من قرى اللجاه هم ضيوف لدى عائلة المخطوف، ريثما يطلق سراح الشاب المحتجز في اللجاة.
وأضاف أن عشائر حوران حريصة على عدم الانجرار لـ”فتنة” وتطالب عشائر وقياديي اللجاة بالتحرك المباشر لتحرير الشاب، وإنهاء الوضع الراهن.
قيادي سابق في فصائل المعارضة بمنطقة اللجاة (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي إن جميع الفعاليات العشائرية والعسكرية في اللجاة استنكرت هذا العمل، وهي في حالة بحث مستمر على مدار الساعة منذ أيام للوصول للشاب المخطوف.
وأصدر “المجلس الموحد لأبناء عشائر البدو” في درعا والسويداء بيانًا استنكروا فيه عمليات الخطف وطلب الفدية، وأحدثها قضية خطف الشاب رامي المفعلاني.
وأكد البيان تشكيل قوة عسكرية من أبناء العشائر وعناصر من “اللواء الثامن” لملاحقة هذه العصابات.
وأعطى المجتمعون بحسب البيان تفويضًا يتيح للقوة العسكرية نفسها، مداهمة أي مكان يتحصن فيه كل متورط بعمليات الخطف، ومحاسبته.
من جانبه قال قيادي في “اللواء الثامن” لعنب بلدي طلب عدم ذكر اسمه، إن “اللواء” موجود منذ اليوم الأول لحادثة اختطاف الشاب، ويعمل عناصره في البحث عن الشاب المخطوف، ويسعى لتحريره.
وأضاف أن “اللواء الثامن” شارك بالاجتماع الذي عقده وجهاء درعا في ناحتة، ومن المتوقع صدور قرارات صارمة بحق عصابات الخطف والتشليح لاحقًا.
القيادي أشار إلى أنه في حال الحاجة للتصعيد، سيكون “اللواء الثامن” في مقدمة الفصائل التي ستحارب عصابات الخطف في المحافظة.