تعرض موظف في هيئة “الدفاع الذاتي” التابعة لـ “الإدارة الذاتية” لاستهداف مباشر بالرصاص في حي المفتي بمدينة الحسكة، في أثناء وجوده قرب منزله برفقة عائلته، على يد عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد غياب لنشاط التنظيم دام لسنوات عن المنطقة.
الاستهداف الذي وقع في 8 من شباط، وتبناه التنظيم عبر معرفه في منصة “تيلجرام” أثار مخاوف العاملين لدى “الإدارة الذاتية”، ممن يعتقدون أنهم قد يكونون أهدافًا للتنظيم في أي لحظة، بحسب ما قاله بعضهم لعنب بلدي.
ويأتي هجوم التنظيم ضمن زيادة حدة الهجمات التي نفذها منذ مطلع العام الحالي، تزامنًا مع انتهاء حملة أمنية نفذتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مخيم “الهول” الذي يضم عائلات مقاتلين في التنظيم شرقي محافظة الحسكة.
سعيد، موظف في هيئة الزراعة لدى “الإدارة الذاتية” بمدينة الحسكة، أبدى قلقه إزاء طبيعة عمله التي تتطلب إقامة جولات في القرى المجاورة للمدينة، معتبرًا أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في شمال شرقي سوريا تثير مخاوفه، خصوصًا تلك المتعلقة بنشاط تنظيم “الدولة”.
ويعتقد سعيد أنه قد يكون هدفًا لهجمات يشنها التنظيم في المنطقة، معتبرًا أن الوضع الأمني وصل لنقطة تجعل أي شخص يعمل لدى “الإدارة الذاتية” عرضة للخطر.
واعتبر أن عملية الاستهداف التي شهدتها الحسكة، شكلت حالة من الخوف للعاملين في “الإدارة الذاتية”، وهو منهم.
تحمل منى، التي تعمل في هيئة الاقتصاد التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، المخاوف نفسها، إذ قالت لعنب بلدي إنها تشعر بقلق عند حاجتها للتنقل بين محافظات شمال شرقي سوريا لحضور اجتماعات العمل الدورية.
وترى منى أن خلايا تنظيم “الدولة” لا تميز بين عسكري ومدني، وهو ما يترك انطباعًا لدى العاملين في “الإدارة” أنهم هدف للتنظيم.
وعلى الرغم من مخاوفها، قالت منى إنها تدرك أهمية عملها والرزق الذي تستمده منه، مشيرة إلى أنها لا تبحث عن بدائل، رغم المخاوف المتعلقة بالأمن الشخصي.
ومنذ مطلع العام الحالي، سجلت عمليات تنظيم “الدولة” أعلى وتيرة لها منذ أكثر من عام، بحسب ما أعلن عنه التنظيم تباعًا عبر معرفه الرسمي في “تلجرام” (غرفة إخبارية مغلقة تضم صحفيين)، وتوزعت هذه العمليات على الجزء الشمالي من سوريا، وأخرى في منطقة البادية بريف حمص الشرقي.
اقرأ أيضًا: عمليات تنظيم “الدولة” تتضاعف.. النظام عاجز و”قسد” تحاول
وأعلن التنظيم عن 32 عملية خلال الأسبوع الأول من كانون الثاني الماضي، وتبنى أيضًا 34 عملية في الأسبوع الذي تبعه.
العمليات ضد “قسد” لم تكن مغايرة لتلك التي ينفذها على امتداد السنوات الماضية، لكن كثافتها كانت مختلفة وشملت مناطق بمحافظات لم تسجل فيها هجمات منذ نحو عام، كالرقة والحسكة.
وإلى جانب تلك التي استهدفت “قسد”، أعلن التنظيم مسؤوليته عن عمليات طالت قوات النظام السوري في منطقة البادية شرقي حمص، قال إنها خلفت عشرات القتلى والجرحى.