لأسباب اقتصادية.. الأحمر يتراجع في عيد الحب باللاذقية
عنب بلدي – ليندا علي
غابت مظاهر الاحتفال بعيد الحب في مدينة اللاذقية، بشكل شبه كامل هذا العام، بخلاف الأعوام السابقة، حين كانت المدينة وأسواقها تكتسي باللون الأحمر، استعدادًا للمناسبة التي توافق 14 من شباط.
واقتصرت المظاهر على بعض محال الألعاب، وأماكن بيع الشوكولا، بينما استخدمت الصفحات الرسمية للمحال التجارية في “فيسبوك” بعض الحيل التسويقية للترويج لمنتجاتها، داعية العشاق لاختيارها كهدية.
في حي الرمل الشمالي، قال أحد باعة محال الألعاب، إنه لم يشتر أي شيء جديد هذا العام استعدادًا للمناسبة، وكل ما هو معروض لديه يعود لسنوات سابقة، لافتًا إلى أن أكثر زبائنه كانوا من الطلاب والمراهقين، الذين بالكاد كانوا قادرين على دفع ثمن دب أحمر صغير.
وذكر أن سعر الدب كان قبل سنوات لا يتجاوز ألف ليرة سورية، بينما تبدأ أسعاره اليوم من 60 ألف ليرة وتصل لنحو ثلاثة ملايين ليرة، بحسب حجمه وجودة صناعته (الدولار الأمريكي 14650 ليرة).
في محل تجاري آخر مخصص للزينة والإكسسوارات، جهز صاحبه صناديق (بوكسات) خاصة بعيد الحب، يبدأ ثمن الواحد منها من 100 ألف ليرة، وقال إن ميزانيته مفتوحة تصل إلى الرقم الذي يريده المشتري.
وتتم تعبئة الصندوق بحسب ميزانية المشتري، وهناك العديد من الخيارات، مثل أدوات الزينة والمكياج، إضافة إلى الشوكولا، والعطور (البارفان)، والورود والألعاب، وحتى أجهزة الموبايل أيضًا.
وذكر صاحب المحل الذي يقع في ساحة الشيخ ضاهر وسط المدينة، أن الإقبال ضعيف جدًا هذا العام، مرجعًا السبب إلى الفقر، قائلًا، “الناس ما عمتقدر تاكل، لتشتري هدايا عيد الحب”.
ويتفق غالبية أصحاب المحال التجارية الذين التقتهم مراسلة عنب بلدي في اللاذقية، في سوق الرمل الشمالي، والمشروع السابع، والشيخ ضاهر، وسوق “هنانو”، بأن زبائن عيد الحب في السابق، كانوا مقسومين إلى قسمين، الأول من الطبقة محدودة الدخل التي كانت تشتري الدب والورود الحمراء لأنها الأرخص ثمنًا، والثانية تشتري الذهب والعطور غالية الثمن من السوق الحرة، واليوم انقرضت طبقة ذوي الدخل المحدود تقريبًا، بينما الطبقة الثانية وهي الأقل لم يختلف عليها الحال غالبًا.
عزيمة شوكولا
غدير (22 عامًا)، طالب بكلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين، قال، إن يوم عيد الحب هذا العام، يصادف المرة الأولى له وهو مرتبط بزميلة له، لذا فإنه عمل جاهدًا أن يكون مميزًا، لذلك قرر مفاجأتها بدعوتها إلى أحد محال الشوكولا داخل المدينة، بعد أن استفسر عن الأسعار داخل المحل، واكتشف أن الدعوة لن تكلفه أكثر من 100 ألف ليرة، ثمن قالب كيك صغير.
بينما اشترت هيا (28 عامًا)، خريجة أدب إنكليزي وتعلّم الطلاب الصغار في منزلها مقابل أجر، كأسًا مخصصًا للمشروبات الساخنة (ماغ)، أحمر اللون، دفعت ثمنه 50 ألف ليرة، مع علاقة للمفاتيح (بورتكليه) بسعر 40 ألف ليرة، وستهديهما لخطيبها.
وتوقعت الشابة ألا تختلف هديته كثيرًا نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة، فهما يحاولان تأسيس حياتهما بشق الأنفس بانتظار فرصة سفر خارج البلاد.
واختلف شكل الهدية اليوم بشكل كبير، ففي حال كان أحد الطرفين مغتربًا، فإن الهدية ستكون “دسمة”، وغالبًا حوالة مالية أو صندوقًا كبيرًا يحتوي نقودًا وجهاز موبايل وشوكولا من إحدى الماركات المعروفة، وهناك العديد من الشركات المتخصصة لتلبية مثل هذه الطلبات مقابل أجر كبير غالبًا.
وبرصد لأسعار بعض الهدايا التقليدية، فإن ثمن باقة من الورود تبدأ من 100 ألف ليرة، وسعر وردة الجوري الطبيعية التي تعتبر رمزاً لعيد الحب، تتراوح بين 10 إلى 20 ألف ليرة، بينما ترتفع ليلة عيد الحب إلى أكثر من 30 ألف ليرة، بينما ثمن الوردة البلاستيكية يبدأ من ثمانية آلاف ليرة.
ويتراوح ثمن الكأس (ماغ) بين 50 و150 ألف ليرة، و”البارفان” محلي الصنع، يتراوح بين 100 و300 ألف ليرة.
أما تكاليف الدخول إلى المقهى (الكافيه)، فتبدأ من 40 ألف ليرة بالحد الأدنى، بحال أراد العاشقان شرب القهوة فقط، وهي الطريقة التقليدية للقاء العشاق المراهقين في فترة ما قبل عام 2011، وكانت وقتها تكلف 50 ليرة بالحد الأعلى.
ويبلغ متوسط تكاليف المعيشة في مناطق سيطرة النظام أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، والحد الأدنى لتكلفة المعيشة 6.5 مليون ليرة، بينما يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية نحو 279 ألف ليرة (الدولار 14650 ليرة)، بعد زيادة 50% في شباط الحالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :