الحريري في بيروت.. روسيا على خط الأزمة في لبنان
وصل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، وسط مساع دبلوماسية غربية لاحتواء الأزمات التي تضرب البلاد، سياسيًا وعسكريًا.
زيارة الحريري التي تبدو اعتيادية لتنفيذ تقليد سنوي، يتضمن زيارة ضريح والده، رفيق الحريري، وسط العاصمة، تأخذ أبعادًا جديدة، مع انتشار الحديث عن تسوية دولية تؤدي لعودته إلى الحياة السياسية التي علق العمل بها منذ 2022.
وفي حين تسعى فرنسا وأمريكا لتنفيذ مقترحهما الخاص بهدنة طويلة واتفاق بين “حزب الله” وإسرائيل، وهو ما سيمهد لاحقًا لحل ملفات أخرى عالقة، بما في ذلك ملف رئيس الجمهورية، دخلت روسيا على خط الأزمات اللبنانية.
وأعلن المبعوث الخاص للحريري، جورج شعبان، عن تلقي الأول دعوة رسمية لزيارة روسيا، عقب لقائه بمبعوث الرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف.
شعبان لم ينف في حديثه لوكالة “سبوتنيك” الروسية، الاثنين، وجود محاولة من موسكو للدخول على خط الأزمات، بقوله إن الأخيرة تتواصل بشكل دائم مع القوى السياسية اللبنانية.
معادلة “س-س” إلى الواجهة في لبنان بعد التقارب السعودي مع الأسد
ويقوم نظام الحكم في لبنان على أساس طائفي، إذ تذهب رئاسة الوزراء للطائفة السنية، ورئاسة مجلس النواب للطائفة الشيعية، فيما تذهب رئاسة الجمهورية، للطائفة المسيحية المارونية.
وتولى الحريري الابن رئاسة الوزراء في لبنان عقب انتخابات 2009، واستمر لعامين، ثم تولى المنصب مجددًا في 2016 وحتى 2019، وخلالها قدم استقالته من العاصمة السعودية، الرياض، وقيل حينها إنه احتجز من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قبل أن تتدخل فرنسا ويُطلق سراحه.
منذ 2019، وعقب احتجاجات شعبية، غاب الحريري عن المشهد السياسي، وعلق عمله في هذا المجال في 2022، وفي 3 من شباط، نقلت قناة “mtv” اللبنانية، عن النائب السابق بكتلة “المستقبل” التابعة للحريري، سامي فتفت، قوله إن هناك احتمالًا لعودة الحريري للعمل السياسي.
“فيتو سعودي”؟
مع وصول الحريري لبيروت، ولقائه برئيس الوزراء اللبناني المؤقت، نجيب ميقاتي، وتزايد الحديث عن احتمالية عودته للحياة السياسية، يبرز الدور السعودي في هذا الملف.
صحيفة “الأخبار” اللبنانية قالت اليوم، الثلاثاء 13 من شباط، إن زيارة الحريري الممتدة لأسبوع، والمتزامنة مع الظروف الحالية للمنطقة، والتي يعوّل عليها مناصروه لعودته، لا تبدو ممكنة.
وأوضحت أنه ورغم جدول عمله المتضمن لقاءات مع سياسيين لبنانيين وسفراء دول أجنبية، إلا أن الرياض ترفض بشكل قاطع عودة الحريري للعمل السياسي في لبنان.
وأضافت أن “تيار المستقبل” الذي يتزعمه الحريري، يسوق المشهد الحالي على أن دولًا أجنبية تتفاوض معه للعودة، بينما كل ما يحصل هو “جس نبض” لشعبيته ومدى التجاوب معه” في حال سمحت الظروف بالعودة، وذلك نقلًا عن مصادر لم تسمها.
منذ انتهاء ولاية الرئيس الأخير للبنان، ميشيل عون، لم ينجح البرلمان اللبناني، المكون من 128 نائبًا، بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يعطل بدوره عددًا من الملفات في البلاد، على رأسها تشكيل الحكومة.
ويقود لبنان حاليًا حكومة مؤقتة، يرأسها نجيب ميقاتي، فيما شكلت لجنة خماسية، مكونة من فرنسا وأمريكا وقطر والسعودية ومصر، لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة.
وفي 3 من شباط، قال رئيس البرلمان اللبناني، نبيه برّي، إنه اتفق مع الخماسية، على رئيس “صنع في لبنان”، بحسب تصريحات صحفية.
وفي تصريحات سابقة لعنب بلدي، قال القيادي السابق في “تيار المستقبل”، مصطفى علوش، إنه وفي عالم السياسة لا يمكن نفي أي احتمال، لأن الظروف والمتغيرات تتحكم بالاحتمالات، بما في ذلك عودة سعد الحريري للعمل السياسي، بعد فشل أي شخصية لبنانية سنية بالحلول مكانه من ناحية “زعامة الطائفة”.
وأضاف أن عودة الحريري ترتبط باحتمال حصوله على توكيل دولي وإقليمي لمشروع ما على المستوى السياسي، وإعادة تركيب الدولة في لبنان.
وفق علوش، فإن الأمر غير واضح حتى الآن، في ظلّ اشتعال المنطقة وغياب الحلول خارج ساحات المعارك، لكن يبقى احتمال تبدل الأمور وارد، بناءً على صفقة، تدخل فيها كل من إسرائيل وإيران كلاعبين أساسيين، مع اللجنة الخماسية للحل في لبنان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :