بدأت تفاصيل المقترح الفرنسي المقدم إلى لبنان، لإيقاف العمليات العسكرية، جنوبي لبنان، بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، على الحدود مع فلسطين المحتلة، بالظهور إلى العلن.
المقترح المكون من ثلاث مراحل تمتد لعشرة أيام، ذكرت تفاصيله وكالة “رويترز” اليوم، الثلاثاء 13 من شباط، مشيرةً إلى أن الاقتراح سلمه مسؤولون فرنسيون لنظرائهم اللبنانيين.
الوكالة قالت إن المرحلة الأولى تتضمن وقف الأعمال العسكرية على الحدود بشكل كامل، وتوقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق في الأجواء اللبنانية.
وفي المرحلة الثانية من المقترح الذي تسلمه رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، وقاطعته الوكالة مع سبعة مصادر لبنانية وفرنسية، سيتم تفكيك جميع المباني والمنشآت على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتبدأ هذه المرحلة بعد ثلاثة أيام من المرحلة الأولى.
بالتزامن مع عملية التفكيك، ينسحب مقاتلو قوة “الرضوان” التابعون للحزب، وتزال الأنظمة الصاروخية لمسافة 10 كيلومترات، بدلًا من 30 كيلومترًا، كما ينص القرار الأممي “1701”.
وفق الوكالة، فإن مسافة الانسحاب تلقى قبولًا من الحزب، وفي الوقت نفسه تعد مسافة آمنة لإسرائيل، على اعتبار أن مدى صواريخ “حزب الله” يماثل المسافة المقترحة.
ومع عملية الانسحاب والتفكيك، ينتشر 15 ألف جندي من الجيش اللبناني على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.
لكن المرحلة الثانية من الاتفاق، تثير قلق “حزب الله”، الذي يرى أن الصياغة جاءت بشمل غامض ويمكن استخدامها لاتخاذ خطوات ضد مؤسسات أخرى تابعة له.
الخطوة الثالثة تأتي بعد الانتهاء من كافة التفاصيل المذكورة سابقًا، وتتضمن ترسيم الحدود البرية بطريقة تدريجية، وإنشاء خارطة طريق لإنشاء منطقة خالية من أي مقاتلين غير تابعين للحكومة اللبنانية، بين الحدود ونهر الليطاني.
وكذلك الحصول على دعم دولي لانتشار الجيش وضمان تنفيذ تنمية اقتصادية واجتماعية جنوبي لبنان.
ويعدّ المقترح، وفق “رويترز” نتيجةً لنقاشات حصلت في الاجتماعات بين المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين واللبنانيين والإسرائيليين، خلال الفترة الماضية، كما يعتمد على “تفاهم نيسان 1996” والقرار الأممي “1701”.
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في 10 من شباط الحالي، أن كلًا من أمريكا وفرنسا وضعتا “خطوطًا عريضة لحل دبلوماسي في لبنان”.
وأوضحت أن مبادرة من واشنطن وباريس دعت لفصل ملف اشتباكات لبنان عن المعارك في غزة، لكن تأخير الاتفاق الخاص بالأخيرة يعقد الأمور.
وأضافت الصحيفة الفرنسية حينها أن “حزب الله” وضع شرطًا بإنهاء العملية العسكرية ضد غزة قبل الشروع بأي مفاوضات، مشيرة إلى أنه أيضًا لا يقدم تأكيدات لتطبيق الاتفاق.
ويرعى تنفيذ الاتفاق، إلى جانب مسؤولين فرنسيين، المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، ويهدف لتطبيق كامل للقرار الأممي “1701” وتسوية الحدود البرية، واستعادة لبنان لأراضٍ محتلة.